منبر التراث
في خان الخليليأبدا لي كثير من المسافرين اليمنيين الذين يزورون مصر في أوقات متفاوتة امتعاضهم الشديد بسبب ما شاهدوه ولمسوه من سرقة تراثنا اليمني المادي المتمثل بالحلي اليمني الفضية الذي يعد تشكيلاته أو قل صناعته غاية في الجمال والرقة والأناقة. هذا الحلي اليمني الأصيل يوجد في خان الخليلى بالقاهرة المعزية بمصر العربية، ويعرض في " فترينات "المحلات التي تبيع الحلي، بأنه حلي مصري مائة في المائة.والجدير ذكره أن أصحاب المحلات المصريين في خان الخليلي يشترونه من تجار شنطة وبكميات كبيرة . ويقوم أصحاب محلات خان الخليل المتخصصين ببيع الحلي والتحف " والانتيكات " بتلميع هذه الحلي الفضية المصنوعة في اليمن بإضافة عليها بعض المواد التي تجعلها تلمع وتبرق في عيون السواح الأجانب، وتباع هذه الحلي الفضية بأنها مصرية ــ كما قلنا سابقا ـ وبأسعار كبيرة.سرقة واضحةوالحقيقة أن الذي يحدث ذلك سرقة واضحة لتراثنا المادي اليمني من ناحية وسرقة بشعة لمجهود الصانع اليمني أو قل الفنان الماهر اليمني الذي بذل كل مجهوده من أجل أن يصنع حلي غاية في الإبداع والجمال ، فإذا مجهوده يسرق و يضيع منه من ناحية أخرى . فصناعة الحلي تمثل تراث شعبي مادي فهو يجسد هوية وأصالة وعراقة الشعوب ، فعندما يسرق أو قل يدعي أحد الذين أنسلخو من كل قيم ومبادئ الاعراف بأن ذلك التراث يعود له أو للمنطقة التي يعيشها فيها ، فإن ذلك يكون دعديا صريحا ووقحا على تراثنا اليمني من جهة وعلى الفنان اليمني المبدع الذي أودع كل فنه في صناعة وتشكيل حلى يعبر عن عظمة تراثنا اليمني وأولا وقبل كل على عظمة الفنان اليمني الذي يمتلك حس فني رقيق أو قل يمتلك أصابع رقيقة استطاعت أن تشكل حلي نابع من أصالة حضارته التليدة.الحرفيون وسرقة مجهودهمفصناعة الحلي تعرف بجانب مهم من جوانب الثقافة اليمنية ، بسبب أن صناعة الحلي هي من صميم صناعة الحرف اليدوية. أليس هناك مسؤلين في السياحة يقولون دائما أنهم يعملون على تشجيع الحرفيين ومساعدتهم في تسويق منتجاتهم ، والحث على استمرار هذه الحرف , وذلك بدعم جميع الجهات المختصة لدعم الصناعات الحرفية وحمايتها.وهاهو نرى أن صناعتنا الحرفية المتمثلة بصناعة الحلي وأنواعها تتسرب من دون حسيب ورقيب وتعرض وتباع بأنها صناعة مصرية.أين وزارة السياحة ؟والسؤال الذي يطرح نفسه أين وزارة السياحة عما يحدث من سرقات واضحة في عز النهار وهي مصنوعات الحلي الفضية اليمنية التي تعرض وتباع في محلات خان الخليلي بأنها مصرية ؟ ونرجو أن تعقب وزارة السياحة على هذه القضية الثقافية الخطيرة والهامة ... وأننا لمنتظرون .