قالت إن أعمال الشغب تسببت فيها « قوى التطرف والانفصال والإرهاب»
رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان
بكين/14 أكتوبر/بن بلانتشارد و بنجامين كانج ليم:نفت الصين أمس الثلاثاء اتهامات تركيا بارتكاب إبادة جماعية في منطقة شينجيانغ في شمال غرب البلاد التي تسكنها أغلبية مسلمة حيث أسفرت أعمال شغب عن سقوط 184 قتيلا أغلبهم من الصينيين الهان الذين يمثلون العرق الرئيسي في البلاد.وفي أسوأ أعمال عنف عرقية في شينجيانغ منذ عشرات السنين هاجم اليوغور صينيين من الهان في أورومتشي عاصمة الإقليم في الخامس من يوليو بعد أن حاولت الشرطة فض احتجاجات ضد هجمات مميتة على عاملين من اليوغور في مصنع بجنوب الصين.وشن الصينيون من الهان هجمات انتقامية بعد يومين.وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان قال في الأسبوع الماضي أن ما يحدث في منطقة شينجيانغ إبادة جماعية ودعا السلطات الصينية إلى التدخل.وقال تشين جانج المتحدث باسم وزارة الخارجية أمس الثلاثاء أن اتهامات الإبادة الجماعية غير منطقية. وأضاف أن أغلب من لقوا حتفهم في أعمال الشغب كانوا من الهان وان السكان من اليوغور خلال العقدين الماضيين هم الذين كانوا يطلقون النار.وصرح تشين قائلا في لقاء صحفي معتاد “في أي بلد يمكن تسمية هذا إبادة جماعية..”ومضى يقول “نتمنى أن يدرك إخواننا المسلمون حقيقة ما حدث في الخامس من يوليو في أورومتشي. بمجرد أن يعلموا الحقيقة سوف يؤيدون سياستنا العرقية والدينية والإجراءات التي اتخذتها الحكومة الصينية للتعامل مع الحادث.”وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن وزير الخارجية الصيني يانج جيتشي أبلغ نظيره التركي أحمد داود أوغلو في مكالمة هاتفية يوم الأحد بأن أعمال الشغب في أورومتشي جريمة خطيرة تسببت فيها “قوى الشر الثلاث” مشيرا إلى “التطرف والنزعة الانفصالية والإرهاب”.وفي مقال افتتاحي بعنوان “لا تلووا الحقائق” قالت صحيفة تشاينا ديلي التي تصدر باللغة الانجليزية أن حقيقة أن 137 من بين 184 هم القتلى من الهان “يدل بوضوح على طبيعة الحادث”.ومن بين القتلى 46 من اليوغور وهم من ذوي الأصول التركية وأغلبهم مسلمون وهناك روابط لغوية وثقافية بينهم وبين دول أسيا الوسطى.وحثت الصحيفة اردوغان على “سحب تصريحاته التي تمثل تدخلا في الشؤون الداخلية للصين.”وسعت تركيا إلى تحسين علاقاتها مع الصين ثالث أكبر اقتصاد في العالم. وفي الشهر الماضي صار الرئيس عبد الله جول أول رئيس تركي يزور الصين منذ 15 عاما. وتقول وسائل إعلام تركية انه وقع اتفاقات تجارية بقيمة 1.5 مليار دولار.كما زار جول شينجيانغ خلال رحلته.ويعتبر القوميون الأتراك أن شينجيانغ هي أقصى الطرف الشرقي لحدود المنطقة التي تمثل العرق التركي. ويعيش آلاف من اليوغور في تركيا.وظلت شينجيانغ تمثل مركزا للتوترات العرقية التي تزيد حدة مع الفجوة الاقتصادية بين اليوغور والهان والرقابة التي تفرضها الحكومة على الدين والثقافة وتدفق المهاجرين من الهان. ويمثل اليوغور تقريبا نصف سكان شينجيانغ البالغ عددهم 20 مليون نسمة ولكنهم أقلية في أورومتشي عاصمة الإقليم.وأصيب أكثر من 1600 شخص واحتجز أكثر من ألف في حملة أمنية أعقبت هذه الأحداث.وقتلت الشرطة يوم الاثنين بالرصاص اثنين من اليوغور كانا يحملان مديتين وأصابت ثالثا لمنعه من مهاجمة فرد رابع من اليوغور وهو حارس أمن عند مسجد في أورومتشي.وأفاد موقع تشاينا نيوز شبه الرسمي على الانترنت أن مسئولين في مدينة يينينج على بعد نحو 700 كيلومتر إلى الغرب من أورومتشي أعلنوا إلقاء القبض على أكثر من 70 من أفراد “ عصابتين تتبنيان العنف”.ولا تريد بكين أن تفقد قبضتها على شينجيانغ التي تحكم عليها السيطرة وهي أراض صحراوية شاسعة متاخمة لروسيا ومنغوليا وقازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأفغانستان وباكستان والهند وبها مخزونات وفيرة من النفط وهي أكبر منطقة في الصين منتجة للغاز.وألقت الصين باللوم في الاضطرابات العرقية على الانفصاليين اليوغور المقيمين في الخارج ولكنهم ينفون هذه الاتهامات.