دمشق / 14 أكتوبر / متابعات :
قتل 10 أشخاص في الأقل بإطلاق نار من مسلحين هاجموا مواطنين علويين في محافظة حماة وسط سوريا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم السبت.
وقال المرصد "ارتكب مسلحون مجزرة راح ضحيتها 10 مواطنين في قرية أرزة في ريف حماة الشمالي التي يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية" التي ينتمي إليها الرئيس المخلوع بشار الأسد.
ونقل المرصد السوري عن مصادر قولها إن المسلحين "طرقوا أبواب منازل في القرية وأطلقوا الرصاص على المواطنين من أسلحة فردية مزودة بكواتم صوت، قبل أن يلوذوا بالفرار إلى جهة مجهولة".
وأفاد مدير المرصد رامي عبدالرحمن وكالة الصحافة الفرنسية، بأن من بين القتلى "طفلاً وامرأة مسنَّة"، وأشار إلى أن المسلحين "كانوا من السُّنة، والقتل وقع على أساس طائفي".
من جهتها، نقلت صحيفة "الوطن" السورية عن مصدر أمني في حماة، قوله إن "قوات الأمن العام (التابعة للإدارة الجديدة) تطوق منطقة أرزة بحثاً عن المجرمين الذين قتلوا عدداً من المواطنين في القرية"، مشيرة إلى أن من بينهم "ضباطاً ومجندين سابقين".
وسيطرت فصائل معارضة تقودها "هيئة تحرير الشام" على دمشق في الثامن من ديسمبر 2024 بعد نحو أسبوعين من هجوم مباغت بدأته من معقلها في شمال غربي سوريا، وإثر ذلك، فر الأسد الذي كان يقدم نفسه كحام للأقليات في بلد ذي غالبية سنية.
وأنهى سقوط بشار حكم آل الأسد الذي امتد أكثر من خمسة عقود، بداية مع حافظ ولاحقاً مع نجله.
ومنذ وصولها إلى السلطة تحاول القيادة الجديدة طمأنة الأقليات، لكن يخشى العلويون من ردود فعل عنيفة ضدهم لارتباطهم الطويل بآل الأسد الذين حكموا البلاد بقبضة من حديد.
ونفت السلطات الجديدة أن تكون ارتكبت أي انتهاكات، وتؤكد أنها تعمل على ملاحقة أي "تجاوزات"، وغالباً ما تتهم "مجموعات إجرامية" بالوقوف خلفها.
ومنذ إطاحة الأسد تصاعدت أعمال العنف ضد العلويين في مناطق مختلفة من البلاد، خصوصاً في الوسط والغرب.
وأفاد المرصد السوري في يناير الجاري بمقتل ثلاثة مدنيين من العلويين على أيدي مسلحين غير سوريين في قرية عين الشرقية الساحلية في ريف محافظة اللاذقية بغرب البلاد، مما أثار غضباً و"احتقاناً كبيراً" في أوساط السكان.
وتشير إحصاءات المرصد السوري إلى أن العمليات الانتقامية بعد سقوط نظام الأسد بلغت منذ مطلع عام 2025 في مختلف المحافظات 105 عمليات، قتل خلالها 228 شخصاً بينهم خمس سيدات وطفل واحد.
ومنذ توليها السلطة تنفذ الإدارة الحاكمة الجديدة في سوريا حملات أمنية في مناطق عدة بهدف القبض على فلول النظام السابق، حسب قولها، واعتقلت خلالها العشرات معظمهم من الضباط أو الجنود من ذوي الرتب الصغيرة.