هل الصداقة لاتزال قائمة بمعناها الحقيقي أم اصبحت شيئاً نادر الوجود ؟وهل تزدهر وتتقوى في عصر الانترنت ، ام انها لاترقى لمستوى الصداقة الذي الفناه بمعناه التقليدي القديم وتنتهي بسرعة مثلما بدأت وكأن شيئاً لم يكن ؟ ان الصداقة تعني الاخاء والدعم والمشاركة في الفرح والهموم وكما يقال : ( رب أخ لك لم تلده أمك ) وهي عاطفة جميلة لايجب ان تزعزعها عواطف الغيرة والحسد والاستغلال التي تدمر الصداقات ، ولذلك احرص على احترام خصوصية صديقاتي وعدم انتقاد اي واحدة منهن واظهار اخطائا خاصة أمام الاخرين لان كل واحد منايخطى ولا ارى مايمنع من تكوين صداقات جديدة تكون بنفس مستوى صداقات الطفولة اذا حرصنا عليها ورعيناها جيداً .. والصداقة مهمة في حياة كل انسان شرط وجود التكافؤلانه يحدد شكل العلاقة بين الطرفين ومدى نجاحها واستمراريتها خاصة اذا كان من نفس المستوى الاجتماعي والثقافي والبيئي ولأن الصداقة تنمومع الانسان وتتطور معه خلال مراحل العمر المختلفة حيث يكون الفرد في بعض مراحل حياته في حاجة للتعرف على اشخاص جدد وتكوين علاقة صداقة معهم .. ورغم تكويني لعلاقات صداقة جديدة في العمل الا انني أحس بالراحة عند لقائي بصديقات الطفولة والمدرسة ، ولذلك لم تنقطع علاقتنا رغم بعدنا عن بعضنا بعضاً ، وسفر كل واحدة منا المستمر .. كما ان الصداقة لاتقوى بين يوم وليلة بل تأتي نتيجة سنوات طويلة من المشاركة في كل مايحدث لنا في الحياة وتتعمق وتستمر نتيجة تراكم خبرات سابقة بين الطرفين . فأنا أثق تماماً ودائماً بالصداقة التي تنشأ معنا منذ الصغر لانها صادقة ونابعة من القلب وخالية من المصالح التي باتت تغلف علاقات هذه الايام ولاتكون عرضة للانهيار سريعاً عند اول خلاف في وجهات النظر فكيف يمكن لشخصين ان تربطهما صداقة بمعناها الحقيقي عبر التعارف واللقاء الذي يتم من فترة بسيطة ونحن نعرف ان اهم قواعد الصداقة هي التآلف الذي يتقوى بالاحتكاك المستمر .. إن الصداقة سلاح ذوحدين احدهما يمثل النجاح اذا احسنا اختيار الاصدقاء ، والاخر يمثل الفشل اذا اسأنا اختيارهم خصوصاً اذا قام احدهم بمحاكاة الاخر في كل مايفعله دون النظر اذا كان مايقوم به الاخر صحيحاً أم لا !!وهنا يأتي دور الأهل في إختيار اصدقاء ابنائهم ويتم ذلك بالتعرف اليهم عن قرب وعدم اعطاء احكام مسبقة تنفر الأبناء من مشورة الأهل .. مما يجعلهم يصابون بالعزلة والانطواء او ياؤون إلى التمرد والخروج عن طاعة الوالدين كنوع من اثبات الذات .. والصداقة لاتتغير بتغير المكان والزمان وبالتأكيد فإن صداقات الطفولة والدراسة تكون اقوى وارسخ غير ان ذلك لايمنع من تكوين صداقات جديدة في مختلف المراحل العمرية ويمكنها ان تستمر بذات العمق اذا احسنا اختيار الصديق .فصديق المصلحة تجده كظلك في الليل وعندما يأتي الصباح يختفي ، اي تجده معك في افراحك يسعى وراء هدف معين من تلك الصداقة وعند الوقوع في المأزق الحرج تجده يختفى كأشعة الشمس عند الغروب .. في حين أن الصديق الوفي بات مفقوداً في زمننا هذا لان الصديق الوفي تستطيع ان تميزه عن غيره من الاصدقاء فهو كالذهب الغالي الذي لايتغير لمعانه مع مرور الزمن .[c1]داليا عدنان الصادق[/c]
كيف تختار صديقاً لك ؟!
أخبار متعلقة