إسرائيل تعلن تكثيف هجماتها على غزة
فلسطين المحتلة / عواصم / وكالات :شدد الرئيس السوري بشار الأسد أمس على أهمية الحوار بين الفلسطينيين في وقت تراوح الأزمة بين حركتي حماس وفتح حول تشكيل حكومة وحدة وطنية مكانها. ونقلت وكالة الانباء السورية "سانا" عن الاسد تأكيده خلال لقائه رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي "دعم سوريا لكل ما يتفق عليه الفلسطينيون وضرورة تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية". وشدد الرئيس السوري "على اهمية استمرار الحوار الفلسطيني الفلسطيني وصولا الى ما يحقق للشعب الفلسطيني امانيه في انهاء الاحتلال وعودة الحقوق واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس". وكان القدومي التقى السبت وزير الخارجية السوري وليد المعلم. كما اجرى محادثات الجمعة في العاصمة السورية مع عدد من مسؤولي المنظمات الفلسطينية. وتأتي زيارة القدومي الى سوريا في وقت وصلت المحادثات بين حماس وفتح حول تشكيل حكومة وحدة وطنية الى طريق مسدود. وانعكست هذه الازمة مواجهات مسلحة خلال الاسابيع الاخيرة بين مناصري الحركتين. بدوره اكد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني أمس للرئيس الفلسطيني محمود عباس ان "عدم احتواء التوتر بين (الفصائل الفلسطينية) سيؤثر سلبا على مستقبل القضية الفلسطينية" ، حسبما افاد بيان للديوان الملكي الاردني.وبحسب البيان فأن عبد الله الثاني اكد خلال لقاءه بالرئيس محمود عباس أن "عامل الوقت حاسم في هذه المرحلة" ، محذرا من أن "استمرار الخلاف الفلسطيني الداخلي وعدم احتواء التوتر سيؤدي إلى أثار سلبية على مستقبل القضية الفلسطينية". ومن جانبه، اوضح الرئيس الفلسطيني ان "المساعي من اجل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية مازالت قائمة وان الخيارات كثيرة" ، على الرغم من اشارته الى ان "الخلافات ما زالت قائمة للأسف". وكانت المباحثات بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة حماس قد وصلت الى طريق مسدود. وترفض حركة حماس التي ترأس الحكومة منذ مارس الماضي اي اتفاق سياسي يتضمن اعترافا حتى وان كان ضمنيا باسرائيل او الاتفاقات الاسرائيلية-الفلسطينية السابقة. ومن جانب اخر، دعا الملك الاردني والرئيس الفلسطيني الى "وقف الإعتداءات الاسرائيلية التي يذهب ضحيتها الأبرياء" بحسب البيان. وكان الرئيس الفلسطيني وصل الى عمان أمس الاحد في زيارة تستغرق يومين يجري خلالها لقاءات مع اعضاء في اللجنة المركزية لحركة فتح. من جهة ثانية نقل مسؤول اسرائيلي كبير عن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت قوله ان المساعي من اجل عقد لقاء بينه وبين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وصلت الى طريق مسدود. ". وتابع "اننا نقترح هذا اللقاء، الا انه يربطه بالافراج عن المعتقلين" الفلسطينيين لدى اسرائيل. واضاف " لن يفرج عن المعتقلين قبل الافراج عن جلعاد شاليت" الذي اسرته مجموعات فلسطينية من موقع حدودي قرب قطاع غزة غي 25 يونيو. وردا على سؤال، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات "كل ما يمكنني قوله حاليا هو ان الجهود لا تزال قائمة من اجل التحضير للقاء بين ابو مازن واولمرت". على صعيد اخر أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية عن تكثيف الهجمات البرية والجوية على قطاع غزة بذريعة منع إطلاق الصواريخ الفلسطينية وتهريب أسلحة عبر الحدود من مصر. وقد دخلت عمليات جيش الاحتلال يومها الثالث في القطاع وأسفرت حتى الآن عن سقوط 22 شهيدا وعشرات الجرحى. ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن الجنرال عاموس جلعاد رئيس الشعبة السياسية والأمن في وزارة الدفاع الإسرائيلية قوله إن قواته ستضرب ما أسماه البنى التحتية "للإرهابيين"، مشيرا إلى أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا تزال تشكل تهديدا لأمن إسرائيل.وطبقا للإذاعة فإن عشرات من قاذفات الصواريخ المضادة للدبابات من صنع روسي من النوع نفسه الذي استخدمه حزب الله خلال حرب لبنان هذا الصيف، أدخلت في الآونة الأخيرة إلى قطاع غزة. كما نقلت الإذاعة عن وزير الدفاع عمير بيرتس قوله إن إسرائيل "لن تسمح بأن يصبح قطاع غزة لبنان ثانيا". وذكرت المصادر أن بيرتس أصدر تعليمات للجيش بتوسيع عملياته لمنع الهجمات الصاروخية على البلدات الإسرائيلية. وتعقد الحكومة الإسرائيلية برئاسة إيهود أولمرت جلسة لبحث مستقبل العمليات في الأراضي الفلسطينية. ومن المتوقع أن يكثف الجيش الإسرائيلي عملياته خلال الأيام القليلة الماضية.وفي إطار تكثيف هجماتها توغلت قوات الاحتلال أمس مسافة كيلومترين في بلدة بيت حانون شمال شرق القطاع, وأغلقت المدخل الجنوبي للبلدة. وتأتي العملية التي تنفذها عشرات الدبابات والجرافات والسيارات العسكرية مدعومة بغطاء جوي بعد ساعات من استشهاد تسعة فلسطينيين ضمن سلسلة اعتداءات أسفرت عن استشهاد 22 فلسطينيا خلال اليومين الماضيين. وقال شهود عيان إن جنود الاحتلال وأعدادا من القناصة اعتلوا المباني العالية في بيت حانون, بينما توغلت قوات أخرى شرق مخيم جباليا للمرة الثانية في أقل من 24 ساعة وسط إطلاق نار كثيف وغطاء للطيران الحربي. إلى ذلك قال شهود عيان وموظفو اغاثة ان مسلحين ينتمون لفصيلي حماس وفتح الفلسطينيين تبادلوا اطلاق النار أمس الاحد في قطاع غزة مما أسفر عن اصابة شخص واحد على الاقل.وقال شهود عيان ان مسلحين من الجانبين فتحوا النار فيما كانت عناصر من حماس تحاصر منزل مسلح من كتائب شهداء الاقصى في بيت لاهيا بشمال القطاع.وقتل 15 فلسطينيا على الاقل في أعمال عنف مشابهة اندلعت في وقت سابق هذا الشهر.على الصعيد السياسي تعقد اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) اليوم الاثنين اجتماعا في العاصمة الأردنية بحضور الرئيس محمود عباس وأمين سر الحركة فاروق القدومي وكامل الأعضاء. وقالت مصادر فلسطينية في عمان إن الاجتماع سيبحث تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية في ضوء تعطيل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وفشل الوساطة القطرية وجميع الجهود المحلية والعربية في هذا الاتجاه وفي ظل تصاعد التوتر بين حركتي فتح وحماس. كما ستبحث اللجنة المركزية في اجتماعها -وهو الثاني في أقل من ثلاثة أشهر- سبل الخروج من المأزق الفلسطيني والترتيبات والإجراءات الخاصة بعقد المؤتمر العام السادس للحركة المتوقع قبل نهاية العام الحالي وعملية سير الانتخابات الداخلية تمهيدا لعقد المؤتمر العام. والتقى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في دمشق أمس مدير المخابرات المصرية عمر سليمان, حيث بحثا تشكيل حكومة فلسطينية جديدة وتقريب وجهات النظر بين فتح وحماس, واحتواء التوتر بين الحركتين, إضافة إلى موضوع الجندي الإسرائيلي الأسير. وشهدت العاصمة السورية عدة لقاءات فلسطينية بمشاركة مشعل ورئيس الدائرة السياسية بمنظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي والأمين العام لجبهة النضال خالد عبد المجيد ومسؤول الجبهة الشعبية ماهر الطاهر.