عدن/نصر باغريب:تختتم الندوة العلمية لإحياء الذكرى المئوية للنعمان أعمالها اليوم الأربعاء وسيتمخض عنها عدد من التوصيات العلمية المهمة التي من شأنها التأكيد على الاهتمام بتوثيق تراث رواد النهضة اليمنية من بينهم المفكر والوطني رائد التنوير في اليمن أحمد محمد نعمان.وقد تواصلت أمس الثلاثاء (10 نوفمبر 2009م) لليوم الثاني على التوالي في قاعة الفقيد محمد علي لقمان بجامعة عدن جلسات ندوة إحياء الذكرى المئوية لميلاد المفكر الوطني أحمد محمد النعمان التي تنظمها جامعة عدن بالتعاون مع مؤسسة حضرموت للتنمية البشرية والشيخ المهندس/ عبدالله أحمد بقشان رئيس مجلس الأمناء بجامعة عدن، في مناخ علمي اتسم بالحرية الأكاديمية والنقاش المستفيض من قبل نخبة من المفكرين والأساتذة الأكاديميين.وناقشت الجلسة الثانية من الندوة أمس المحور الثاني بعنوان الفكر التحرري والتنويري والنهضوي للأستاذ أحمد محمد النعمان وقد ترأس الجلسة أ.م.د/ هشام السقاف ومقرر الجلسة أ.م.د/إسمهان العلس.واستهل المناقشون الجلسة لمناقشة البحث المقدم من الدكتور لطفي فؤاد محمد نعمان بعنوان : “ مئوية الأستاذ النعمان مسار وأفكار” الذي تناول نشأة النعمان وتعليمه وعودته إلى اليمن ونشوء المعارضة وإنشقاقها وفشل انقلاب 1948م وانقلاب 1955م ودستور الإمام ونضال النعمان التعليمي إلى جانب المواقف الأخرى. وأعقب هذا البحث مناقشة البحث المقدم من د/إسمهان عقلان العلس بعنوان: “ قراءة في مذكرات أحمد محمد نعمان “ التي أوضحت فيه أن شهادات أحمد محمد نعمان قد أضافت الكثير من المعلومات التأريخية حول القضايا المتعلقة بالتأريخ اليمني الحديث كون هذه المعلومات قد جاءت على لسان معاصر يمني لهذه الأحداث ومن المؤكد أن نشرها في كتاب سيتيح للمؤرخين للتأريخ اليمني فرصة الإستفادة والإستخدام لهذه المعلومات التي ستغير الكثير من المعطيات التي تختزنها بطون الكتب التأريخية حول اليمن.وناقش المشاركون في هذه الجلسة البحث العلمي بعنوان قراءة سيوسولوجية في خطاب النعمان التنويري مقدم من أ.د.م/ سمير الشميري أوضح فيه أن خطاب النعمان التنويري ولد من رحم بيئة اجتماعية تقليدية مستبدة ونقصد بالبيئة كل مايحيط بالإنسان من أمور مادية , أما البيئة الإجتماعية فيقصد بها المجتمع البشري وعلاقات أفراده وجماعاته ببعضهم البعض وتطرق إلى مراحل تطور خطاب النعمان التنويري فكانت رسالته التنويرية ترمي إلى تخليص العقل من الجمود في نظرته إلى الدين وتحكيم العقل والمنطق في مناقشة أمور الحياة.كما ناقش المشاركون في إطار نفس الجلسة البحث العلمي بعنوان :” من معالم الإصلاح والتغيير في خطاب الأستاذ النعمان “ مقدم من د/ أحمد غالب المغلس أشار فيه إلى أن الأجمل في كل ما كتبه الأستاذ النعمان وخطه بقلمه أو ضمنه خطبه ورسائله أمور ثلاثة أولاً: وعيه بأهمية النص الديني ( القرآن والسنة ) في تحقيق المعادل الموضوعي لأي مشروع نهضوي أو محاولة للتأثير في وعي الإنسان اليمني وتفكيره , وثانياً قدرته على إستلهام وإستحضار الدروس والعبر من التأريخ اليمني ،وثالثاً نظرته في قدرة الأدب على تنوير الإنسان وتغيره ودفعه للتفاعل مع واقعه ومحيطه ومجتمعه.في حين تناول المشاركون بالنقاش والتقييم والإضافات البحث المقدم من د/ أحمد ساسين السليماني بعنوان : “ خطاب التنوير عند الأستاذ النعمان الإشارات والإبداعات “ تطرق فيه إلى موقفه من المرأة وأنه كان موقفاً إصلاحياً متنوراً وعلق في هذا الخصوص على كتاب الشيخ البيحاني “ أستاذ المرأة “ حيث وصفه النعمان كشفاً جديداً لمنهج البيحاني الذي شهد تطوراً كبيراً. بينما تركز بحث الدكتور علي عبد الحق الأغبري بعنوان : “ النعمان مؤمن بوحدة الشعب اليمني “ فقال فيه إن النعمان يعد من المؤمنين بوحدة الشعب اليمني في الشمال والجنوب ويبدو ذلك من اختياره لمدينة عدن كمركزانطلاق للحركة الوطنية اليمنية.