اتصلوا بمكتب الزنداني الذي قال لهم: اتصلوا بالنيابة، والآنسي يعتبر الحادث جريمة كاملة
صنعاء/ نيوز يمن: لا أحد في حارة العنقاء (احد أحياء منطقة الحصبة ) يعرف حقيقة قيام متشددين إسلاميين في الخامسة من صباح امس بإحراق منزل المواطن (عبدالملك المنصور) الذي تنتشر الشائعات عن أسرته كأتربة الطوابق الثلاثة التي تناثرت تحت رتل الحراثات.تقول الروايات الميدانية التي جمعها مراسلو «نيوز يمن» إن ما يقارب 150 ملتحيا يرتدون الثياب التقليدية والجنابي هاجموا فجر امس منزل أم المنصور وتدعى «مكية»، واضرموا النيران فيه وفي سيارتي مالكيه وهما (كورولا 2007) والثانية (كرسيدا 2007) ودراجة نارية، قبل أن تتدخل قرابة 10 أطقم فرقت المهاجمين باستخدام الرصاص الحي وأنقذت مكية وعبدالملك وعدداً من الأطفال والنساء ونقلتهم الى سجن البحث الجنائي بصنعاء.هجوم الافراد الذين قال شهود عيان إنهم تجمعوا حول المنزل قادمين من إحدى الجامعات وعدد من مساجد الأمانة، جاء بعد اجتماع في مسجد العنقاء القريب من المنزل في الحصبة الغربية إثر تردد أخبار أن المنصور مزق مصحفا ومشى على أوراقه داخل الجامع وأنه تحدى الجميع بأن يأخذوه من تحت أقدامه.غير أن الشائعات توسعت لتتهم أمه بإدارة شبكة دعارة، وأنها قالت إنها ستحول الجامع إلى مرقص وتهاجم الشيخ عبدالمجيد الزنداني الذي حاولت جره للتقاضي في 94م، كما اتهموه باغتصاب واتهموا شقيقه بالقتل. وقالوا إنهم «مسنودون من شخصيات كبيرة لذا خرجوا أكثر من مرة من السجن».قال الشهود لـ «نيوزيمن» إن رواد الجامع المذكور اتصلوا أمس بالشيخ عبدالمجيد يستفتونه في هدر دم الأسرة وأنه أفتى لهم بذلك.مكتب الشيخ الذي اتصل به نيوزيمن أكد الاتصال لكنه نفى الفتوى، وقال: «اتصل مواطنون يوم أمس مع الشيخ وأخبروه بأن شخصاً قام برمي المصحف وتمزيقه، وأن مكتب الشيخ الزنداني قال لهم بأن عليهم مراجعة الجهات المختصة وإبلاغ مكتب النائب العام باعتبارها الجهة الرسمية والمخولة قانونا بهذه القضايا أو الرجوع إلى أقسام الشرطة وأجهزة الضبط القضائي وهى الجهة المخولة قانونا بذلك باعتبارهم جهة رسمية لها حق التعبير بالمنكر وواجب المواطنين اللجوء للجهات المختصة».وفيما أخمد الدفاع المدني النيران في وقت مبكر من الصباح استخدم المتجمهرون وكان أغلبهم يغطي وجهه بلثام جرافات هدمت المنزل، وابلغ «نيوزيمن» بعضهم إنهم وجدوا في المنزل: «أشرطة فيديو وصور دعارة إلى جانب أكياس حشيش ومخدرات وأسلحة الية وقنابل يدوية».مكية والدة المنصور (بحسب السكان) هي من منطقة نهم في محافظة صنعاء، أما والده الذي طلقها قبل مدة فيعود إلى محافظة البيضاء، وسكنوا حارة العنقاء منذ عام 1985م . ولهم أملاك تتمثل في (أراض وعقارات وسيارات).الى ذلك اعتبر المحامي خالد الانسي ما قام به المواطنون «جريمة بكل المقاييس شرعا وقانونا»، وقال لـ«نيوزيمن» «ليس لهم الحق في تطبيق القانون، وهناك جهات مختصة هى المعنية كان على المواطنين إبلاغها وهى تقوم بالتحقيق بالواقعة لتقديمه للمحكمة ومعاقبته».واعتبر الانسي ذلك مسألة خطيرة وتؤدي إلى إثارة الفوضى، وقال: «الجريمة حتى الان تهم وليست مضبوطات»، معتبرا الحدث «يعبر عن فوضى وانحلال في قيم الناس ومعتقداتهم وفي الدولة التي مورس العمل في وجودها».