صباح الخير
انتصرت الثورة في شمال الوطن، ولم يمض سوى عام على هذا الانتصار حتى انفجرت ثورة الرابع عشرة من أكتوبر المسلحة في الشطر الجنوبي، وتحقق للشعب اليمني في شطري الوطن بفعل انتصار الثورتين سبتمبر 1962، وأكتوبر 1963م الحرية والاستقلال.تحقق الانتصار بفعل النضال الذي خاضته القوى السياسية الوطنية والفصائل المسلحة في الشطرين، وبفعل النضال الجماهيري الدؤوب، تحقق الانتصار بفعل الموقف القومي العربي للزعيم الراحل جمال عبدالناصر الذي آمن بأن الثورة لا تتجزأ، وبأن الحرية العربية أيضاً لا تتجزأ، وكان للقوات المسلحة المصرية الدور الداعم والمهم في تثبيت دعائم النظام الجمهوري في اليمن.ما لا شك فيه أن انتصار الثورة اليمنية قد شكل داعماً حقيقياً للثورة العربية في مواجهتها لقوى الاستعمار آنذاك، وبشكل خاص للثورة الفلسطينية، ففي المرحلة الأولى من عمر الإعلان سبتمبر 62 - 67م تم إحياء الكيان الوطني الفلسطيني، وجرى الإعلان عن تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً للشعب الفلسطيني وكان لمصر عبدالناصر دور كبير جداً في قيام منظمة التحرير، وفي عام 1967 وبعد نكسة حزيران والهزيمة التي لحقت بأمتنا العربية انطلقت الثورة المسلحة العلنية لفصائل العمل الوطني الفلسطيني والتي لاقت كل الدعم من الأشقاء في اليمن في ذلك الوقت سواء في شطره الشمالي أم في الجنوبي.وكلنا يعرف أن أحد الأهداف الرئيسية لحرب 1967 هو القضاء على الصحوة القومية التي أخذت في الاتساع وأخذت تتبلور أهدافها النضالية الإستراتيجية في الحرية والاشتراكية والوحدة.من هنا يجب ان ننظر بأهمية بالغة لانتصار ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين.وفي نظرة سريعة لأهداف ثورة 26 سبتمبر والتي التقت مع أهداف ثورة 14 أكتوبر يجب الوقوف أمام الهدف الرابع والذي تحدث عن إنشاء مجتمع ديمقراطي تعاوني عادل مستمد أنظمته من روح الإسلام الحنيف.وكذا الوقوف أمام البند الخامس الذي تحدث عن تحقيق الوحدة الوطنية في نطاق الوحدة العربية الشاملة.فإذا ما تحدثنا عن الوحدة اليمنية وسمحنا لأنفسنا بتقديم البند الخامس على البند الرابع، هذه الوحدة التي تحققت في 22 مايو 1990، والتي أصبح فيها اليمنيون جميعاً تحت علم واحد، ما كان لها أن تتحقق لولا النضالات المتراكمة للشعب اليمني وقواه الوطنية، وما كانت لتتحقق لولا الدور الأساسي للقيادات الوطنية اليمنية، وهنا يأتي الدور الريادي لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح، في هذه الوحدة التي ضربت جذورها في العمق، الوحدة التي وجدت لتبقى، الوحدة التي لم تعد ملكاً لليمنيين وحدهم وإنما لكل العرب.عندما نتحدث عن الوحدة نتحدث عن الديمقراطية في اليمن ونتحدث عن المجتمع الديمقراطي في اليمن.جميعنا يعرف أن الوحدة نفسها هي نتاج لنهج ديمقراطي ولتوجه ديمقراطي ولحوار ديمقراطي، فكم من اللقاءات السياسية للقيادات اليمنية التي تخللها الحوار الوطني الديمقراطي المسؤول سبقت إعلان الوحدة اليمنية.فالوحدة تحققت في الأصل بفضل الممارسة الديمقراطية والوحدة تعتبر منجزاً هاماً وانتصاراً للديمقراطية، هي ترجمة حقيقية لمعاني الديمقراطية.منذ إعلان الوحدة، والقيادة السياسية تولي موضوع الديمقراطية وتعزيزها أهمية خاصة تجلت من خلال:1ـ العمل على التنمية البشرية.2ـ العمل على التنمية الاقتصادية، وبناء قاعدة اقتصادية، وبقدر ما يتم بناء وتعزيز هذه القاعدة الاقتصادية يتم تعزيز الديمقراطية.3ـ تجلت في التعددية الحزبية.4ـ حرية الصحافة والتعبير عن الرأي وقبول الرأي الآخر، انتصار الوحدة وانتصار الديمقراطية كان له الأثر البالغ في تحقيق نجاحات إقليمية لليمن وإنهاء حالة الخلاف والصراع مع الجيران وخلق أفضل العلاقات انطلاقاً من الإيمان بأن اليمن جزء من هذه الأمة العربية.انتصار الوحدة اليمنية، مكن اليمن من لعب دور على الصعيد الدولي داعماً لقضية الشعب الفلسطيني في كل المحافل ومنادياً بإعطاء الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني.الصوت اليمني كان مميزاً في المحافل الدولية التي ميزت بين الإرهاب وبين حق الشعب الفلسطيني في المقاومة حتى تحرير أرضه.. وتحدث فخامة الرئيس علي عبدالله صالح بوضوح عن إرهاب الدولة الصهيونية.واليوم تلعب اليمن دوراً مشرفاً في لم شمل الفصائل الوطنية والمسلحة الفلسطينية بعد حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية من خلال المبادرة اليمنية التي أصبحت مبادرة عربية بعد قمة دمشق، وحظيت بالتأييد الدولي على أوسع نطاق.اليوم ونحن نعيش الذكرى الثلاثين ليوم الديمقراطية ويوم اعتلاء فخامة الرئيس علي عبدالله صالح كرسي الحكم، نتطلع إلى مزيد من الانتصارات والإنجازات وعلى كل الصعد للشعب اليمني نتطلع إلى تحقيق الحلم الكبير الذي سيكون لليمن الدور الأكبر فيه لتحقيق الوحدة العربية.