في تطور ينذر بحرب أهلية
فلسطين المحتلة / القاهرة / وكالات :قال الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية للشؤون الفلسطينية محمد صبيح أمس الثلاثاء ان الاقتتال بين أنصار حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين "جنون غير مسبوق".وطالب صبيح الذي كان يتحدث الى الصحفيين بوقف فوري للاشتباكات في قطاع غزة والضفة الغربية.وقال ان الاقتتال "يشكل خطورة كبيرة على القضية الفلسطينية ... فنحن بحاجة لموقف فلسطيني موحد."/لكننا/ نفاجأ بهذا الاقتتال الفلسطيني المجنون والذي حذرت منه جامعة الدول العربية وأمينها العام (عمرو موسى) على كافة المستويات."وأضاف "فلنترك القتل والعدوان والدمار لاسرائيل. فهذا يكفي الشعب الفلسطيني ويزيد عن طاقة الشعب الفلسطيني."وقال صبيح ان الاقتتال الفلسطيني يجعل من الصعب على جامعة الدول العربية الحديث باسم القضية الفلسطينية. وشدد على أن الجامعة العربية تحتاج الى موقف فلسطيني موحد.وأوضح أن الجامعة العربية التي يبلغ عدد أعضائها 22 عضوا تجري اتصالات مستمرة مع جماعات فلسطينية مختلفة لانهاء القتال الذي قال انه يخدم مصلحة اسرائيل.وتابع أن المسؤولية عن القتال يتحملها كل مواطن ومسؤول بمن في ذلك رئيس الدولة ورئيس الوزراء وأعضاء الحكومة.وكانت كتائب شهداء الأقصى - هددت للمرة الأولى أمس الثلاثاء بقتل قادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس.في الوقت نفسه، أفاد شهود عيان فلسطينيون أن عشرات المسلحين تظاهروا وأغلقوا صباح أمس الثلاثاء طريق صلاح الدين الرئيسي في وسط قطاع غزة واشعلوا النيران في إطارات السيارات للمطالبة بصرف رواتبهم المتأخرة منذ سبعة أشهر. جاء ذلك، بعد يومين من المعارك الداخلية بين أنصار فتح وحماس في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة التي قتل فيها 12 فلسطينيا وأصيب أكثر من مائة بجراح.وفي بيان، قالت كتائب شهداء الأقصى إنها تحمل مشعل ووزير الداخلية الفلسطيني سعيد صيام ويوسف الزهار المسؤول الرفيع بوزارة الداخلية المسؤولية عن سقوط هؤلاء القتلى.وقال البيان إن كتائب شهداء الأقصى تعلن بكل قوة وصراحة حكم الشعب في الوطن والشتات بإعدام رأس الفتنة خالد مشعل وسعيد صيام ويوسف الزهار وانهم سوف ينفذون هذا الحكم حتى يكونوا عبرة. ومشعل يتخذ من دمشق مقرا لها بينما يوجد صيام والزهار في قطاع غزة.وقال مشير المصري النائب البرلماني عن حماس إن كتائب الأقصى بذلك "تصب الزيت على النار" بين الجماعات المتنافسة. وقال إن حماس "لن تأخذها رحمة" إذا استهدف من سماهم "زعماء الانقلاب الداخلي" قادة حماس.ووصف متحدث باسم كتائب شهداء الأقصى في غزة البيان بأنه "رد طبيعي" بعد أن أمر صيام قواته بالنزول إلى الشوارع في غزة يوم الاحد لمواجهة الشرطة المضربين للمطالبة بمرتباتهم المتأخرة. وسرعان ما نشبت معارك بين قوات حماس وفتح المتنافسة واتسع نطاقها.على صعيد آخر، حذر نشطاء فلسطينيون كانوا قد أسروا جنديا إٍسرائيليا في يونيو إسرائيل أمس الاول من محاولة فك أسره بالقوة. وقالت لجان المقاومة الشعبية دون الخوض في تفاصيل إن المحادثات المتوقفة التي تهدف إلى الإفراج عن الجندي شليط استؤنفت. وقال أبو مجاهد المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية "إذا قرر العدو الصهيوني دخول غزة والقيام باجتياح واسع فإن ملف الجندي قد يغلق مرة أخرى". وتابع "إذا دخل العدو غزة وقتل الناس أو حتى لو أباد غزة عن بكرة أبيها فلن يحصلوا على جنديهم الأسير".من جانبها، قالت مصر إنها استطاعت الحصول على موافقة من إسرائيل لتبادل الأسرى لكن نشطاء رفضوا هذه الصفقة.وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط "مصر نجحت في الحصول على موافقة من إسرائيل بالإفراج عن نساء وأطفال وشيوخ ورجال قضوا سنوات طويلة في السجن" مقابل الإفراج عن الجندي.وأضاف أن الصفقة كانت تشمل الإفراج عن عدد يتراوح بين 900 وألف من السجناء الفلسطينيين لكن النشطاء قرروا الإبقاء على الجندي أسيرا.وقال أبو مجاهد الذي كانت جماعته واحدة من ثلاثة فصائل أسرت شليط إن المحادثات مع وسطاء مصريين حول عملية التبادل استؤنفت في الآونة الأخيرة.وتابع "ربما الاتصالات توقفت فترة ولكنها عادت... نحن لدينا مطالب عادلة إن تم تلبية هذه المطالب فان هذه القضية ستحل."واجتمع أمس ممثلون عن عشرة فصائل من منظمة التحرير والكتل الممثلة بالتشريعي لبحث سبل إخراج المجتمع الفلسطيني من الأزمة الراهنة. كما تظاهر عشرات الفلسطينيين برام الله بالضفة الغربية مطالبين بتحريم الاقتتال الداخلي والحفاظ على الوحدة الوطنية. وخرج المتظاهرون تلبية لدعوة المبادرة الوطنية الفلسطينية، وطافوا شوارع المدينة وهم يهتفون مطالبين بإقامة حكومة وحدة وطنية مستنكرين الاعتداءات المسلحة. وأعلن نبيل عمرو -مستشار رئيس السلطة الوطنية- أن محمود عباس يفكر جديا في تشكيل حكومة طوارئ أو تنظيم انتخابات مبكرة. في سياق آخر طالبت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قادة حماس إلى القبول بمطالب رئيس السلطة محمود عباس بتشكيل حكومة إجماع يقبلها كل الفلسطينيين "وتحترم مبادئ اللجنة الرباعية وكل الوثائق الدولية"وأكدت رايس، بمؤتمر صحفي في جدة بالسعودية بعد لقائها وزير الخارجية سعود الفيصل، أن واشنطن تفعل ما بوسعها لدعم عباس الذي قالت إنه ملتزم بالاتفاقات مع إسرائيل وبخارطة الطريق والمبادرة العربية للسلام.