صنعاء / سبأ :ثمن العديد من المراقبين وممثلي الدول والهيئات والمنظمات المانحة نجاح اليمن في إثبات تطور تجربتها الديمقراطية الناشئة؛ عبر تقديم نموذج متفرد للانتخابات الحرة والتنافسية، التي جرت في الـ 20 من سبتمبر الجاري، وتميزت بالتنافس الجاد بين الأحزاب الرئيسية في البلاد والشخصيات المستقلة على منصب رئيس الجمهورية، ومقاعد السلطات المحلية.وأشاروا إلى أن اليمن بات بمقدورها عقب النجاح اللافت لثاني استحقاق انتخابي ديمقراطي تجريه منذ العام 1990، أن تفرض حضورها الإقليمي والدولي كواحدة من أكثر الدول في منطقة الشرق الأوسط استحقاقاً لدعم مقدراتها التنموية من قبل مجتمع المانحين، وهو ما يؤكده د. نبيل خوري، نائب السفير الأمريكي بصنعاء، الذي يرى أن نجاح الجمهورية اليمنية في إجراء الانتخابات الرئاسية والمحلية الأخيرة، وبشكل لا سابق له في منطقة الشرق الأوسط، سيدعم بقوة مطالبها المتعلقة بإدراجها مجدداً ضمن الدول الأعضاء في منتدى الألفية الثالثة للتنمية .. مشيراً إلى أن التطور المتسارع في تجربة اليمن الديمقراطية، الذي تجسد في المنافسة الجادة التي اتسمت بها الانتخابات الرئاسية والمحلية الأخيرة، سيعزز من مطالب اليمن في هذا الصدد.ونوه نائب السفير الأمريكي بأن الولايات المتحدة الأمريكية ستتعاطى مع التطور اللافت للتجربة الديمقراطية اليمنية بزيادة سقف الدعم التنموي المقدم لليمن .. مؤكداً أن هذا الدعم قد يتضاعف خلال السنوات القادمة.المفوضية الأوروبية من جهتها، وفى تقرير تقييمي لها حول سير الانتخابات الرئاسية والمحلية اليمنية، لفتت إلى أهمية دعم اليمن كنموذج متفرد للديمقراطيات الناشئة .. مشيرة إلى أن التظاهرة الانتخابية الأخيرة التي شهدتها اليمن مؤخراً، وإن شابها بعض أوجه القصور والتجاوزات من قبل القوى السياسية المتنافسة، إلا أنها مثلت نموذجا جديرا بالتقدير في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يستدعي دعم الجمهورية اليمنية لتعزيز قدراتها في تطوير مستوى الحراك السياسي والديمقراطي المتنامي فيها، وبخاصة فيما يتعلق بتوسيع المشاركة الشعبية وتعزيز الحريات العامة وثقافة حقوق الإنسان.ليل جروبر، رئيسة اللجنة البرلمانية الأوروبية للعلاقات مع دول الخليج واليمن، أشارت من جهتها في تصريحات لها مؤخراً إلى أن زيارتها الأخيرة لليمن واطلاعها عن كثب على طبيعة الحراك التنموي والاجتماعي والسياسي في اليمن، وبخاصة ما يتعلق بتنامي حضور منظمات المجتمع المدني في منظومة الأنشطة الاجتماعية في البلاد، قد رسم لديها انطباعا حول أهمية تقديم المزيد من الدعم لمقدرات التنمية الشاملة ذات الانطباعات عبر عنها العديد من رؤساء الوفود والبعثات الممثلة لدول ومنظمات مانحة زارت اليمن مؤخراً، الذين خلصوا من واقع اطلاعهم على طبيعة التطور المتنامي في منظومة الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في اليمن إلى التأكيد على أهمية إيلاء الجمهورية اليمنية المزيد من الدعم والمساندة من خلال رفع سقف المساعدات والدعم التنموي المقدم لها.ويرى لويس كونستنتينو، مدير قطاع التنمية الريفية الاجتماعية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالبنك الدولي، أن ثمة معطيات اقتصادية وتنموية إيجابية ولافتة في اليمن تستدعي تقديم المزيد من الدعم والمساندة، وبخاصة فيما يتعلق بتنمية المجتمعات المحلية، الذي يعد أحد أبرز مرتكزات الخطة الخمسية الثالثة للتنمية والتخفيف من الفقر 2006 - 2010.فيما أوضح الأخ وليد هلال، ممثل اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (اللاسكوا) بصنعاء، أن (اللاسكوا) اختارت اليمن من ضمن عدد محدود من الأقطار العربية لتفعيل أنشطتها الميدانية فيها، التي تستهدف العديد من أوجه التنمية وبخاصة تنمية الموارد البشرية .. مشيرا إلى أن (اللاسكوا) عملت جاهدة على استثمار فرص نشاطها في توثيق خبرات تعاملها مع قضايا التنمية المحلية، وتطبيقها منهجا شاملا لتنظيم عمليات التدخل استنادا إلى مبدأ الشراكة كوسيلة أساسية وهدف حيوي.نجاح اليمن في إجراء ثاني استحقاق انتخابي ديمقراطي لرئاسة الجمهورية والمجالس المحلية، وإن كان حظي باهتمام وتقدير المراقبين والمتابعين لسير أداء الديمقراطيات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط، إلا أنه يظل ورقة الرهان في أن يحظى بتقدير مماثل من مجتمع المانحين، وأن يسفر مؤتمر لندن للمانحين الذي سيعقد في منتصف نوفمبر القادم عن نتائج تواكب التطلعات اليمنية صوب الحصول على الدعم الملائم لمساعدة اليمن على تأهيل اقتصادها الوطني؛ ليواكب اقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي.
مراقبون دوليون : نجاح الانتخابات الرئاسية والمحلية سيفرض حضور اليمن على المانحين
أخبار متعلقة