الدفاع المدني في غزة: الآلاف «تبخّروا»...ومهمة شاقة للبحث عن (10) آلاف جثمان تحت الأنقاض
غزة / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات:
يعقد مجلس الامن الدولي، اليوم الإثنين، جلسة مفتوحة بشأن القضية الفلسطينية يترأسها وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف الذي تترأس بلاده رئاسة المجلس للشهر الحالي.
ويلقي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كلمة رئيسية في الجلسة بشأن غزة و"الأونروا" وحل الدولتين، إضافة إلى الوضع في سوريا ولبنان.
ويشارك بالجلسة إضافة لأعضاء المجلس، العديد من الدول الاعضاء في الأمم المتحدة.
من جهة ثانية، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها ساعدنا في تسهيل إطلاق سراح ثلاث رهائن إسرائيليات و90 معتقلاً فلسطينياً لجلب الأمل والراحة للأسر.
في هذا الوقت، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، اليوم الإثنين، إن 92 في المئة من المنازل في قطاع غزة، أي نحو 436 ألف منزل، دُمرت أو تضررت جراء الحرب بين إسرائيل و"حماس"، فيما نزح 90 في المئة من المواطنين عن بيوتهم.
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في فلسطين ريك بيبركورن "إن إعلان وقف إطلاق النار يبعث الأمل، ولكن التحدي الذي ينتظرنا مذهل"، وأضاف، "ستكون معالجة الاحتياجات الهائلة واستعادة النظام الصحي مهمة معقدة وصعبة، بالنظر إلى حجم وتعقيد العمليات والقيود المترتبة عليها".
وسط هذه الأجواء، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إن باريس ستواصل المساعي لإطلاق سراح مواطنين فرنسيين إسرائيليين اثنين تحتجزهما حركة "حماس"، مضيفاً لقناة "بي أف أم" التلفزيونية "سنواصل السعي حتى اللحظة الأخيرة من أجل إطلاق سراحهما"، وتابع أن فرنسا "ليس لديها أي أنباء عن حالتهما الصحية أو ظروف احتجازهما".
ومن المتوقع أن يكون الفرنسيان الإسرائيليان عوفر كالديرون وأوهاد ياهالومي على قائمة تضم 33 رهينة سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
وقالت إسبانيا إن جهود وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" التي تعد إسبانيا جزءاً منها، لا غنى عنها ولا يمكن الاستغناء عنها في ما يتعلق بمستقبل قطاع غزة.
وأفاد بيان للخارجية الإسبانية بأن "تعزيز وقف إطلاق النار، والسماح بدخول كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية أمر في غاية الأهمية"، وأكد أن "إسبانيا ستدعم جهود تحقيق الاستقرار في غزة، ولن تكون هذه الجهود ممكنة إلا إذا تولت السلطة الفلسطينية مسؤولياتها الحكومية في جميع الأراضي، وأعادت تأسيس الأمن والخدمات الأساسية، واستعدت لإعادة إعمار غزة"، وشدد البيان على أن الحكومة الإسبانية "ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والحلفاء لتعزيز تنفيذ حل الدولتين، الذي يعتبر الضمانة الأفضل للسلام والاستقرار في المنطقة".
وأعلنت إسرائيل، في وقت مبكر اليوم الإثنين، أنها أفرجت عن 90 سجيناً فلسطينياً في إطار أول عملية تبادل بموجب اتفاق الهدنة مع "حماس"، عقب إفراج الحركة الفلسطينية عن ثلاث إسرائيليات كن محتجزات في غزة.
وقالت مصلحة السجون الإسرائيلية في بيان، إنه أُفرج عن 90 سجيناً من سجن عوفر العسكري في الضفة الغربية ومن مركز اعتقال في القدس.
وغادرت حافلتان بزجاج قاتم سجن عوفر الإسرائيلي في الضفة الغربية بعيد الساعة الواحدة بالتوقيت المحلي (الأحد الساعة 23:00 توقيت غرينتش).
