سألني الأستاذ مخشف عن الثلاثة الذين اشتكيتهم إلى الله فقلت له كتبت أسماءهم ووضعت الورقة عند أخي الأصغر رشدي وأمنته بأن لا يبوح بهم إلا بعد رحيلي، فقط أبوح اليوم لكم أعزائي القراء بان هذه آخر مقالة أكتبها أشكو فيها وجع قلبي وتآكل وتأكسد جسدي.. إن استطعت سأكتب فقط عن عدن التي فيها ولدت وبها سأقبر بإذن الله.. لأنني أؤمن بأن الشكوى لغير الله مذلة.. وأنا لا أخاف الموت بل أخاف من الحياة التي تذل الأعزاء ويكفي ما أذلتني الحياة وجعلت القريب بعيداً عني..فأنا أعرف أن أيامي اقتربت ساعتها وبدأت عقارب الرحيل تدق.. لأن الألم اشتد والنكران اتسع.. والموت حق علينا..
ويكفي أن العقود الستة التي عشتها عرفتني بالناس وجعلتني أفرزهم واشتكي لله من بعضهم..والله يسامحهم..وأعترف قبل الرحيل من أجمل وأنبل الأصدقاء أو أقول إنهم إخواني الذين لم تلدهم أمي هم كثيرون أيضاً وفي مقدمتهم محمود غلام ومحمد علي سعد والمخشف وعباس غالب هذا غير الذين سبقوني في الرحيل.. أشكر كل من بقي في الحياة وادعو الله له بالعمر المديد..وادعو بالمغفرة لمن تركوني انقرض شيئاً فشيئاً.
تأملات:
"ليس كل ما يلمع ذهباً".