عمران / سبأ / تقرير عسكر الصيدي :تتميز مدينة شهارة بطبيعة خلابة ومناخ معتدل ومورث حضاري غني بتراثه وعاداته وتقاليده استطاع أن يجعلها في مصاف المدن السياحية اليمنية الممتعة بمقومات الجذب السياحي حيث يقصدها خلال العام الواحد أكثر من 18 ألف سائح وسائحة محليين ومن جنسيات عالمية وعربية مختلفة.تقع مدينة شهارة على بعد 140 كيلو متر إلى الشمال الغربي من العاصمة صنعاء و/90/ كيلو متراً إلى الشمال من مدينة عمران عاصمة المحافظة، ويتسنى للزائر الوصول الى المدينة عبر طريق يمر بمدينة حوث.وشهدت المدينة العديد من المشاريع الخدمية التي أنجزت خلال الفترة القليلة الماضية كسنترال للاتصالات بسعة/3000/ خط هاتفي ومولد كهربائي بقوة كهربائية 2 ميجا وات وعدد من المراكز والوحدات الصحية والمدارس الأساسية والثانوية العلمية والأدبية.كما تم إنشاء مشروع مياه مقدم هدية من الحكومة اليابانية الصديقة لتغذية المدينة مكون من ثلاثة آبار تم حفرها في أسفل الجبل وتضخ المياه عبر عدد من وحدات الضخ والأنابيب إلى قمة الجبل بطول يصل إلى 12 كيلو متر إضافة الى إقرار تنفيذ طريق العشة القابعي شهارة بطول /30/ كم بتكلفة تفوق المليار ريال، وطريق عمران الصرارة السودة شهارة الأهنوم بطول /103/ كم وبتكلفة تبلغ نحو/19/مليون دولار.الأخ/طه عبدالله هاجر محافظ محافظة عمران ما انفك يؤكد من جهته بأن قيادة المحافظة وسلطتها المحلية تولي جميع المناطق والمدن القديمة والتاريخية الاهتمام البالغ من حيث توفير جميع المقومات الخدماتية وفقا للأولويات وبحسب الإمكانيات المتاحة والمتوفرة والتي تتضمن جميع الخطط والبرامج للسلطتين المحلية والتنفيذية تنفيذ وتمويل العديد من المشاريع التي تعكس بطبيعتها تنمية وتأهيل هذه المدن،حيث يتم تنفيذ مشاريع الطرق والمياه والكهرباء ورصف عدد من الطرق الفرعية في مدينة شهارة بما يعكس الاهتمام والحفاظ على المعالم التي تجسد قدرة وعظمة الإنسان اليمني في قديم العصور.. مشيرا إلى أن المحافظة ستعمل على توسيع القدرة لاستيعاب مجمل المتطلبات الخدمية والإنمائية والأساسية لجميع هذه المدن وبخاصة مدينة شهارة التاريخية بحيث تصبح مؤهلة لضمها إلى قائمة التراث العالمي من خلال الاتصال والتواصل مع منظمة اليونسكو للثقافة والعلوم والتربية.وتعتبر مدينة شهارة من ناحية التركيب الطبيعي عبارة عن سلسلة جبلية تعرف بسلسلة جبال الأهنوم نسبة إلى قبائل الأهنوم التي تسكنها، وتتضمن هذه السلسلة جبل «شهارة الفيش» وجبل « شهارة الأمير» الذي يبلغ ارتفاع الواحد منهما حوالي /3000/ متر عن مستوى سطح البحر ، كما تتضمن جبل سيران الغربي والشرقي وجبل ذري ، وجبل المدان، وجبال القفلة وعيشان ثم جبال ظليمة وبني سوط وهي بالجنوب من السلسلة، ثم جبال الجميمة وبني جديلة ، يحد هذه السلسلة الجبلية من الشمال وادي الفقم النازل من العشية إلى مور ، وجنوباً وغرباً وادي مور النازل من أخرف والبطنة ، و شرقاً سهل العصيمات وعذر ، وقد قسمت شهارة إدارياً إلى مديريتين ( مديرية شهارة ، ومديرية المدان ) وتتربع المدينة على قمة رأس جبل شهارة معانقة بقصورها الشاهقة الغيوم. ولشهارة طرق محكمة بين الجبال لكل منها باب منها باب النصر وباب النحر وباب السرو وعلى كل باب هناك حراس يقومون