أما البحث المقدم من الدكتور/ محمد سعيد شكري والدكتور/ حمود محمد أحمد والدكتور/ نصر سالم هادي أجمعوا فيه أن النعمان جاء تجديداً عملياً حديثاً في المجتمع والإقتصاد والسياسة ونادى به وطبقه في سلوكه اليومي ولم يكن تجديداً فكرياً يضل رهين الكتب النظرية وهمومهم ومعيشتهم اليومية.وتطرق المشاركون إلى مبادئ الوحدة والعدل والتعليم والسلام في منهجية الأستاذ أحمد محمد نعمان وهو البحث المقدم من الدكتورة/ نجيبة محمد مطهر ربط الأجيال اليمنية بتأريخها المعاصر بهدف تعميق الطالب ووعيه بروح الماضي وحيوية الحاضر وطريق المستقبل الآمن مشددة على إعادة النظر في المناهج الدراسية التي تنكرت للنضال اليمني وتأريخ ووطنية المناضلين.وتواصلاً للمناقشات ناقش المشاركون بإستفاضة البحث العلمي المقدم من اللواء محمد علي الأكوع بعنوان : “ النعمان صانع النور في اليمن “ الذي كشف فيه أن النعمان كان الصانع الأول لقضية الأحرار منذ يفاعته ولقد أجمع اليمنيون أن النعمان هو الوحيد الأحق بلقب الأستاذ.أما الأستاذ/ قائد محمد طربوش ردمان فقد تناول في بحثه بعنوان: “ في الإستشراق الروسي - قراءة لدراسات المستشرقين الروس المتعلقة بزعيم حركة الأحرار “ حيث إتضح من إهتمام هؤلاء المستشرقين بالمفكر أحمد محمد نعمان وتتبع مسيرته اليساسية منذ بداية الثلاثينات من القرن الماضي حتى منتصف السبعينات في خمسة أعمال علمية مقدمة إلى مجالس علمية لنيل الألقاب العلمية والبحوث الرصينة.كما نوقش في الندوة بحث الدكتور / عبدالحميد أحمد صالح الصمبولي بعنوان : “ الأستاذ أحمد محمد نعمان وإنقلاب عام 1955-أحداث - مواقف “ وقف فيه أمام الأحداث ومواقف رموزها من زاوية شاملة وأجاب على عدد من التساؤلات وما إكتنفها من غموض ومفاجآت على صعيد الأحداث والمواقف بين أقطاب جماعة الأحرار أنفسهم أو بينهم وبين السلطة ووصف النعمان بأنه شخصية محورية في مجمل مراحل الحركة الوطنية اليمنية.وفي مناقشة بحث الدكتور / أحمد القصير فقد أثنى على النعمان بجهده المتميز في جمع بعض الوثائق الخاصة بالحركة الوطنية وكل ما يتعلق بوالده محمد أحمد نعمان بوجه خاص حيث أسفر هذا الجهد عن تجميع كتابات محمد أحمد نعمان وتم حفظها من النسيان.كما ناقش المشاركون البحث المقدم من الدكتور خالد عبدالله طوحل بعنوان “ النعمان والزبيري في مواجهة الإمامة والإستعمار البريطاني “ 1944-1968 م حيث أعاد البحث إلى الأذهان أن النعمان والزبيري كانا يريا نأن إصلاح نظام الحكم في شمال الوطن لن يكون تحت مظلة الإمام وعندما إكتشف أن هذا لن يتم قاد حركة الأحرار.
أما بحث الدكتور/علوي عبدالله طاهر بعنوان :” النضال الوطني للنعمان في عدن” فأكد فيه أن النعمان كان مناضلاً في ثلاث جبهات السياسية والثقافية والتعليمية تناول فيه كتاباته في جريدة الشورى إلى جانب أنه أسس كتيبة الشباب اليمني فضلاً عنه أنه كان مناضلاً في الجبهة السياسية كما تطرق إلى قول النعمان أن ثورة 48 قد هزت مراكز القوى الرجعية اليمنية في أقوى ممثليها.إلى ذلك واصل معرض الصور الذي أقيم على هامش فعاليات ندوة النعمان استقبال الزوار الذين عبروا عن إعجابهم بما شاهدوه من صور نادرة تعرض لأول مرة عن المناضل الأستاذ أحمد محمد النعمان ومراحل حياته المختلفة على المستوى الشخصي والوطني وأثناء دراسته في القاهرة وكذا فترة وجوده في عدن وبداية انطلاقة حركة الأحرار اليمنيين من مدينة عدن، وأحتوى المعرض على صور للنعمان مع رموز الثورة السبتمبرية ومع الزعيم العربي جمال عبدالناصر، كما أبرز معرض الصور العلاقة التي ربطت النعمان مع زملائه وأصدقائه وأفراد أسرته.حضر فعاليات الندوة أمس الدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن ونوابه وعدد من عمداء الكليات.