
إن قرار النقابة بإنهاء الإضراب لم يكن مجرد إجراء نقابي اعتيادي، بل هو موقف وطني بامتياز، يعكس إدراك المعلمين لحساسية المرحلة الراهنة التي يعيشها الوطن، وحرصهم على ألا يكون الطلاب هم الضحية الأولى لأي تعثر أو خلاف. ويستحق المعلمون كل التقدير والثناء على هذه الروح الوطنية التي قدمت مصلحة الطالب فوق كل اعتبار.
ومع عودة الدراسة، تتجدد الآمال في أن يكون العام الدراسي الجديد نقطة انطلاق نحو تحسين التعليم، ليس فقط من حيث انتظام العملية التعليمية، بل من حيث جودة المخرجات وتطوير المناهج وتوفير بيئة تعليمية عادلة تحفظ حقوق الطلاب والمعلمين على حد سواء.
إن مسؤولية التعليم لا تقع على عاتق الدولة أو المعلم فقط، بل هي قضية مجتمعية شاملة. ومن هنا تأتي الدعوة الصادقة إلى كافة شرائح المجتمع - من مؤسسات أهلية، ومنظمات مجتمع مدني، ورجال أعمال، وأولياء أمور - للإسهام في دعم استمرار فتح المدارس، سواء عبر المبادرات التطوعية، أو توفير الاحتياجات الأساسية، أو بالمساندة المعنوية للمعلمين الذين يمثلون العمود الفقري لأي نهضة تعليمية.
فالتعليم هو حجر الزاوية لبناء مستقبل اليمن، وغياب المدارس أو توقفها يعني ضياع جيل بأكمله. لذلك، فإن إعادة فتح المدارس في عدن تشكل بارقة أمل ورسالة إيجابية بأن هناك من لا يزال يؤمن بأن بناء الإنسان هو أسمى غاية، وأن الاستثمار الحقيقي يبدأ من عقل الطالب وفكر المعلم.
ختامًا، نرفع أسمى عبارات الشكر والتقدير إلى نقابة المعلمين، وكل من أسهم في عودة العملية التعليمية، ونجدد الدعوة إلى تحقيق العدالة للطلاب والطالبات من خلال توفير حقهم في التعليم، وللمعلمين عبر صون مكانتهم وضمان حقوقهم المادية والمعنوية. إن هذا التكاتف هو الطريق الوحيد لبناء جيل جديد قادر على حمل مشعل المستقبل.