مؤسسات حقوقية فلسطينية تدعو إلى حل مشكلة رواتب الموظفين
فلسطين المحتلة / وكالات :حثت مؤسسات حقوقية فلسطينية الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية على اتخاذ خطوات جريئة وحاسمة لوقف الانزلاق نحو الحرب الأهلية والاقتتال الداخلي، معربة عن عدم رضاها عن حجم الجهد المبذول لوقف التدهور. وعبرت عشر مؤسسات حقوقية عاملة بالضفة الغربية وقطاع غزة في رسالة إلى عباس وهنية عن قلقها لما آلت إليه الأوضاع الداخلية من تصعيد بين أنصار حركتي فتح وحماس, وبين مؤسستي الرئاسة والحكومة جراء تبادل الاتهامات والتصريحات السلبية وحملات التحريض والتهديد باستهداف قادة الحركتين.وأوضحت الرسالة أن التصعيد عقد الأمور، وبات ينذر بانفجار لن يجني منه الفلسطينيون سوى الدمار والألم والدماء، عدا الآثار المدمرة على الحقوق الجماعية للشعب الفلسطيني. وطالبت المؤسسات رئيس السلطة ورئيس الحكومة بالعمل الفاعل والفوري لوقف ظاهرة فوضى السلاح والانفلات الأمني ومنع كافة المظاهر المسلحة، ومنع وسائل الإعلام التابعة للحركتين من الاستمرار في حملات التعبئة ضد بعضهما بعضا, والتحريض من على منابر الفضائيات ووسائل الإعلام المختلفة. كما دعت الرسالة لوقف تبادل الاتهامات بين الرئاسة والحكومة بشأن أزمة الرواتب وتعاون المؤسستين في تسوية الوضع، وتجنب قادة الحركتين الاتهامات.كما دعتهما لتشكيل لجنة حوار من كافة الأطراف لوقف التدهور والتجاوزات، والعمل مجتمعين لحل مشكلة رواتب موظفي الدولة والتي سيؤدي استمرارها إلى مضاعفات غاية في الخطورة. وحملت الرسالة تواقيع مؤسسة "الحق"، مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي، الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن، مؤسسة "الضمير"، مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان، مركز "إنسان"، مركز بديل، مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان، مركز الميزان، والحركة العالمية للدفاع عن الأطفال - فلسطين. على صعيد اخر جدد رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية أمس الجمعة رفض حركة حماس الاعتراف باسرائيل معربا عن استعداده للقبول بهدنة مع الدولة العبرية في مقابل اعلان دولة فلسطينية مستقلة على الاراضي المحتلة عام 1967.وكرر هنية رفض الاعتراف باسرائيل ثلاث مرات امام عشرات الاف من مناصري حماس خلال تظاهرة دعم للحكومة التي يترأسها في غزة.وايد انشاء دولة فلسطينية على الاراضي المحتلة عام 1967 تكون القدس عاصمة لها وذلك في مقابل هدنة مع اسرائيل من دون الاعتراف بها.ورفض هنية املاءات اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط (الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة) التي تشترط على الحكومة الفلسطينية الاعتراف باسرائيل والاقرار بالاتفاقات الموقعة سابقا بينها وبين الفلسطينيين والتخلي عن العنف. واكد ان الحكومة الفلسطينية لن تعترف ابدا بشرعية الاحتلال.وتظاهر عشرات الالاف من انصار حماس الجمعة في غزة دعما للحكومة الفلسطينية التي تتولى حركة المقاومة الاسلامية رئاستها وتواجه ازمة مالية وسياسية غير مسبوقة ومقاطعة من الاسرة الدولية.وهاجم هنية الادارة الاميركية بشدة محملا اياها مسؤولية "الحصار" المالي والاقتصادي المفروض على حكومته وندد بما سماه "محاولات تركيع الشعب الفلسطيني".واكد هنية ان "الحكومة الحالية جاءت بارادة الشعب وتتمتع بشرعيات متعددة الشرعية الشعبية من خلال الانتخابات والشرعية الجهادية" لافتا الى ان الحكومة "ولدت من رحم المقاومة". وخاطب "من يحاولون اسقاط الحكومة" قائلا "لا تتعبوا انفسكم كثيرا".واضاف "لو ان اي حكومة تعرضت لما تتعرض له الحكومة الفلسطينية من حصار واغتيالات وتضييق لسقطت من الشهر الاول او الثاني".ووجه هنية تحية الى فلسطينيي الشتات وفي مخيمات اللجوء وقال "انهم سيعودون يوما الى فلسطين".واصيب هنية بحالة اعياء تسببت في توقفه عن القاء كلمته لمدة ربع ساعة تقريبا. واثناء خطابه بدت اشارات الوهن على هنية (43 عاما) واستعان بحراسه الذين ابعدوه عن المنصة.وبعدما ارتاح لبعض الوقت حيث قام مساعدوه بانعاشه عاد هنية واستأنف القاء كلمته وسط حشود من مناصري حماس الذين صفقوا له طويلا.ورفع المتظاهرون اعلام حماس وتجمعوا في الملعب الرياضي الرئيسي في غزة بعد صلاة الجمعة..وياتي تنظيم هذا المهرجان في الوقت الذي وصلت فيه المحادثات بين حركتي حماس وفتح بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتشكيل حكومة وحدة وطنية وانهاء الازمة السياسية والمالية التي تشهدها الاراضي الفلسطينية الى طريق مسدود.وترجم التوتر في الايام الاخيرة بصدامات عنيفة بين انصار الحركتين اوقعت نحو 10 قتلى.في غضون ذلك وقعت الحكومة الفلسطينية التي تقودها حركة حماس اتفاقية مع شركة اسرائيلية لتوريد مشتقات البترول الى الاراضي الفلسطينية ترى فيها وزارة المالية نموذجا لعلاقة اقتصادية ممكنة مع اسرائيل.فقد اعلن القائم باعمال وزير المالية الفلسطيني سمير ابو عيشة توقيع الاتفاقية مع شركة باز الاسرائيلية مشيرا الى ان التوصل الى توقيعها استغرق نحو خمسة اشهر.وردا على سؤال عما اذا كانت الحكومة الفلسطينية ترى التوصل الى هذه الاتفاقية نموذجا للعلاقة مع الحكومة الاسرائيلية التي لا تعترف بها قال "موقف الحكومة كان واضحا جدا باننا على استعداد للقاء اي مسؤول اسرائيلي في مجال عملنا".واشار ابو عيشة الى ان السلطات الاسرائيلية وافقت على تزويد البترول مباشرة الى قطاع غزة عبر الحدود في حال توقفت الشركة الموردة عن توريد البترول وقال "وهذا مؤشر جيد على امكانية اقامة مثل هذه العلاقة".وقال ابو عيشة " خضنا المفاوضات مع ثلاث شركات اسرائيلية ومن ضمنها الشركة الاسرائيلية السابقة وتمكنا من تحسين شروط التوريد السابقة وخفضنا ارباح الشركة الجديدة التي ستبدأ العمل بداية العام المقبل".وتضمنت الاتفاقية الجديدة امكانية قيام الحكومة الفلسطينية باستيراد البترول الخام واعادة توريده في محطات الشركة الاسرائيلية الامر الذي سيوفر الكثير من التكلفة على خزينة السلطة الفلسطينية حسب ابو عيشة.