لم يحظ رئيسٌ لجامعة عدن منذ نحو أربع سنوات بالقبول الجمعي والرضى من قبل أسرة الجامعة والمجتمع المحلي بالمحافظة مثلما حظي به الدكتور/ عبدالعزيز صالح بن حبتور الأستاذ الأكاديمي ذائع الصيت وأحد أبناء هذا الصرح العلمي العريق.فالرجل معروف بهمته العالية وبقدراته العلمية والإدارية الرفيعة وبشخصيته المنفتحة على كل الأطياف وبتعامله الإنساني الراقي مع الجميع دون استثناء.فنعم تعيين بن حبتور رئيسا لجامعة عدن الذي جاء في الوقت المناسب بعد أن شهدت الجامعة سنوات عجافاً وتدهوراً واضحاً لمكانتها كمؤسسة علمية رصينة، وبهتان لدورها التنويري والتنموي في المجتمع.وإذا نظرنا على عجالة لحصاد عمله منذ تسنمه مقاليد قيادة الجامعة وخلال فترة وجيزة فقط (15 يونيو2008م) لاستطعنا أن نكتشف مدى الجهد الذي يبذله للتطوير أو معالجة الاختلالات، حتى يبدو للمتابع وكأنَ الرجل يسابق الزمن لتحقيق أكبر قدر من الإنجاز في أقل فترة ممكنة لتعويض الوقت المهدور قبل مجيئه متحليا بعزيمة وإصرار لا يفتر قلما يتوافر لدى الكثير من المسئولين.ويتأكد لنا بوضوح أن دافعه إلى ذلك، كما لاحظ الكثيرون من المتابعين ولمسوه فيه، هو شخصيته المحبة للآخرين ولأبنائه الطلاب وطموحه الجامح لرفد المجتمع بجيل مؤهل وواع ٍ وقوي قادر على الاضطلاع بعملية التنمية والبناء الوطني وبلوغ المستقبل المأمول للبلاد.أن مقياس إنجازات بن حبتور خلال هنيهة من الأسابيع فقط يعد رقما قياسيا مقارنة للمدى الزمني الذي تحققت فيه ولحجم التحديات والتراكمات التي ورثها الرجل.وإذا اتجهنا إلى جانب آخر من الأعمال المنجزة لـ «بن حبتور» فإننا سنجدها كقطوف يانعة وأثمرات ناضجة بفضل جهوده على مختلف الصعد، فنرى أن النشاط الطلابي اللاصفي قد استعاد وهجه وتدفقت الدماء في عروقه بعد أن مرَ بحالة من التكلُس والتعثر وظهر للعيان مستوى النجاح الكبير للمراكز الصيفية لجامعة عدن وتميزها عن غيرها ولنوعية البرامج والخطط المنفذة فيها ذات الامتداد العلمي والعملي والثقافي والتوعوي والفني والرياضي..إلخ.ولا يستطيع أي منصف أن ينكر أن بن حبتور قد جاء أو لنقل عاد إلى الجامعة وهو متسلحٌ برؤية إستراتيجية وتحديثية واضحة وشاملة تسعى لإحداث نقلة نوعية في التعليم الجامعي من خلال متابعته الدؤوبة لاستكمال المشاريع التطويرية والبنية التحتية، ناهيك عن مشاريع توسعة عدد من الكليات بالجامعة وغير ذلك من المشاريع التطويرية للجامعة، كمشروع مبنى كلية الهندسة ومشروع كلية الطب والإعداد لتنفيذ مشروع المستشفى الجامعي والجمعية السكنية للجامعة..الخ، وقبل ذلك تطلعه لتحديث المناهج الدراسية وطرق ووسائل تعليمها وتوفير الشروط المناسبة لها بما يمكن من الارتقاء بمستوى التعليم الجامعي لجامعة عدن والمنافسة لمخرجاته على المستوى المحلي والإقليمي وحتى الدولي. أن روزنامة الانجازات المأمول تحقيقها من الرجل كثيرة، بعد أن تبين لنا بجلاء حجم ما حققه خلال فترة قصيرة، ويصعب علينا في مقال صحفي محدود الكلمات والحيز أن نعددها، ولكننا رغبنا أن نقول كلمة حق في من يعمل ويتعب ويجزل العطاء بصمت لأن مثل هؤلاء ممن يكرسون جُلَ اهتمامهم وتفكيرهم وجهدهم لخدمة بلدهم يستحقون منا الإشارة لهم بالبنان فهم منارات تضيء لنا طريق الغد، فتحية احترام لهم.
أخبار متعلقة