عادات وتقاليد رمضانية
تتزين المآذن والمساجد في بدء الإعلان عن قدوم شهر رمضان في الكويت، ويلاحظ وجود انتشار الفوانيس في العديد من المناطق والأحياء المختلفة التي تعمل بالطاقة الكهربائية أو بالشموع.وإنّ اجتماع كل أفراد العائلة في منزل كبيرها العائلة سواء كان الجد أو الأب على مائدة الإفطار اليومية هو من العادات المحببة لديهم، حيث تمتد المائدة لتشمل تقديم عدد من الأكلات والأطعمة المختلفة التي يسبقها التمر وشوربة العدس الطبق المفضل في رمضان، علاوة على تناول أطباق الهريس باللحم أو الدجاج وهناك أيضاً الطبق المفضل التشريبة وطبق الجريش القديم، وكبة الجمبري والبرياني باللحم أو الدجاج أو السمك، وطبق المرجوج، وهناك أكلات يتناولها الصائمون بعد الانتهاء من صلاتيّ العشاء والتراويح منها المحلبية والزلابيا واللقيمات والغريبة. وللديوانية طعمها الخاص في الكويت وتستمر طوال العام، ولكن في أيام مخصصة من الأسبوع، لكنها تُمارس مساء كل يوم رمضانيّ بعد صلاتيّ العشاء والتراويح الخاصة والتي يهيئها صاحب الدار قبل حلول الشهر المبارك في مكان خاص من بيته ليجتمع فيها الرجال بعد عودتهم من المسجد، وتخصص تلك الدواوين لتلاوة القرآن الكريم وسماع الدروس الدينية ولمناقشة طائفة من الشؤون الأدبية الثقافية وغيرها، ويتناولون خلالها القهوة العربية والشاي وبعض الحلويات والفواكه ويستمرون في جلستهم حتى وقت السحور. أما لعبة الكَركَيعان فهي من العادات والتقاليد المتوارثة عند أطفال الكويت فهم يحتفلون بها ويمارسونها في ليالي الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر من رمضان. ويستعد الصبيان والبنات لهذه المناسبة بعد العاشر من رمضان ويقومون بإحصاء المنازل التي سيطرقون أبوابها، كما يهيئون أكياساً تخيطها لهم أمهاتهم ويدلونها حول أعناقهم، ويقوم أصحاب الدكاكين بخلط المُكسرات مع النخي والنقل والسبال والبيذان والجوز والتين المُجفف وتُعرف هذه المُكسرات بكَركَيعان، أي الشيء المخلوط والمُتعدد الأصناف. ويحتفل الأطفال عند وقت الغروب بسماع إطلاق مدفع الإفطار والذي يُعرف بالواردة أو بالطُوب، وعندما يسمعون تلك الإطلاقة يبدأ تصفيقهم تعبيراً عن فرحتهم بهذا اليوم المبارك. وبعد تناول الأولاد لفطورهم فإنّهم سُرعان ما يغادرون بيوتهم ويتجمعون في الأحياء والمناطق ويكونون بالاتفاق فيما بينهم مجموعات ويختار لكل مجموعة رئيس، وتطوف تلك المجموعات على منازل الحي حاملين الأكياس والطبول والطاسات وغالباً ما يتنكرون بملابس الغاصة السوداء، أو وضع اللحى أو الشوارب لجلب الانتباه ويردد الأولاد أنشودة خاصة بهم عن البنات كقولهم: سَلّم ولدهم يا الله خَلّه لأمّه يا الله هذا إذا لم يكونوا يعرفون اسم هذا الولد وفي حالة تعريفهم عليه من قبل أهل المنزل يذكرون اسمه أو اسمها قائلين بصوت واحد: سلم - عبد الله - أو فاطمة أما البنات فيُنشدنَّ بصوت واحد: كَركَيعان وكَركَيعان [c1] *** [/c] بيت كَصيِّر برمِيضَـانعادت عليكم صيام [c1] *** [/c] كل سنة وكل عــاميالله سلِّم ولدهم [c1] *** [/c] خلَّـــــه لُمَّـهعسى البكعا ما تخمه [c1] *** [/c] ولا توازي على أُمَـهعطونا الله يعطيكم [c1] *** [/c] بيت مكـة يوديكـميالمكة يا لمعمورة [c1] *** [/c] يام السلاسل والذهب والنورةوعادة ما تقوم ربة البيت أو من ينوب عنها لتقدم لكبير المجموعة من الأولاد أو البنات صحناً مليئاً بالكَركَيعان أو النقود أحيانا الذي يجمعه في كيسه فيفرح به الجميع ويدعون لهم. وكان أبو طبيلة- المسحراتي- قد أعتاد على أيقاظ الصائمين لوقت السحور في ليالي الصيام، وهو يحمل طبلته على كتفيه مخترقاً السكك والحارات يرفع طبلته وينشد مردداً بصوت عالٍ: لا إله إلاّ الله محمد رسول الله وحين يأزف رمضان على الانتهاء يقوم أبو طبيلة بتوديع شهر القرآن مردداً بلحن يشوبه الألم والفراق: الوداع الوداع يا رمضان وعليك السلام شهر الصيام وكما تتشابه صور العيد في دول الخليج العربي، فيتغنى الأطفال في الكويت قبل حلول العيد مرددين بصوت واحد: باجر العيد ونذبح ابكَرة وننادي مسعود جْبِير الخُنْفَرَة. كذلك يرتدي الأطفال في العيد الثياب الجديدة، ثم يحصلون على العيدية من آبائهم وأقاربهم أثناء التزاور فيما بينهم، وتُنصب الدُّوارف والمراجيح التي تحتويهم لقضاء وقت سعيد، ويبتدع الصبيان والبنات الأغاني والأهازيج عند ركوبهم الدريفة. وكان الأولاد يتنقلون في السيارات إلى مناطق متعددة مثل منطقة حولِّي والشامية، أو يذهبون بواسطة العربات التي تجرها الخيول فتجدها تسير بهم وهم يرددون بصوت واحد: عَرَبَانَه أم حصّان تمشي وتُلْقُط رُمّان.