بعد يوم من نشر موضوعي قبل الأخير والذي حمل عنوان "شكراً أستاذي أبو عمرو.. لقد أعدتني لمصر" اتصل بي أبي الروحي وأستاذي المخضرم محمد عبدالله مخشف، معاتباً ومتسائلاً بمن استجدي ليقدم لي المساعدة لأعود للعلاج في أرض الكنانة مصر..تركته يعاتب ويبوح بما في نفسه كما كان بوحي في مقالي.. بعد دقائق قليلة رددت عليه:" أستاذي المخشف أنا لا أستجدي أحداً بل أستجدي الله الواحد القهار ولكني فقط أردت أن أقول بأن هناك ثلاثة اشتكيتهم لله.. لان كل واحد منهم بإمكانه مساعدتي وبإمكانه إدخال رسالة إلى الأب الحنون الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية حامل القلب والعقل والحكمة..وعرفت إن كثيرين تحصلوا على مساعدة الرئيس هادي بأضعاف ما أطلبه أنا، فقط وجدوا من أدخل إليه رسائلهم.." هذا ما رددت به على الأستاذ المخشف..وقلت له كذلك أنا اليوم لا أريد مساعدة أحد لأنني أعلم أن عمري الافتراضي اقترب من الرحيل عن الدنيا والحمد لله على كل حال.. وما بقي لي من العمر إذا شاء الله سأكرسه لابن أخي الصغير علي رشدي الذي لم يشعرني يوماً أنني أحتاج لأحد..
سألني الأستاذ مخشف عن الثلاثة الذين اشتكيتهم إلى الله فقلت له كتبت أسماءهم ووضعت الورقة عند أخي الأصغر رشدي وأمنته بأن لا يبوح بهم إلا بعد رحيلي، فقط أبوح اليوم لكم أعزائي القراء بان هذه آخر مقالة أكتبها أشكو فيها وجع قلبي وتآكل وتأكسد جسدي.. إن استطعت سأكتب فقط عن عدن التي فيها ولدت وبها سأقبر بإذن الله.. لأنني أؤمن بأن الشكوى لغير الله مذلة.. وأنا لا أخاف الموت بل أخاف من الحياة التي تذل الأعزاء ويكفي ما أذلتني الحياة وجعلت القريب بعيداً عني..فأنا أعرف أن أيامي اقتربت ساعتها وبدأت عقارب الرحيل تدق.. لأن الألم اشتد والنكران اتسع.. والموت حق علينا..
ويكفي أن العقود الستة التي عشتها عرفتني بالناس وجعلتني أفرزهم واشتكي لله من بعضهم..والله يسامحهم..وأعترف قبل الرحيل من أجمل وأنبل الأصدقاء أو أقول إنهم إخواني الذين لم تلدهم أمي هم كثيرون أيضاً وفي مقدمتهم محمود غلام ومحمد علي سعد والمخشف وعباس غالب هذا غير الذين سبقوني في الرحيل.. أشكر كل من بقي في الحياة وادعو الله له بالعمر المديد..وادعو بالمغفرة لمن تركوني انقرض شيئاً فشيئاً.
تأملات:
"ليس كل ما يلمع ذهباً".
ثلاثة اشتكيتهم لله
أخبار متعلقة