تونس / متابعات : شدد خبراء مشاركون في اجتماع شبه اقليمي في العاصمة تونس حول تعليم النساء والفتيات بدأ يوم امس الثلاثاء في تونس ويستمر أربعة أيام على تدعيم استهداف المرأة في برامج تعليم الكبار في اطار العدالة الاجتماعية وجهود بلدان المنطقة لتحرير المرأة وتحقيق نهضة شاملة. ودعا الخبراء المجتمعون الى ضرورة تكثيف الجهود لتقليص نسب الأمية خصوصا في أوساط النساء للنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية في العالم العربي الذي يبلغ عدد الاميين فيه 70 مليونا.الى ذلك قال سالم المكي المنسق العام لبرنامج تعليم الكبار في تونس في افتتاح الاجتماع الذي تنظمه المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) انه "من الضروري التركيز على محو أمية النساء في عالمنا العربي لان تعليم المرأة هو حجر الزاوية في تحريرها وتحرير المجتمعات". مؤكدا ً على أنه "لا حرية لمجتمع نصفه مشلول". وذكر المكي ان برنامج تعليم الكبار الذي يشرف عليه في تونس نجح في انتشال 310 آلاف من الأمية منذ ست سنوات من بينهم 250 ألف امرأة. مشيرا ً الى ان التحدي الحالي للعالم الاسلامي لا يتمثل في بناء القدرات العسكرية بل تعزيز القدرات العلمية لانه أهم سلاح في مواجهة ما وصفه "بحملة مستعرة ضد الاسلام". من جهتها قالت بحرية عدوان ممثلة الايسيسكو ان محو امية النساء العربيات أمر حيوي ورهان طموح حتى يتم تحقيق العدالة الاجتماعية بين الرجل والمرأة في المجتمع العربي. ورأت بحرية عدوان ان الواقع التعليمي عموما في العالم العربي لا يبشر بخير ولا يتلائم مع الامكانيات المادية المتوفرة. غير ان الخبير السوداني عمر عباس الذي تضم بلاده اكثر من 11 مليون أمي 65 بالمئة منهم نساء أكد ان تذليل كل العقبات أمام المرأة للتعلم ومحو اميتها هو الكفيل للخروج بأمة العرب من سباتها. وقال على هامش المؤتمر "اذا وفرنا هذه الارضية فهذا من شأنه ان يدعم مشاركة النساء العربيات في اداء حقوقهن السياسية والاجتماعية والاقتصادية" ، موضحا ً ان تعليم الأم سيسمح باعداد جيل متعلم مما يساهم في نهضة اقتصادية للبلدان العربية ويجلب لها الرخاء. لكنه اعتبر ان محو الامية سيمكن ايضا من خلق جو سياسي معافى لان الامية تمثل تربة خصبة ومولدا للعنف والارهاب. وأضاف "ما نعانيه اليوم من تخلف اقتصادي واستعمار ثقافي حضاري هو نتيجة حتمية لسنوات الجهل والامية التي تخبطت فيها المجتمعات العربية وخصوصا النساء". وربط الخبير المغربي حبيب ندير بين النمو الاقتصادي لاي بلد بمساهمة المرأة، مشيرا ً الى ان محاربة الامية لدى الكبار والنساء خصوصا يجب الا تقتصر على برامج تعليم الكبار التي وصفها بالامر الاساسي بل يجب ان تتركز على تجفيف منابع الامية باقرار تعميم التعليم الاساسي واجباريته. في السياق نفسه قال الخبير الجزائري محمد الطاهر البكوش : " ان الوصول الى تقليص نسبة أمية النساء في العالم العربي سيتطلب رفع عديد التحديات أبرزها مكافحة العقليات التقليدية والعادات البالية في هذه البلدان". الجدير بالذكر ان العالم العربي يضم نحو 70 مليون أمي حوالي 63 بالمئة منهم من النساء والفتيات.ويهدف المؤتمر الذي يشارك فيه ممثلون عن المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا والسودان الى دعم جهود توفير البنى التعليمية المناسبة لتعليم الفتيات والنساء لرفع مساهمتهن في التنمية المستديمة.
لا حرية لمجتمع نصفه مشلول
أخبار متعلقة