أغلقت ٱخر صفحة من صفحات عام 2024م ليتحول سجل العام الفائت من واقع معاش إلى تاريخ يقراء فيه أعمال السنة كاملة .
من أهم وأبرز ماحدث في العام 2024م هو الدفع بمايقارب 95٪ من الشعب إلى مادون خط الفقر والاستهانة بمتطلباته والتي بالكاد كانت تحافظ على بقانه بين الحياة والموت .
كان عاما سيئ بإمتياز ويكفي أننا ونحن نولج عام 2025م دون كهرباء ودون مرتبات ودون ماء مع توقف العملية التعليمية بسبب الإضرابات التي كانت نتيجة لعدم صرف المستحقات المالية والوظيفية للتربويين ، ولم يقف الامر عند هذه الحدود ولكن واصلت العملة الوطنية تدهورها ووصولها إلى مستويات غير مسبوقة ، دفعت الكثير إلى هاوية الفقر الشديد .
في العام الفائت تم البسط والاستيلاء والبناء على أراضي في وسط حقول المياه الإستراتيجية(حقل بير ناصر) من بعض النافذين ، وتعمتد تلك الأبنية على شبكة تصريف المياه العادمة إلى جوف الحقل المائي عبر بيارات حفرت بليل ، لتتسبب في أكبر عملية تلويث للجرف المائى في الحقل والذي يعتبر عصب الحياة في العاصمة عدن ، إذ يعتبر ذلك الحقل من أهم الحقول التي تمد العاصمة عدن بالمياه جمل .
حمل العام 2024م رقما قياسيا جديدا في إنقطاع متواصل لتيار الكهرباء في عدن بمعدل نصف يوم (12ساعة) بمقابل ساعتين للتشغيل فقط ، و مازالت تواصل إنقطاعها بنفس ذلك المعدل حتى دخولنا العام الجديد 2025م ، هناك أسباب عديدة لذلك ليس أهمها نفاذ الوقود من المحطات وعجز أصحاب القرار والحل والعقد توفير الحدود الدنيا للوقود لاستمرار هذه الخدمة الإستراتيجية .
عام 2024م غادر وفي جعبته للموظفين شهرين من المرتبات لعدد كبير من مؤسسات الدولة وبعضها قد استحقت ثلاثة أشهر ابتداء. من شهر أكتوبر المنصرم وبهذا التأخير تعالت أصوات الجوع والعوز ، واهدرت كرامة الناس بسبب تأخر صرف تلك المرتبات التي ماعادت تفي بشيئ يذكر بسبب تهاوي العملة الوطنية إلى أعماق سحيقة.
المشهد العام سريالي كما وصفه الفرنسي اندريه بريتون ، فيما (يتم الدفع) لأكثر من 95 ٪ من المواطنين دفعا إلى حافة ماتحت خط الفقر والعوز ، هناك من يعيش في ثراء فاحش مصدره المال العام ، في ظل عجز كامل من ذوي الحل والعقد في تذليل الفروقات الشاسعة مابين الفقر المدقع والثراء الفاحش. .
وهاهو العام 2025م أقبل ليحمل في يومه الأول بشارة صرف راتب شهري نوفمبر وديسمبر 2024م و عسى أن تكون بارقة أمل للبدء في تخفيف معاناة المواطن والذي عانى من كل شئ فيه حتى وصل الأمر إلى إهدار كرامته .