إن لم يكن / المحضار/ هذا هو الفنان الاصيل فمن هو الفنان الاصيل ؟وماهي مواصفاته؟إن وجود / المحضار/ بيننا كشاعر غنائي شعبي ممتاز وكملحن متفرد ترك أثره في محيطنا العام فأصبح الناس ينظرون الى فنه كحاجة ضرورية لهم يتطلبها المجتمع على مختلف مشاربه ومستوياته الثقافية ، ونرى / المحضار/ يقول :أنا كما الطير لي هو دوب شادي ويعيش فوق الشجروبين اغصانها رايح وغادي وإن هزه الشوق فرسل عن نشيدي وفني كل وادي واتخبر العشب عني والبواسق والسمر والقتاد وخاض المحضار تجربة العشق هذا اذا صدقت اشعاره وخرج منها مثخناً بالجراح :أنا خضت بحر العشق واخرجت اصدافه وقاسيت كم غصات منه وكم آفة وغصات بحر العشق سل عنها من خاض ويذكر المحضار في قصائده الغزلية : أنه كان عفاً بريئاً في محبته لايلتمس الجمال لينال منه ويأثم فيه ولكن ليتمتع بالنظر إليه عن كثب ، ولكي يريح نفسه بالحديث العذب مع ربات الفن واللطافة ، يقول : شاقنا لطفك وفنك والكلام الزين منكماعشقتك لجل حسنك والجمال البديع ومع ذلك لم يسلم المحضار من الاشاعات والحكايات والتهم وقالة السؤ ، وفي ذلك يقول :والله لا بأرضى بعرضي يستباح ونانقي انقى من الباحةمامقصدي في الحب شيء غير الصلاح كل ماخرب حاولت اصلاحه وإن كان يرضيك افتضاحي او بيعتي بيع الاضاحي قل لي برأيك بااسمعه بوضوح الحب مثل البحر تلعبه الرياح كل مالها إلاّ هاجت أرياحهياكم وكم من فلك فرفربه لواح بحريته غابوا وملاحه ودخلت نا وخرجت صاحي والموج من كل النواحيمجراي في مجرى سفينة نوحومن آن لاخر يساور المحضار الشاعر الاحاسيس الرقيقة الشوق وتهيجه الذكرى فيعلق خياله بالجمال وباوقات الود والوصال وربما سنح له المنظر البديع الانيق ذو التعطف والحنان والرشاقة واللطف لكن لامجال فيه لمغازلة ولهو ، فيرتاح له ويعجب به ولايدعه حتى يخلده بقصيدة غزلية يبعث فيها التحية الى من أثارت كوامن وجده ولو للحظة عابرة مثال ذلك :ياأنس قلبي كلما شفته قلبي من الاحزان انستهلك في المحبة فن زايد عالفنونوالسحر في عينك تعلمتهولك في كل شيء معنى وقانونياعود غصنك زان من نبتهوكل شيء لاحان له وقتهماشفت شيء يشبهك من بين الغصون ياريتنا خيلك تبكرتهعلى الرغم الحسد ليهم يحسدونوالمحضار حين يخذله الواقع الفني يلجأ الى الاحلام .. احلام اليقظة فيتخيل اموراً يعتقد فيما بعد أنها حقائق في حين انها تخيلات شاعر .. أقرأوا له :من طول ساعات السهنزاد الشجن ياهاجري ماكان ذا المسهونالقلب عاده ماسكن لا له ون العين ماشافت هناء وسكون متى لقانا بايكونعاعين محدث والحصون والجحي ذاك الزين حتى وأن جار الزمن اوجف وادينا واصبح شعبنا مزموناو فرقت نحنا الفتن مازال قلبي فيك متولع وبك محنونماأثرت فيه الشطون ولا الوساوس والظنونلي جات بعد البين اذكرك كلما غيث شنلأن في ذكرك خزى للناس لي يشنونوإن مرطيفك في الوسنوامسى يواسيني وأهل الحب يتواسونهيج غرامي والجنونوتفجرت مني العيونفوق الوجن يخوينذاليه ياظبي اليمن نسيت مرعاك الخصيب والوادي الميمونوسقيتني دنا فدنمن علقم الفرقة وبعت اصداقتي بالدون حاشاك في عهدي تخون اوتنسي الوعد المصونوعد المحبة دينقلبت لي ظهر المجنوامست حياتي بعد هجرك عربدة ومجونوالعظم من بعدك وهنوانت سبب هوني ولولا أنت ما باهون واهملت مالي والبنون امشي تصكصك بي الركون ماادري بنفسي وينفهل اهمل المحضار ماله والبنين؟وهل كان يمشي فتصكصك به الركون؟وهل اضحت حياته كلها عربدة ومجون ؟هنا .. لانجيب على هذه التساؤلات بأن ذلك كان مبالغة منه ولكن الواقع أنه حلم اليقظة ..!! إنها أمور في وعي الشاعر الباطني تبرز للسطح في اشعاره رونقاً وبهاءً.