الطيور المهاجرة في طريقها إلى شبكة الصياد اليمني
أمل حزام مذحجيمنظر يعجز العقل واللسان على التعبير عنه و الشمس قد بدأت ترسل أشعتها الذهبية على خطوط باب المندب حيث تجتمع فيها الطيور المهاجرة ملتقية بحر الأحمر والبحر العربي في مكان واحد.تتلاطم الأمواج ببعضها البعض مستقبلة الطيور المهاجرة من كل أنحاء العالم لتأخذ في هذه المنطقة قسطاً من الراحة عبوراً إلى قارات أخرى لترى أحدى محميات اليمن المستقبلية قد بدأت الإعلان عن نفسها أمام العالم.وفي لقاء خاص لـ (14 أكتوبر) التقينا في هذا المكان الرائع..بالأخ سعيد الحجازي طالب سنة رابعة بجامعة الأندلس كلية التربية دراسات إسلامية بصنعاء.* من أنت وماذا تعمل في هذا الوقت؟ـ أنا صياد للطيور الجارحة وهذا هو موسم الصقور لهذا أنا هنا مع عدد آخر من الصيادين ننتظر توقف هذه الرياح والتي تبعد الطيور ولا نستطيع اصطيادها.[c1]* متى يبدأ موسم الصقور؟[/c]- يبدأ موسم الصقور في شهر أكتوبر وأواخر نوفمبر وفيها تأتي أفضل الصقور إلى السواحل اليمنية وخاصة باب المندب منها(الشاهين) (البحري والحر)والذي يباع في دول الخليج بسعر كبير.[c1]* لماذا يباع في الخليج بالذات؟[/c]- نعم يباع في الخليج لأن الأمراء من دول الخليج هم الذين يشترون الطيور و الطيور هذه أصبحت جزءاً من ثراتهم وحضارتهم القديمة والتي يفتخر بها كل خليجي حيث أصبحت هذه الطيور ذات قيمة وجزءاً كبيراً من العادات ففي السعودية مثلاً كثير من القرى يعتمدون في معيشتهم على اصطياد الطيور الجارحة وتعيش عليه وتصبح إرثاً اسرياً لا يستطيعون العيش من دونه وأصبحوا يمجدون هذه الطيور للاحتفاظ بثراتهم ولا يهمهم الثمن.[c1]* وماذا عنكم أنتم الصيادين ما السبب في اختيارك هذه المهنة؟[/c]- بالحقيقة نحن الصيادين الأغلبية مننا أصبح الصيد عادة لا يمكن تركها فإذا جاء موسم الصيد نجتمع نحن الصيادين هنا حتى إذا كنا خاسرين فنأتي ونخسر من أموالنا ولكن نستطيع الجلوس في المدن والقرى وبمراقبة الطيور واصطيادها أصبحت في عروقنا مثل الدم تجري وتنشط دورتنا وغير ذلك المتعة في انتظار الطيور وكل رحلة نأتي إليها نجتمع ليلياً حول الشاطئ لنتبادل الأشعار والنثر والادب والقصص بين صيادي الصقور نتغزل بالطيور الجارحة وعن مصاعبنا وفرحتنا برؤيته وقد أصبح هذا الطائر العظيم يشكل جزءاً من حياتنا.[c1]* كيف يتم اصطياد الطيور؟[/c]- عندما نرى صقر يحوم في الساعة الرابعة فجراً نركب الشباك على الحمام ثم نرحل إلى الساحل ونحيط الساحل بالنواظير وتبدأ المطاردة ونقوم حينها برمي الحمامة.فينزل الصقر ليقبض على فريسته بمخالبه الجارحة ونقبض عليه وتسقط دائماً الطيور الغير ناضجة.أما الصقور الكبيرة لا يمكن اصطيادها بسهولة فهي ذكية وتعرف أن هذا فخ.ولذا حين نرى صقراً ناضجاً نرمي شبك فيه صقر صغير وقطعة لحم على مسافة ويرى الصقر القرناص اللحم في رجل الصقر الصغير ويصاب بالغيرة كيف استطاع الصقر الصغير الحصول على اللحمة فيأتي لأخذها منه ويقع فريسة ذلك.[c1]* فماذا تغذو الطيور حين تقبضون عليها وكيف تحافظون على سلامتها؟[/c]- بالحقيقة يجب على الصياد حين يصطاد الطيور الجارحة ألا يفقد ريشة من ريشها وإلا يجرحها فإذا جرحت فقدت الثمن وتغذيتها بأفضل اللحوم وهي الحمام ويباع الصقر الجيد بعشرة آلاف ريال سعودي بـ (500ألف ريال يمني).[c1]* أرى صيادين من مختلف المحافظات كيف يتم الاتفاق بينكم على اصطياد الطيور دون منازعات؟[/c]- بالحقيقة كانت هناك منازعات حول هذه المسألة إلى أن وصلنا إلى حلول مناسبة للجميع بتقسيم العمل في فترة العيد بين عدد من القبائل ويكون متنقلاً بالتساوي لوقف النزاع والفتنة والبعد عن المشاكل باتفاقية مكتوبة بين شيوخ القبائل تم التوقيع عليها.وتنفد دون أي حوار.[c1]* هل هذا هو طموحك كطالب جامعي؟وماذا إذا خيرت بين الالتحاق بالوظيفة والصيد ماذا تختار؟[/c]- نعم بالرغم من حبي للاصطياد لهذه المهنة فإني اختار الدراسة إذا وجدت الإمكانية لأن هذه المهنة عيش ولو وجد البديل لاخترت الأفضل لي فأنا أحب العلم والمعرفة الطبيعية معاً.