عمر عبدربه السبع يقال ان السلاحف البحرية توفر الدعم الغذائي والاقتصادي والروحي للمجتمعات الانسانية وان السلاحف البحرية تشكل جزءاً من البيئة الثقافية للجماعات الساحلية، وتوجد في شواطئنا اليمنية ولاسيما شواطئ شرمة وجثمون سلاحف بحرية نادرة وهناك خبراء في علوم البيئة يساهمون في نشر الوعي بين الصيادين بعدم المساس بهذه السلاحف والحفاظ عليها من الهجرة والانقراض، كون السلاحف البحرية التي على قيد الحياة تبدو في تناقص مستمر وتنبئ الى كارثة اذا لم يتم الحفاظ عليها وعلى بيئاتها الخاصة، فالسلاحف البحرية تتميز بطول فترة اجيالها ونضجها المتأخر ولها دورة حياة معقدة ، فكل مرحلة من مراحل نموها اكانت بيضه اوجنين او مفقسة او حدث او بالغة صفات مميزة وتهاجر السلاحف البالغة من مكان تغذيتها الى مكان التعشيش الذي يكون عادة في او بالقرب من مكان مولدها والمسافة بين مكان تغذيتها وتكاثرها قد تكون آلاف الكيلومترات.فالسلاحف البحرية تمتاز بهجراتها الطويلة وبقدراتها على العودة الى شواطئ محددة لتتزاوج وتعيش فيها والسلاحف تستطيع ايضاً ان تعود الى الشاطئ الذي فقست فيه او بالقرب منه بالرغم من قضاء عشرات السنين في عرض المحيط وفي بيئات مختلفة تبعد الاف الكيلومترات عن الشاطئ الذي ولدت فيه.. وهناك ادلة علمية تؤكد ان للسلاحف البحرية احساساً بالاتجاهات وان المجال المغناطيسي الارضي يزودها بمعلومات حرجة تساعدها في اعمالها الملاحية.والسلاحف البحرية من الفقاريات التي تتنفس الهواء الجوي وتتميز بقدرات ملحوظة على الغوص حتى عمق الف وثلاثمئة متر وعلى مدى قد يصل الى خمس ساعات ، فالسلاحف لاتكتم انفاسها فقط اثناء الغوص ولكنها تمارس بعض التمرينات ايضاً فرئاتها كبيرة نسبياً ومزودة بتراكيب داخلية تسهل عملية التهوئة بشكل فعال والسلاحف تقضي 80 على الاقل من وقتها تحت الماء .. وتصرف السلاحف البحرية اوقاتاً متفاوته على سطح الماء منشغلة في انشطة تشمل الاستدفاء والتغذي والتزاوج والتوجه.وبالرغم من ان السلاحف البحرية تقضي اغلب حياتها في البحر الا انها تخرج الى اليابسة فالاناث البالغات تأتي الى الشواطئ لتحفز الاعشاش وتضع بيضها .والسلاحف البحرية قد تلعب دوراً في تركيب بعض البيئات البحرية.فالانشطة الغذائية على الاعشاب البحرية او الطحالب وافتراس بعض الاسفنج الذي يعيش على صخور المرجان قد يعدل ويؤثر في الانظمة البيئية.وعموماً يمكن القول ان الحفاظ على السلاحف البحرية عمل معقد جداً وذلك لمميزاتها البيولوجية المعقدة.. لكن الحفاظ على بيئاتها واماكن تكاثرها دليل على اهتمام المجتمعات المعاصرة بالبيئة وعلى نقاوتها وتوازنها البيئي.