فن الغزل عند المحضار متعدد الاشكال والالوانلقد عالج المحضار فنون الغزل المحتشمة التلقيدية في اسلوب قوي ومشوق واخاذ بكلمات مانوسة على جانب كبير من السماحة والملاحة والاشراق ولاغرو فالمحضار زوج واب وجد ومن أجل ذلك يعطي مكانته الاجتماعية حقها من الاحتراز بلغ به درجة فلم يجار حتى الشاعر باحسن في استجدائه للقبلات وفي التعريض بقوله :واجتمعنا علي ماكان ماشى مفتد لابعده ولاحسابفإذا تغزل المحضار أتى بالكلمات العامة كقوله :لولك عين تنظر وعول الواد لولك عين كم من زين مابينهم ماعاد بعده زينقناصة قصرت بنادقهم وإن كذبوا ماحد يصدقهممن يقدر في حامل أثمانين أو قوله:نظرة وبس ماتكفي لابد من تعارف وانسجامكلمة وبس ماتشفي لابد يتبع الكلمة كلاميابوي كبدي جمره من حب اول نظرة ياريتنا ماحبيت > > >شفته ووافق شفي وبدأنا لقانا بالسلاموبديت سري المخفي كأني اعرفه من قبل عاممن أجل اعرف سره واحكي له اشياء اخرى بها لحد ماحكيت > > >سرحت نحوه طرفي انظر في جماله والقواموسألت مثل الصحفي من سيئون أنت أو من شباملهجتك فيها نبرة تشبه شبام الصفرة صبت الغرض أم زليتصنع جمالك عرفي روماني مولع مستهامواظهر امامك ضعفي كأني عبد عندك او غلام ما للنفوس الحرة عالجب هذا قدره يرمي بها حيث الحيثودي اطرحك في كفي ياخاتم غريب الشكل تامواستلبك عاكتفي ياميرز دقيق الصنع سامتعطي رفيقك شهرة عند المحك والزرة في البيت او خارج البيتكلام كله السحر الحلال فلا ميوعه ولاقلة حياء ولا استهتار وانما كلام عادي يستطيع أن يقوله الانسان دون أن يخجل من القائل او السامع ، وقد اصبح هذا الاحتراز من خصائص شعر المحضار الغزلي .والمحضار في غزلياته عاشق مبرقع بالحياء وعفة اللسان فهو في نظري عاشق محافظ بسبحة ومسواك فهو لايفصح في اشعاره الغزلية عن اسماء معشوقاته ولايتم حديثه عن اتصال مكشوف ولاعن لمس او تقبيل او معابتة او مضاجعة وفي بيت واحد من قصيدة قديمة قالها ايام الصغر ذكرى توسد ذلك الموقع الساخن الناعم بين نحر وساعد عشيقته وحتى ذلك الكلام قاله على استحياء ولم يكرره ابداً في قصائده الغزلية لكن الحياء احياناً يقلب علي المحضار كفة الميزان يجعله يقول كلاماً كان الاولى أن يجعله علي سلان معشوقته مثال ذلك قوله:تعال في عتيم الليل لاوهدت الحافلة ترى الحب مايبغاتها ويل وعنافةووقت اللقاء له حين لافات مايعتاضترفق بحالي من جفاك العنالافهونفسي غدت من شدة البين مختافهوقلبي من الهجران في بقعته ماراضمثل هذا التهيب من وقت الوصال ومن رقابة العذال تقوله المرأة ولايقوله العاشق لأنه كلام شبيه بطبيعة المرأة في الخوف والفزع وسواء قالت المرأة ذلك عن صدق او قالته كنوع من الغنج لاجل تشب النار في قلب الرجل لتجعله اكثر تعلقاً بها وللناء اساليب غريبة في هذه الامور لانظن المحضار يجهلها .**المحضار في غزلياته عاشق مبرقع بالحياء وعفة اللسان**لابد لنا هنا أن نحارب المحضار بسلاحه!!ولم أقرأ قصيدة للمحضار اودع فيها متانة شاعريته وعمق تفكيره وشفافية احاسيسه كالقصيدة التي ساوردها في التذلل لمعشوقته والتذلل عند العشاق من ارقى درجات المغازلة والمراودة في مراحل العشق الاولى .. ولقد اظهر المحضار في هذه القصيدة براعة في محاولة الولوج الى قلب المعشوقة باسلوب شاعري خالف القاعدة المضطردة عند عشاق الغزل الحضارمة .. يقول المحضار :كل امر سهل من دون الوداعكيف انا باودكبعدما قد شاع لك حبي وذاعوالحشاء مستودكبديع جداً .. في هذه القصدة استعمل المحضار الشعر الحميني المفصح على غير عادته في معظم قصائده الغزلية .. ولجأ الى الترنيم في مطلع القصيدة فاعرب جملة ( كل أمر) فجعلها مبتدأ بضمة ظاهرة ومضاف بكسرة ظاهرة ، ثم جعل خبر المبتدأ ( سهل) وبناه على السكون طبقاً للقاعدة الشعبية والترنيم عند الادباء يعني أن تأتي في الشعر الشعبي بجملة او كلمة فصيحة او زن تأتي في الشعر الفصيح بكلمة شعبية وذلك لتعمق المعنى في نفس السامع .ومن أرق واعذب ماقاله المحضار في مقام التذلل قوله :تشاغلنا بذكرك والتهيناوانت لم تزل في سلوتك لاهي ومتعالي ومتكبر علينا ومتفاخر بتاج الحسن متباهي تظن الحب قصة او حكاية
|
ثقافة
نظرات في أشعار غزلية للمحضار
أخبار متعلقة