وأطلقت الألعاب النارية ابتهاجاً مع وصول الحافلات التي تقل السجناء إلى رام الله في الضفة الغربية، حيث كان الآلاف في انتظارهم. والسجناء الذين أطلق سراحهم هم 69 امرأة و21 فتى من الضفة الغربية والقدس، وفقاً لما ذكرته "حماس".
وتنص المرحلة الأولى من الهدنة التي تستمر ستة أسابيع على وقف القتال وإرسال المساعدات إلى غزة وإطلاق سراح 33 من أصل 98 رهينة من الإسرائيليين
والأجانب الذين لا يزالون محتجزين هناك، وذلك مقابل إطلاق سراح 2000 فلسطيني من السجون الإسرائيلية.
وفي شمال قطاع غزة، شق الفلسطينيون طريقهم عبر شوارع مدمرة ومغطاة بالأنقاض بعد أن شهدت المنطقة أعنف قتال خلال الحرب.
ودخلت المرحلة الأولى من الهدنة في الحرب المستمرة منذ 15 شهراً بين إسرائيل و"حماس" حيز التنفيذ بعد تأخير ثلاث ساعات قصفت خلالها الطائرات الحربية والمدفعية الإسرائيلية قطاع غزة. وقالت السلطات الصحية الفلسطينية، إن 13 شخصاً قتلوا في القصف الإسرائيلي.
واتهمت إسرائيل "حماس" بالتأخر في تسليم أسماء الرهائن الذين تنوي إطلاق سراحهم، وقالت إنها ضربت "إرهابيين". أما "حماس" فقالت إن التأخير في تسليم القائمة كان بسبب خلل فني.
وفي الداخل الغزاوي قال الدفاع المدني اليوم الاثنين، إنه تنتظره مهام شاقة وصعبة خلال البحث عن جثامين أكثر من 10 آلاف قتيل، يعتقد أنهم ما زالوا تحت أنقاض المنازل والمباني والمنشآت المدمرة في القطاع، ولم تُضف أسماؤهم للحصيلة التي تصدرها وزارة الصحة.
ولفت الدفاع المدني، في بيان، النظر إلى تبخر جثامين 2840 قتيلاً لم يعثر لهم على أثر، وذلك بفعل استخدام جيش الاحتلال أسلحة تنتج عنها درجات حرارة ما بين 7000-9000 درجة مئوية تصهر كل ما هو في مركز الانفجار.
وأفاد الدفاع المدني بأنه تلقى أكثر من نصف مليون إشارة استغاثة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع في 7 أكتوبر 2023، لافتاً النظر إلى أن قرابة 50 ألف إشارة استغاثة منها لم تستطع طواقمه الوصول إليها لعدم توفر الوقود، أو لعدم القدرة على التنسيق للمهام الميدانية والدخول للمناطق التي تصل إلينا منها نداءات استغاثة نظراً للخطر الشديد والاستهداف من قبل الاحتلال.
وأضاف البيان: انتشلت طواقمنا في جميع محافظات القطاع أكثر من 38 ألف شهيد من الأماكن والمنازل والمباني التي استهدفها جيش الاحتلال الإسرائيلي. وانتشلت طواقمنا من أماكن الاستهداف نحو 97 ألف مصاب، ونقلت إلى المستشفيات أكثر من 11 ألف حالة مرضية.
وطالب الدفاع المدني بإدخال «طواقم دفاع مدني بمعداتها من الدول الشقيقة إلى قطاع غزة» للمساعدة في «التعامل مع الواقع الكارثي الذي خلفته الحرب، والذي يفوق قدرة جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة».
وعن خسائر جهاز الدفاع المدني خلال الحرب، ذكر البيان مقتل 99 عنصراً من الجهاز وإصابة 319 آخرين، واستهداف 17 مركزاً منها 14 دُمرت كلياً، بالإضافة إلى استهداف 61 مركبة دُمرت بشكل كلي أو جزئي، وأكد البيان أن الجهاز فقد ما نسبته 48 في المائة من منتسبيه بين قتيل وجريح وأسير، وفقد 85 من مركباته.
