د.فهد محمود الصبريتعتبر الوفيات من أول الظواهر السكانية التي تمت دراستها نظراً لكونها تعتبر مؤشراً ذا دلالة عالية على مقدار التطور الاجتماعي والاقتصادي لشعب من الشعوب،ولكونها من العوامل الأساسية التي تؤثر على الخصوبة وبالتالي على النمو السكاني بشكله الطبيعي (الزيادة الطبيعية)( ينجم عن الفارق الكمي بين الولادات والوفيات,وبالتالي فإن أي تغير في حجم الوفيات يعني تغيراً في النمو السكاني بالزيادة أو النقصان وكذلك في معدل الخصوبة العام ومعدل الخصوبة العمرية.وعادة يجري الفصل بين وفيات المواليد المبكرة (دون الـ 28يوماً)وفيات المواليد المتأخرة (بين 28 يوماً و365 يوماً) وذلك لأن هذه الأخيرة يرجع سببها إلى عوامل خارجية يمكن التحكم فيها والتغلب عليها,في حين أن الوفيات المبكرة ترجع في معظمها إلى عوامل داخلية (وراثية, تشوهات خلقية) يصعب التغلب عليها؟.ومن أجل استخدام مقاييس الوفاة على النحو الأمثل لإجراء مقارنات دولية وإقليمية ولإعداد الإسقاطات السكانية لابد من إعداد جدول الحياة,وهو عبارة عن جدول عددي يعطي منذ الولادة حتى مرحلة متقدمة من العمر تسلسل الوفيات ضمن جيل أو فوج.ويمكن الحصول على جدول الحياة باتباع أسلوبين مختلفين:الأول الملاحظة المستمرة لجيل بأكمله (مجموعة الأفراد المولودين في سنة معينة) منذ ولادته وحتى وفاة آخر فرد من هذا الجيل,وتسجيل عدد الوفيات على مر السنوات.بعد ذلك تحسب معدلات الوفاة حسب العمر في السنة ثم تحول إلى معدلات بقاء على قيد الحياة بين عمرين متتاليين بفاصل سنة أو خمس سنوات (مقياس الجيل) .والثاني الملاحظة الآنية لكافة الأجيال خلال سنة معينة وحساب معدلات الوفيات حسب فئة العمر والنوع لكل مجموعة من الأجيال (مقياس الفترة),ثم تحويل المعدلات إلى معدلات بقاء على قيد الحياة بين عمرين متتاليين بفاصل خمس سنوات,وعادة ما تحسب هذه المعدلات لكل مائة ألف من السكان,ويجب الإشارة إلى عدة من جوانب منها..إن أقل وفيات هو خمس وفيات لكل ألف من السكان خلال العام يكون معدل الوفاة مرتفعاً جداً بعد الولادة(وفيات الرضع) يهبط هذا المعدل إلى أقل مستوى له بين عمر الـ 5 سنوات والـ 50 سنة (أقل من 2 في الألف) يعود معدل الوفاة للارتفاع بعد سن 50 أولاً بصورة بطيئة ثم بصورة متسارعة تؤثر في مستوى الوفيات بدرجة كبيرة على مستوى وفيات الرضع,حيث أن وفيات الرضع العالي أكبر من أي فئة أخرى كما أن عدد هذه الفئة العمرية أكبر من عدد أي فئة عمرية أخرى كما يعود سبب ارتفاع وفيات الرضع في البلدان النامية إلى ضعف العناية الصحية بعد الولادة ولا سيما النظافة,والمستوى الصحي لرضاعة الطفل ورعاية المولود وتلوث مياه الشرب التي يمكن أن تؤدي إلى أمراض الجهاز الهضمي والجفاف وبالتالي الوفاة وكذلك الإنجاب للأمهات صغيرات السن أو فوق سن 35 سنة وهناك أسباب أخرى كثيرة مثل سوء التغذية عند الأم والأمراض الأخرى المنتشرة في البلدان النامية والفقيرة والتي تنتشر فيها الأمية بشكل كبير.من هذا كله يمكن القول أن معدل الوفيات يكاد يكون انعكاساً لمستوى الخدمات الصحية والتعليم والفقر وكل هذه الأسباب يمكن التحكم فيها بمعنى أن معدل الوفيات يمكن أن تكون أقل بكثير مما هي عليه اليوم في أي مجتمع من المجتمعات النامية.
وفيات الأطفال
أخبار متعلقة