أوروبا في حيرة من هذا النمط الجديد من التصويت
تالين - استونيا / متابعات :أصبحت استونيا أمس أول دولة في العالم تنظم انتخابات تشريعية عبر الانترنت حيث سمحت للناخبين بإرسال بطاقات اقتراعهم الكترونيا، حيث ستتيح الجمهورية السوفييتية السابقة لمواطنيها الإدلاء بأصواتهم عبر أجهزة الكومبيوتر في منازلهم وأماكن عملهم ولن يضطر الناخبون هذه السنة إلى مواجهة الثلج والبرد للوصول إلى مكاتب الاقتراع في هذه الدولة المطلة على بحر البلطيق المعروفة بتقدمها التكنولوجي وبتصدرها الدول الأقل فسادا في أوروبا الوسطى والشرقية.وقالت(اولي ماديز) العضو في اللجنة الانتخابية الوطنية "إنها أول مرة في العالم تجري فيها عملية اقتراع بواسطة الانترنت في انتخابات تشريعية وطنية".وحسب ماذكره "موقع ميدل ايست أونلاين الإخباري" فإنه سيتاح للناخبين الاستونيين وعددهم حوالي 940 ألفا إرسال بطاقات الاقتراع الالكترونية في مهلة تمتد إلى الأربعاء، على أن يتمكن الناخبون الذين لا يدلون بأصواتهم عبر الانترنت من التصويت بالطرق التقليدية الأحد. ويجيز القانون للناخبين في حال تغيير رأيهم تعديل أسماء المرشحين الذين يختارونهم على بطاقات الاقتراع الالكترونية بالإدلاء ببطاقة اقتراع مصححة يوم الانتخابات التقليدية، وذلك استجابة لمخاوف البعض من التعرض لضغوط في حال التصويت عبر الانترنت سواء من منازلهم أو من أماكن عملهم.وقالت ماديز انه "من المفترض أن تردع هذه الإمكانية المتاحة لتغيير التصويت الالكتروني كل من قد يسعى للتأثير على الناخبين عبر الانترنت". غير أن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي تشرف على حسن سير الانتخابات في البلدان الأوروبية تشعر بالحيرة حيال سبل مراقبة هذا النمط الجديد من التصويت.واقر مسؤول في المنظمة طلب عدم كشف اسمه "إنها حقا أول تجربة نخوضها لانتخابات عبر الانترنت".وقال "سنتابع عملية التصويت عبر الانترنت لكنه لن يكون في وسعنا الدخول إلى نظام التصويت الالكتروني بحد ذاته". وتابع "علينا أن نحدد ما إذا كانت إجراءات الشفافية كافية لضمان الحياد، تراودنا تساؤلات أيضا حول أمان عملية الاقتراع الالكترونية. لا نريد الدخول إلى النظام لان هذا يتطلب كفاءات فنية خاصة جدا". وشدد على أن " التصويت الالكتروني يستوجب ثقة في الدولة مثل أي وسيلة أخرى".واعتبر ايفار تالو الذي يدير منظمة "اي غوفرنانس اكاديمي" غير الحكومية الاستونية المعنية بنشر المعلوماتية انه ليس هناك ما يدعو الاستونيين إلى الارتياب من التصويت عبر الانترنت. وقال "إن الاستونيين يثقون بمعاملاتهم المالية عبر الانترنت ويرسلون كشوفاتهم الضريبية عبر الانترنت ويجرون تحويلات مالية عبر مصارف الكترونية، فلماذا يرتابون من الإدلاء بأصواتهم عبر الانترنت؟". وسيكون في وسع الناخبين الإدلاء بأصواتهم عبر أجهزة الكمبيوتر الشخصية أو أجهزة أماكن عملهم باستخدام بطاقة هوية الكترونية موزعة على جميع المواطنين الاستونيين تقريبا. وينبغي على الناخب إدخال البطاقة في جهاز قراءة الكتروني يمكن التزود به لقاء 6 يورو، ثم تدوين خياره في بطاقة التصويت الالكترونية وتأكيده بتوقيعه الالكتروني.واعتمدت طريقة التصويت عبر الانترنت في الانتخابات المحلية التي جرت في استونيا عام 2005 واستخدمها آنذاك نحو 2% من الناخبين. ويلجأ حاليا 82% من الاستونيين إلى الانترنت لإرسال كشوفاتهم الضريبية غير أن تالو أبدت تحفظات بشأن إمكانية التوصل سريعا إلى نسبة مماثلة في الانتخابات. وقالت "إننا لا ننظم عملية انتخابية كل سنة والمشاركة ليست إلزامية".