بعد تراجع الاقتصاد اللبناني
بيروت / متابعات :رغم أنه من المبكر تقييم الآثار الاقتصادية الناجمة عن العدوان الإسرائيلي على لبنان، إلا أن القراءة الأولية لدى بعض الخبراء رسمت سيناريو مأساويا ينكمش فيه الاقتصاد اللبناني بنسبة تتراوح ما بين 2% إلى 3% ، فقد أغلقت الشركات اللبنانية أبوابها عشية التصعيد الإٍسرائيلي وتحول الحلم اللبناني بموسم سياحي مميز إلى كابوس خاصة بعد أن حزم السياح أمتعتهم وغادروا لبنان.وكان الاقتصاد اللبناني ينمو بمعدل 6% أو نحو ذلك قبل اندلاع الحرب في 12 يوليو إلا أن القصف الجوي والبري والبحري الإسرائيلي الذي استهدف البنية التحتية جاء ليكبد لبنان خسائر تقدر بمليارات الدولارات.الى ذلك قال الخبير الاقتصادي اللبناني مروان إسكندر في تصريحاته الأخيرة لوكالات الأنباء إن الحرب قد تضطر العديد من الشركات لوقف نشاطها، مما يعني فقد نحو ملياري دولار بالإضافة إلى ضياع دخل يقدر بحوالي 600 مليون دولار على الحكومة ، فيما صرح وزير السياحة اللبناني جو سركيس مؤخرا أن الموسم السياحي قد انتهي، لافتاً إلى أن الخسائر كبيرة جداً. على صعيد متصل حاول حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن يكون أكثر تفاؤلا حين أكد تراجع الضغوط على الليرة اللبنانية، مشيراً إلى أن الأسواق اللبنانية كانت قد فوجئت بالعدوان الإسرائيلي مما جعل رد الفعل الأولي شديدا ، ولفت إلى أن الدولار الأمريكي أصبح متوفرا في السوق المحلي وذلك بعد اختفائه من نوافذ المصارف.وأفاد سلامة بأن الأسواق فوجئت بالعدوان الإسرائيلي إذ سجلت في اليوم الأول رد فعل شديدا، إلا أن الطلب على العملة الأجنبية تراجع اليوم ، لكنه رفض الكشف عن حجم تدخل مصرف لبنان المركزي للحفاظ على العملة الوطنية لافتا إلى أن التحويلات بالعملات الأجنبية كانت أقل مقارنة بالتي سجلت بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري ، مشيرا إلى قدرة الدولة اللبنانية على الوفاء بالتزاماتها في مجال حساباتها الائتمانية بالعملة الأجنبية والليرة وهذا ينطبق على خدمة الدين العام البالغ 39 مليار دولار . وذكر خبراء مصرفيون أن مصرف لبنان المركزي تدخل بطرح نحو 1.8 مليار دولار وعوضت السعودية جزئيا هذا المبلغ بعد أن أعلنت عن إيداع مليار دولار في البنك المركزي اللبناني لتعزيز الاحتياطات الأجنبية.وكان نائب رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين وجيه البزري قد حذر من أن بيروت على أعتاب كارثة صناعية في حال استمرار العدوان الإسرائيلي ، وقدر البزري الخسائر التي لحقت بالمصانع والمعامل بأنها تفوق 100 مليون دولار حتى اللحظة ، مشيراً إلى أنها في ازدياد مع استمرار العدوان. واوضح البزري إلى أن الجمعية قد دشنت إنشاء هيئة تنسيق عليا للطوارئ لمساعدة المؤسسات الخاصة على متابعة أعمالها إضافة إلى استحداث وحدة خاصة في الجمعية لمتابعة شؤون وأوضاع الصناعيين.يذكر أن توقعات وزراة السياحة اللبنانية كانت تأمل أن يزيد عدد زوار لبنان هذه السنة سيصل إلى مليون وستمائة ألف شخص، يضخون حوالي ملياري دولار إلى اقتصاد البلاد. لكن يبدو أن هذه الآمال قد بدأت بالتبخر شيئا فشيئا مع بدء التصعيد الأخير مع إسرائيل ليتحول الحلم إلى سراب . وللتعافي من نتائج الدمار الشامل الذي أصابه يحتاج لبنان مساعدات تقدر بمليارات الدولارات لإعادة إعمار البلد الذي دمرته الهجمات الإسرائيلية.