على حمايته ومن أشهر معالمها : - جسر شهارة - حصن الناصر - أبواب المدينة وسورها وطرقها - جامع الإمام القاسم ،بالإضافة إلى العديد من المساجد القديمة والمآذن وتتميز بجوها المعتدل على مدار العام باستثناء فصل الشتاء البارد نسبيا. ويعتمد سكان المدينة بدرجة أساسية على الزراعة إلى جانب النشاط السياحي بما تمتلكه من مقومات جذب سياحي كبير في ارتياد السياح والزوار لها بغرض التمتع بمنظر المدينة القديمة التي تتربع على ضفاف سفح الجبل وتطل على عدد من الوديان والقيعان الواسعة في عدد من المديريات المحيطة بالجبل.واعتاد السياح والزوار للمدينة على زيارة أهم معالم المدينة والمتمثل بجسر شهارة الذي تمتاز به المدينة والذي قام ببنائه وتصميم تركيبته الفنية والهندسية والمعمارية /الأسطى/ صالح الذي عرفه الناس بهذا الاسم في العام 1905م وقد اقيم الجسر على أخدود شديد الانحدار ليربط بين جبلين شاهقين هما جبل شهارة الفيش وجبل شهارة الأمير ويبلغ طول الجسر /20/ متراً وعرض /3/ أمتار ويقع الجسر على هوة أخدود عميق يصل عمقها إلى أكثر من/300/متر،وقد كانت الطريق بين الجبلين تستنزف كثيراً من الوقت والإرهاق والجهد والتعب والذي كان الأهالي يلجأون إلى النزول حتى أسفل الأخدود الفاصل بين الجبلين ثم الصعود إلى الجبل التالي، كما كان يستحيل نقل الماشية والبضائع الاستهلاكية بين الجبلين لصعوبة انحدار الأخدود وجاء الجسر ليمد سرات الحياة والتعايش بين أهالي الجبلين بكل يسر وسهولة وقرب.وتشير المعلومات المحلية إلى أن بناء الجسر استغرق نحو ثلاث سنوات تقريبا وأن تكلفته بلغت حوالي مائة ألف ريال ذهب (ريال فرانسي )العملة المتداولة آنذاك وهو مبلغ هائل في حينه ويعتبر الجسر تحفة معمارية رائعة وعملا هندسيا عظيما، حيث يمتاز بطابع معماري فريد ونوعي على مستوى الجزيرة العربية من حيث الدقة والتكوين والبناء والإنشاء الملائم والطبيعة الجبلية والصخرية الشديدتين ولهذا توالى السياح الأجانب والمحليين والعرب لزيارة هذا المكان والمعلم الحضاري والتاريخي الذي يعد روعة وآية في الجمال الفني والأعجاز العلمي القديم.كما يوجد بمدينة شهارة مقومات جذابة أبرزها سور المدينة الذي له عدة أبواب وتحصينات دفاعية ومنافذ رئيسة من مختلف الجهات وتقع الأبواب الرئيسة تحت مسميات باب النصر وباب النحر وباب السرو وباب الصلال شهارة الفيش وباب حرم وباب السويد وباب بيت لقمان والذي جعل لكل باب من هذه الأبواب مصراعين من الخشب السميك للفتح في الصباح الباكر والغلق في المساء فإذا ما غلقت المدينة فلا يستطيع أحد الدخول إليها أو الخروج منها، وبحسب المراجع التاريخية فان هذه المعالم أقيمت قبل القرن الرابع عشر الميلادي.وتتمتع شهارة بالعديد من القصور والجوامع الكبيرة والمساجد والمآذن والحصون والقلاع التاريخية والضخمة،إلى جانب المخطوطات القديمة.وتقدم للسياح والزوار العديد من الهدايا القديمة والتذكارية المصنوعة محليا ويوجد بالمدينة منازل جميلة تمتاز بالفن المعماري الرائع تم تأجيرها للنزلاء كما تتوفر معظم الخدمات والأكلات الشعبية مثل، العصيد السلتة ـ بنت الصحن ـ الفتة بالعسل والسمن واللحوم البلدية بأنواعها.
|
ثقافة
شهارة المدينة تفرد ذراعيها للزائرين وعشق جوها المعتدل
أخبار متعلقة