وأعلنت مصر وقطر والولايات المتحدة الأميركية في بيان ثلاثي مشترك، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل و«حماس»، دخل حيز التنفيذ يوم الأحد.
وينهي الاتفاق أكثر من 15 شهراً من القتال بين الطرفين المتنازعين. ويتضمن الاتفاق ثلاث مراحل، حيث سيتم الإفراج في المرحلة الأولى التي تمتد لمدة 42 يوماً عن 33 رهينة إسرائيلية مقابل الإفراج عن مئات المعتقلين الفلسطينيين.
من جهتها كشفت وزارة الصحة في غزة، اليوم الإثنين، عن حصيلة جديدة لضحايا العدوان الإسرائيلي الذي استهدف القطاع لأكثر من 15شهرًا قبل أن يدخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ أمس الأحد.
وقالت الوزارة في بيان إن حصيلة ضحايا العدوان الاسرائيلي على غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، ارتفعت إلى 47035 شهيدًا و111091 مصابًا، وذلك في تعداد غير نهائي.
وأوضحت وزارة الصحة في غزة أن مستشفيات القطاع استقبلت 122 شهيدًا بينهم 62 تم انتشالهم، بالإضافة إلى 341 إصابة، نتيجة العدوان الإسرائيلي على غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية. وأكدت الوزارة أنه «لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم».
ومن المتوقع ارتفاع حصيلة الشهداء، مع استمرار عمليات الدفاع المدني في البحث تحت الأنقاض والركام، حيث لا يزال هناك عدد كبير من المفقودين.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن إعادة إعمار القطاع الفلسطيني المدمر ستحتاج إلى مليارات الدولارات. ومنذ السابع من أكتوبر 2023، وحتى دخول اتفاق وقف إطلاق حيز التنفيذ أمس الأحد، تعمد الاحتلال استهداف المباني والأحياء السكنية والبنية التحتية وكل المرافق الحيوية في القطاع، للقضاء على أي مظاهر الحياة.
وفي تقرير صدر خلال شهر يناير الجاري، أشارت الأمم المتحدة إلى أن إزالة أكثر من 50 مليون طن من الركام الذي خلفه القصف الإسرائيلي على غزة قد تستغرق 21 عامًا في عملية تكلف وحدها 1.2 مليار دولار.
وقال مسؤول في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أمس الأحد إن الصراع أدى إلى محو نتائج 69 عامًا من التنمية. ووفقا لبيانات الأقمار الصناعية للأمم المتحدة في ديسمبر الماضي، فإن أكثر من 170 ألف مبنى (ثلثي المباني) في غزة قبل الحرب، قد تهدمت أو سويت بالأرض، وهذا يعادل حوالي 69% من إجمالي المباني قطاع غزة.
ووفقًا تقديرات الأمم المتحدة فإن هذا يتضمن ما مجموعه 245123 وحدة سكنية. وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن أكثر من 1.8 مليون شخص يحتاجون حاليًا إلى مأوى في غزة.
وذكر تقرير للأمم المتحدة والبنك الدولي أن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية تقدر بنحو 18.5 مليار دولار حتى نهاية يناير 2024، وأثرت على المباني السكنية وأماكن التجارة والصناعة والخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والطاقة.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرباً واسعة النطاق ضد حماس أسفرت عن مقتل أكثر من 46 ألف فلسطيني في غزة، ودمرت البنية التحتية بشكل غير مسبوق.
وجاءت هذه الحرب رداً على هجوم مفاجئ شنته «حماس» على بلدات ومواقع عسكرية في جنوب إسرائيل، مما أدى إلى مقتل 1200 إسرائيلي واحتجاز رهائن.