نواكشوط / وكالات :شهدت موريتانيا أمس الأحد عمليات التصويت في الانتخابات الرئاسية التي انطلقت في أكثر من ألفي مركز انتخابي، وسط إقبال كبير قدر بأكثر من مليون ناخب موريتاني سيختارون رئيسهم من بين 19 مرشحا.وتمثل انتخابات الأمس المحطة الأخيرة من مسلسل نقل السلطة إلى المدنيين الذي بدأه العسكر غداة الثالث من أغسطس 2005، إثر إطاحتهم بالرئيس السابق معاوية ولد الطايع بعد بقائه في السلطة أكثر من عشرين عاما.وقد أدلى الرئيس الموريتاني العقيد اعلي ولد محمد فال المنتهية ولايته بصوته صباح أمس، وقال إن لديه شعورا بأنه أنجز كل ما يريد إنجازه، وشدد على مواصلة التزامه بالتعهدات التي أعلن عنها بعيد انقلابه.وأضاف ولد محمد فال في مؤتمر صحفي عقده بعد إدلائه بصوته أن الجيش سيتيح الفرصة كاملة للرئيس المنتخب لتأدية واجبه، وأن المؤسسة العسكرية ستبقى جزءا من منظومة الدولة تؤدي عملها المناط بها ودورها الطبيعي. ودعا الرئيس القادم إلى أن يحافظ على المكاسب التي قال إنها تحققت خلال المرحلة الانتقالية.وقال إن الجيش لو لم يكن يريد الوفاء بوعده وتسيلم السلطة إلى الشعب، لما وصل الموريتانيون إلى صناديق الاقتراع في هذا اليوم (أمس).وردا على سؤال عن إمكانية قطع الرئيس المنتخب العلاقات مع إسرائيل، قال إنه لا يؤيد هذا الأمر معتبرا أنه لا توجد أي مصلحة قد تتحقق من قطع هذه العلاقات، وأوضح أن موريتانيا أقامت هذه العلاقة في إطار عربي.وبخصوص تنحيه وما إذا كان ذلك يحمل رسالة إلى الحكام العرب قال ولد محمد فال إن ما فعله يمثل حالة موريتانية خالصة تخص الموريتانيين ولا يحمل أي رسالة للحكام العرب. وقال رئيس اللجنة المستقلة للانتخابات الشيخ سيد أحمد ولد باب مين إن عمليات التصويت جرت بشكل طبيعي دون أي مشاكل في عموم المراكز الانتخابية الـ 2378 المنتشرة في أنحاء موريتانيا المترامية الأطراف. وأضاف ولد باب مين أن أي تجاوزات أو خروقات لم تسجل، وأن لجنته لم تتلق أية شكاوى من طرف المرشحين، أو من طرف أية جهة سياسية أو رقابية أو إعلامية. وأكد أن لجنته ستبقى في حالة استنفار ومتابعة مستمرة لأهم حدث انتخابي تشهده موريتانيا، في تاريخها الحديث.وقد عبر عدد من مرشحي الرئاسة عن ارتياحهم لسير العملية الانتخابية، مؤكدين أنهم لم يلاحظوا أي خروقات تذكر.وكانت عمليات التصويت لانتخابات الرئاسة الموريتانية قد بدأت صباح أمس، وتدفق الآلاف منذ الصباح الباكر إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم. وقد بدأ فرز الأصوات بعد إغلاق صناديق الاقتراع مباشرة.ويكاد المراقبون يجمعون على عدم إمكانية حصول أي من المرشحين على النسبة التي تمنحه الوصول إلى السلطة من الجولة الأولى، مما يستدعي خوض جولة ثانية في الخامس والعشرين من الشهر الجاري. ويتوزع الناخبون الموريتانيون على 13 ولاية تأتي في مقدمتها من حيث عدد الناخبين العاصمة نواكشوط (262.670)، تليها ولاية ترارزة بجنوب البلاد (136.737)، ثم ولاية الحوض الشرقي (117.661)، أما أقل الولايات من حيث عدد الناخبين فهي إينشيري التي تقع شمال العاصمة (8008).وسيصوت الناخبون الموريتانيون الذين يصل عددهم إلى نحو مليون ومائة ألف ناخب في 2378 مكتبا انتخابيا موزعة على 53 مقاطعة.
الموريتانيون يودعون الحكم العسكري المؤقت ويصوتون للمدنية
أخبار متعلقة