دبي / متابعات :رغم صغر سنها كسيدة أعمال إلا أن الإماراتية حمدة الحريزي اخترقت عالم البيزنس بأسرع من الصوت لتحتل وهي بعد في الثلاثين من عمرها مركزا مرموقا بين أقوى خمسين سيدة أعمال عربية وفقا للاستطلاع الذي أجرته مجلة فوربز العربية قبل فترة واحتلت فيه الحريزي المركز الأربعين بين خمسين سيدة أعمال عربية اغلبهن يفقنها خبرة ويكبرنها سنا .ومن المفارقات أن حمدة التي تمتاز بشخصية فولاذية رغم طبيعتها الناعمة بنت مجدها العملي بنفسها دون مساعدة مهمة من احد بعد أن قررت منذ البداية أن تعتمد على نفسها فقط. حمدة التي تمتلك وتدير حاليا مصنع (بلاك بيرل) للكافيار وشركة (بلاك بيرل) للتجارة العامة وشركة (مدينة التواصل للسياحة)، كما تملك مصانع لتعليب الخضراوات والفواكه، وتعمل أيضًا في استيراد الخضراوات. وتستهدف هذه المصانع والشركات أسواقًا متعددةً منها أمريكا الشمالية والجنوبية وأوروبا والشرق الأوسط. كما تصدر أسماكها المملحة إلى أوروبا .بدأت حمدة الحريزي مشوارها في مجال المال والأعمال وهي في الثانية عشرة من عمرها عندما طرقت أبواب العمل لدى صديق والدها تاجر الكافيار مقابل راتب شهري قدره 500 درهم اماراتي وبدأت تساعده خلال الإجازة الصيفية في إنجاز العديد من الأعمال كتنظيف العلب ثم تعليب الكافيار حتى وصلت للمرحلة الأهم و هي التذوق فالكافيار أربعة أنواع هي: استرا، امبريال، سيورو، كاوبلوكا و يمكن التفريق بينها بالتذوق .وتقول حمدة وبكل ثقة إنها تستطيع أن تحكم على أي نوع وهي مغمضة العينين بكل التفاصيل الخاصة به كنوعه و مصدره و مدى جودته و هذه هي أصعب الخطوات التي تؤكد مدى خبرة التاجر.وفي عام 1988 استطاعت حمدة الحريزي ادخار 7500 درهم واستأجرت محلاً للأسماك في سوق مرشد بدبي وبدأت في الاستقلال والعمل في تجارة الكافيار بالتعاون مع بعض التجار الإيرانيين الذين كانوا يأتون لدبي للتجارة فيها، إلى جانب ذلك كانت تقوم بمساعدة التجار في شراء حاجاتهم من المحلات المنتشرة بدبي مقابل نسبة معينة متفق عليها. تنفي حمدة معارضة الرجال لعملها وتعترف بأنهم ساعدوها على التميز في عملها بداية من صديق والدها الذي عملت معه واكتسبت منه كل خبراتها، كما كان لوالدها أيضا ً اثر كبير في نجاحها ، فبدونه ما استطاعت استخراج رخصة للانطلاق بعملها الخاص بالاضافه إلي تفهمه لرغبتها الملحة في العمل التجاري بالرغم من كونها فتاة صغيرة السن إلا انه دعمها لما لمسه لديها من قوة إرادة . وعن أخطائها في مجال المال والاعمال تعترف حمدة بأنها وقعت في العديد من الاخطاء لعدم دراستها للسوق ومتطلباته ، خصوصا وانها في البداية لم يكن لديها مستشار تلجا إليه مثل كبار التجار و رجال الأعمال فخسرت في إحدى الصفقات قرابة 20 ألف دولار كما خسرت في احد المرات 16 مليون درهم بسبب صدور قرار يمنع استيراد و تصدير الكافيار استنادا إلي توصيات منظمة "الميثاق الدولي للاتجار بالفصائل النادرة " و مقرها جنيف . .وعن سر تميزها في العمل تقول حمدة ان عملها يقوم على الدبلوماسية في البيع والشراء وإبرام الصفقات، كما إنها تقوم بعمل كل شيء بنفسها بدءاً من تخليص الأوراق وحتى التصدير، بالإضافة إلى أنها عضو في المنظمة العالمية لحماية سمكة الكافيار (الحفش). ومع تفاؤل حمدة بقدرتها على الاستمرار في سوق المال والاعمال إلا أنها تخشى أن تنقرض سمكة الكافيار فتلك السمكة تستوطن بحر قزوين والإنتاج العالمي في تراجع، لذلك تنوي حمدة الحريزي عمل مزرعة لهذه السمكة ، اما بالنسبة لما تتمناه مستقبلا فهي وصلت لأكثر مما كانت تتوقع ، فيكفي انهاحصلت على لقب سيدة الكافيار الأولى محليا وعالميا ويكفي أن اسمها أصبح له وزنه في السوق، ولكنها مع كل ذلك تتطلع دائما الى الأفق الذي تظهر أهداف وأحلام جديدة تحفزها على المثابرة والعمل .
سيدة أعمال إماراتية تخطط لبناء مزرعة لسمك الكافيار في دبي
أخبار متعلقة