كثير من الدول العربية والأجنبية أولت جل اهتمامها بالجانب البيئي وكرست العديد من الدراسات والأبحاث في هذا الجانب للخروج من أزمة كبيرة اسمها (التلوث البيئي) حيث أنشأت هذه الدول العديد من الهيئات والجمعيات بمختلف أطيافها وسهمت بشكل فعال من خلال دعمها مادياً ومعنوياً وربطها مؤسسياً بالمنظمات الإقليمية والدولية للاستفادة من الخبرات والحصول على برامج جديدة متطورة والعمل معاً من أجل الحفاظ على البيئة ومواجهة مخاطر التغيرات المناخية.كما وضعت - هذه الدول- إستراتيجية تقوم على أسس علمية ورؤية مستقبلية لمعالجة مشكلة التدهور البيئي والانكسارات المتتالية للغلاف الجوي وعناصره آخذة بعين الاعتبار ضرورة تنمية الوعي البيئي لدى الإنسان والعمل على ترسيخ التعاون البروتوكولي والدبلوماسي مع الهيئات الدولية التي تعنى بهذا المجال بالإضافة إلى تضافر الجهود الوطنية للتصدي لمشكلة التلوث.أكدت الأرقام والأبحاث ان هناك تخلخلاً في ميزان العناصر الطبيعية في الهواء نتيجة تزايد ملحوظ لعناصر تضر بالصحة العامة وأصبحت في الآونة الأخيرة - هذه العناصر- تدخل ضمن الدورة الحياتية اليومية للإنسان وتسبب العديد من الأمراض والتغيرات الفسيولوجية وذلك بحسب الدراسات التي أجريت في كثير من الدول المتقدمة والتي أثبتت ان المعادن الثقيلة توجد في الهواء وغبار الجو بتركيزات عالية وهي ذات سمية كبيرة والمنجنيز هو احد هذه المعادن الثقيلة ويتواجد في الهواء من خلال عوادم السيارات حيث يتم إضافة المنجنيز إلى البنزين ووقود السيارات لمنع الفرقعات ويستنشقه الإنسان مع عوادم السيارات وينتشر كذلك في مخلفات الصناعة حيث يستخدم في إنتاج البطاريات الجافة ويستعمل في تبيض المنسوجات والصباغة ودبغ الجلود وفي صناعة الأسمدة وغيرها من الصناعات الأخرى.وأخر دراسة أجريت من قبل مجموعة من العلماء في جامعة ولاية ميتشجان الأمريكية أكدت ان تلوث الهواء بالمنجنيز يسبب نقصاً شديداً في الحيوانات المنوية للرجل وضعف الخصوبة ما يؤثر على القدرة الإنجابية وان 9 ملايين شخص في (الولايات المتحدة الأمريكية) وقد تعرضوا للإصابة بضعف الخصوبة ونقص في عدد الحيوانات المنوية واضطرابات عصبية ونفسية وعضوية كالهلوسة واضطرابات في السلوك والحركة وضعف في العضلات هذا بالإضافة إلى التهابات الرئة والقصبات الهوائية والجهاز التنفسي وكل أعراض التسمم بالمنجنيز اما عربياً ففي (جمهورية مصر العربية) يعاني أكثر من 3 ملايين رجل من العقم ونقص الخصوبة والضعف الجنسي طبقاً للإحصاءات لتي أعلنت عنها جمعية المسالك البولية الأمريكية.وقد صدر مؤخراً برنامج الأمم المتحدة للبيئة لعام 2009م تحت شعار (كوكبنا يستغيث بنا) فلماذا لم تكن هناك استجابة من قبل الجهات المعنية في الدولة لهذا البرنامج تزامناً مع اليوم العالمي للبيئة؟!او ما الذي قدمته الجهات المسؤولة في هذا الجانب المهم والحساس من دراسات وبرامج وإرشادات تواجه بها طوفان التلوث المحدق بنا من كل جانب؟!لقد كان من الضروري المشاركة الفعالة من جميع المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والشركات الصناعية الكبرى التي تحرص على الارتقاء بالبيئة إضافة الى الجمعيات الأهلية العاملة في مجال البيئة للاهتمام بقضايا البيئة والمساهمة بفاعلية في تحقيق منظومة الإصحاح البيئي.وعند النظر الى الحالة البيئية اليمنية نجد أنها بحاجة الى مراجعة وتقييم وتأمل ونتيجة لزيادة الطلب على الموارد الطبيعية أصبح البعد البيئي يعتبر ركيزة أساسية لعملية التنمية المستدامة بجانب البعدين الاقتصادي والاجتماعي.لذا فالحفاظ على البيئة مسؤولية كبيرة تتطلب جهود جميع الجهات الحكومية وغير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص فالكل شريك في تحمل هذه المسئولية للحفاظ على البيئة والارتقاء بها وهذا يكون من خلال:-رؤية شاملة وسياسات واضحة وبرامج محددة لتحسين الوضع البيئي والحفاظ على استدامة مواردنا الطبيعية.وضع خطط وبرامج الغرض منها تحسين نوعية الهواء مثلاً (إقامة مشاريع) لمكافحة التلوث الصناعي.الحد من عوادم التلوث كالعمل على التخلص من السيارات القديمة لمالها من اثر سلبي والتوسع في استخدامات الغاز الطبيعي(كبديل عن الوقود) بوسائل النقل الداخلي والعام والعمل كذلك على نقل المصانع والمعامل - ان وجدت- من المناطق المأهولة بالسكان إلى مناطق مفتوحة.الإدارة المتكاملة لمخلفات البلدية والتوسع في المشروعات الاقتصادية وتدوير المخلفات الزراعية.الاهتمام بالتشجير في المدن وزيادة عدد المسطحات الخضراء.إقامة المؤتمرات والمهرجانات وتوزيع الكتيبات الإرشادية للمواطنين لتوعيتهم بمدى أهمية الحفاظ على بيئة صحيحة وسليمة وكيفية التخلص من جميع مصادر تلوث الهواء.الاستخدام الرشيد للموارد الطبيعية المختلفة والحيلولة دون الممارسات والأنشطة التي يمكن ان تؤدي إلى إهدار هذه الموارد لكونها تشكل مخزوناً أساسيا لعمليات التنمية.التخفيف من الانبعاثات بما ينسجم والسياسات التنموية الوطنية لمجابهة تغير المناخ من خلال تحسين كفاءة استخدام الطاقة في العمليات الصناعية وترشيد استهلاك الطاقة المنتجة من الوقود البترولي للحد من انبعاث غازات الاحتباس الحراري.فالتغيرات المناخية تعد قضية مهمة ورئيسية تشغل الجميع فالتأثيرات المتعاظمة والناتجة عن ارتفاع متوسط درجة حرارة الأرض وما يتتبعه من أثار خطيرة مثل ارتفاع مستوى سطع البحر وتذبذب أحزمة الأمطار وتأثر الإنتاج الزراعي والموارد المائية وزيادة الجفاف وانتشار الأمراض تهدد على المدى القريب والبعيد مستقبل ومصير سكان العالم اجمع فلابد ان تكون هناك عدة خطوات من شانها الاستفادة من التعاون الدولي في هذا المجال لتجنب الآثار السلبية لتغير المناخ وذلك باتخاذ إجراءات تكيف وتأقلم لمجابهة المخاطر المحتملة وإدماج إجراءات التكيف في صميم السياسات والخطط الوطنية.
|
ابوواب
الحفاظ على البيئة واجب وطني
أخبار متعلقة