صنعاء / 14 أكتوبر / سبأتختتم اليوم الخميس في العاصمة صنعاء أعمال مؤتمر الشركات العائلية في اليمن، التي كانت قد بدأت أمس الأربعاء وسط مشاركة أكثر من مائتي شخصية تجارية يمنية وخليجية وعربية.وكان الأخ عبدالقادر باجمال رئيس مجلس الوزراء قد أكد أمس الأربعاء في المحاضرة التي ألقاها في المؤتمر أنّ تأهيل الشركات العائلية بطريقة إدارية اقتصادية متطورة عامل رئيسي لبقائها ونموّها وتأكيد تأثيرها الإيجابي في الواقع الاقتصادي.. داعياً إلى التخلص من الفكر الإداري الفردي والنزعات العاطفية في إدارة هذه الشركات لما لذلك من تأثير سلبيي على تطور العقل الرأسمالي المنمي لهذه الشركات القائمة على الشراكة المتعددة.وقال لدى استعراضه تجارب عددٍ من الشركات العائلية اليمنية في المهجر، التي انتهجت الفردية في إدارة شؤونها وما حصل لها من الانهيار والضياع لها ولأصولها وممتلكاتها في المحصلة النهائية : “إنّ عدم انتهاج الفكر الرأسمالي وتوسيع المشاركة في إدارة تلك الشركات أدى إلى ضياع الكثير من الأسر وانهيارها ومن ثم التأثير السلبي على الواقع الاقتصادي والاجتماعي ".وأضاف "هناك شروط رئيسية لنمو الشركات العائلية وضمان استمرارية نشاطها منها أن تدار بإدارة اقتصادية بحتة وان يكون ثمة قانون داخلي يكفل حل الخلافات التي قد تنشب بين المالكين إلى جانب إلغاء أي امتيازات على مستوى الأسرة المالكة لها.موضحاً في الوقت نفسه انه ينبغي للشركات العائلية أن تعمل على إحداث تغيير حقيقي في فلسفتها الحالية وأن تتجه إلى توسيع قاعدة الشراكة في المجتمع بإفساح المجال أمام المشاركة الشعبية الواسعة في رأسمالها، وصولا إلى تطور اقتصادي حقيقي لهذا النوع من الشركات يضمن استمرارها ويعزز في الوقت ذاته من دورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.محذرا من البعد الاجتماعي الفردي الضيق في إدارة الشركات العائلية الذي يؤثر على إمكانية الانطلاق الرأسمالي ودورها الإيجابي في الواقع الاقتصادي الوطني.وقال الأخ عبد القادر باجمال "إن انهيار الشركات العائلية بسبب سوء الإدارة والخلافات وغياب السياسات الواضحة لا يؤدي فقط إلى إفلاس أو ضياع حقوق المالكين أو المشاركين في هذه الشركات، ولكنه يؤدي أيضا إلى ضياع فرصة نجاح كانت متاحة أمام الاقتصاد الوطني لتأكيد دور القطاع الخاص في التنمية الاقتصادية والاجتماعية".وأضاف " وهنا لابد أن يكون للسياسات العامة للدولة دورها في ترشيد سلوك الشركات العائلية ومعالجة بعض مشاكلها وتقليل مخاطر الانهيارات المالية والوظائف الاقتصادية التي تضيع لأسباب ذاتية تتعلق بطريقة الإدارة غير السليمة.واستعرض الأخ أحمد بازرعة رئيس الهيئة الإدارية لنادي رجال الأعمال الانجازات التي حققها النادي خلال ثلاث السنوات الماضية والهادفة إعادة البناء الداخلي للنادي وهيكلة منظمات القطاع الخاص حتى يتمكن من المساهمة بفاعلية مع الحكومة لتحقيق الشراكة الاقتصادية في بناء اليمن. وأوضح أن فعالية المؤتمر مهمة على المستويين المحلي والإقليمي كونه يسلط الضوء على موضوع مثير وجديد من نوعه.. منوها بأن النادي بدأ يعد لهذا المؤتمر منذ ما يقارب من سنة حتى يحقق الأهداف المرجوة منه.وذكر أن الشركات العائلية تمثل نسبة تفوق 95 بالمائة من الشركات في العالم العربي وقد تزداد هذه النسبة في اليمن لقلة عدد الشركات المساهمة العامة.من جانبه أشار الأخ/ صهيب البرزنجي مدير مركز المشروعات الخاصة في منطقة الشرق الأوسط الى انه لدى المركز برامج اقتصادية في أكثر من 90 دولة في العالم وتتركز في كيفية أن يكون للقطاع الخاص رأي مميز ويشارك بحرية بالنشاط الاقتصادي بحرية داخل بلده. وقال:" لقد شجعنا بلدكم اليمن للعودة إليه من جديد بعد ثلاث زيارات سابقة ناجحة وقد نفذنا برامج كثيرة لم نحقق مثلها في أي بلد آخر، بالإضافة الى المسوحات الاقتصادية الناجحة, عن الشفافية وعقبات الاستثمار والسوق الحر.ويهدف المؤتمر الذي يستمر انعقاده على مدى يومين إلى التعريف بالمقومات التنظيمية والسلوكية لنجاح الشركات العائلية ..إضافة إلى مناقشة التحديات الهيكلية وإعادة ترتيب البيت الداخلي فضلا عن التوعية بكيفية تنظيم عملية توارث العمل العائلي بما يحقق استمرارية الشركات من جيل الى آخر.ويناقش المشاركون آلية إدارة الخلافات العائلية وفق أسس علمية سليمة وأهمية تضافر جهود جميع أفراد الشركات للارتقاء بها نحو الأفضل فضلا عن عرض تجارب واقعية عن شركات عائلية ناجحة.وتناولت جلسات عمل المؤتمر الأول والثانية واقع الشركات العائلية في اليمن وكيفية إدارة الخلافات العائلية إضافة إلى حوكمة الشركات العائلية (الإدارة الرشيدة) فضلا عن تنظيم آليات وطرق انتقال السلطة بين الأجيال.
باجمال يدعو إلى تأهيل الشركات العائلية بطريقة متطورة تفاديا للفشل
أخبار متعلقة