الخرطوم / 14 أكتوبر / وكالات :
تشهد أوضاع سكان مدينة أم درمان تدهوراً مخيفاً بات فيها شبح الموت جوعاً يطارد الآلاف، خصوصاً الأطفال والمسنين، إذ يحصد سوء التغذية المزمن أرواح المئات نتيجة انعدام الغذاء والدواء وعدم القدرة على التنقل ونفاد المدخرات المالية.
ويواجه أكثر من مليوني شخص في محلية أمبدة أزمة نقص الغذاء بصورة كبيرة، ومنذ أكتوبر عام 2023 تقع المنطقة تحت الحصار بسبب الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، ولا يسمح بدخول البضائع والسلع من سوق صابرين في محلية كرري، وكذلك تعاني مناطق المربعات والفتيحاب وأبو سعد والصالحة تردي الأوضاع المعيشية والإنسانية.
إلى ذلك، أعلنت غرف طوارئ محلية أمبدة أكبر محليات مدينة أم درمان كثافة سكانية، "عن وفاة 29 شخصاً بسبب سوء التغذية، من بينهم 10 أطفال و15 من كبار السن وثماني حالات من النساء".
وأشارت في بيان إلى أن "إجمالي الإصابات وصل إلى 6500 حالة، غالبيتها وسط الأطفال وكبار السن والنساء، خصوصاً الحوامل"، موضحة أن "45 من المطابخ الخيرية من أصل 50 مطبخاً توقفت تماماً عن تقديم خدماتها بسبب انقطاع الدعم المالي".
وتغطي المطابخ الخيرية في منطقة أمبدة، حاجة ما بين خمسة آلاف وسبعة آلاف أسرة في اليوم، بتقديم وجبات من العدس والفول والبليلة العدسية، وتعتمد العائلات عليها بصورة كاملة في الحصول على الحد الأدنى من حاجتها اليومية للطعام".
وفي مناطق الصالحة والمربعات غرب أم درمان التي تسيطر عليها قوات "الدعم السريع"، أدى انعدام الغذاء وارتفاع مستويات الجوع إلى انتشار أمراض سوء التغذية الحاد وسط الأطفال وكبار السن والنساء الحوامل، مما خلف وفيات عدة.
واعتبر أبوبكر الخضر، أحد الموجودين في منطقة الصالحة، أن "كثيرين من السكان يشعرون بالعجز لعدم قدرتهم على توفير الطعام لأطفالهم الذين يستيقظون ليلاً من النوم بسبب الجوع، مما أدى إلى تدهور صحتهم ويعاني المئات أمراض سوء التغذية".
وأشار إلى أن "معظم المواطنين كانوا يعتمدون على وجبات المطابخ الخيرية بصورة يومية في الحصول على الطعام، من ثم فإن توقف إمدادات السلع والمواد الغذائية من الأسواق فاقم من المعاناة وبات يهدد حياة كثير من سكان المنطقة، ويتزامن كل ذلك مع انعدام السيولة النقدية وتوقف الأعمال اليومية". وتابع الخضر أن "معظم الجيران وخلال يوم كامل لا يتناولون وجبة واحدة، ونسمع في كثير من الأحيان صوت بكاء الأطفال من شدة الجوع، في وقت لا نستطيع تقديم أي خدمة لأسرهم".
وعن الأوضاع في جنوب أم درمان، قال وليد الصديق أحد الموجودين في منطقة أبو سعد، إن "معظم السكان فقدوا جزءاً كبيراً من أوزانهم بسبب تناولهم وجبة واحدة في اليوم، إضافة إلى نقص المناعة نتيجة الجوع، مما أسهم في ارتفاع حالات الإصابة بمرض سوء التغذية الحاد".