السيسي: لا بد من تكاتف الجهود الدولية للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في (غزة)
غزة / القاهرة
/ عواصم / 14 أكتوبر (خاص)
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الـ267 على
التوالي، قصفها المكثف على مناطق متفرقة من قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى
في مختلف أنحاء القطاع، من الشمال إلى الجنوب.
ووفقًا لما أعلنت عنه وزارة الصحة في غزة، فقد ارتكبت
قوات الاحتلال 3 مجازر بحق عائلات في القطاع، حيث وصل إلى المستشفيات 40 شهيدًا
و224 مصابًا خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأكدت الوزارة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى
37.834 شهيدًا و86.858 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وذكرت الأنباء من غزة أن 5 شهداء سقطوا نتيجة قصف منزل عائلة أبو خضرة قرب شارع الوحدة وسط مدينة غزة.
وأضافت أن 4 فلسطينيين آخرين استشهدوا، بالإضافة إلى
وقوع عدد من الإصابات، إثر قصف منزل لعائلة قويدر في ساحة الشوا وسط المدينة.
وفي جنوب مدينة غزة، استشهد سبعة فلسطينيين نتيجة قصف
سيارة مدنية بشارع الغازي في حي الصبرة.
كما واصلت قوات الاحتلال عملياتها البرية لليوم الثالث
على التوالي في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وسط مناشدات من عائلات محاصرة تعاني
نقصا حادا
في المياه والطعام لليوم الثالث، واستغاثات لإجلاء
الجرحى من شارع النزاز في الشجاعية.
وأشارت الأنباء إلى سقوط عشرات الشهداء قرب مدرسة بدر
ومسجد ذو النورين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وأفادت أنه لليوم الـ51 على التوالي يمنع جيش الاحتلال
دخول شاحنات القطاع الخاص إلى مدينة غزة، ما أدى إلى تفاقم حدة سوء التغذية في
المدينة.
إلى ذلك شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات على
مدينة غزة، السبت، ما أدّى إلى سقوط قتلى وجرحى، حسبما نشرت «وكالة الأنباء
الألمانية».
ووفق وكالة «معاً» الفلسطينية، اليوم، قُتل 7 مواطنين،
في قصف سيارة مدنية بشارع الغازي في حي الصبرة جنوب المدينة.
وسقط 5 قتلى في قصف إسرائيلي لمنزل قرب شارع الوحدة، وسط
المدينة، كما سقط قتلى وعدد من الإصابات في قصف منزل في ساحة الشوا، بالمنطقة
نفسها.
وطبقاً للوكالة، يمنع الجيش الإسرائيلي لليوم الـ51 على
التوالي دخول شاحنات القطاع الخاص إلى مدينة غزة، وتزداد حدة سوء التغذية في
المدينة.
وكان موقع «أكسيوس» الإخباري الأمريكي قد ذكر نقلاً عن
ثلاثة مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة اقترحت صياغة جديدة على أجزاء من الاتفاق
المقترح لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن بين إسرائيل وحركة «حماس» في مسعى
لإبرام الاتفاق.
واستند «أكسيوس» في تقريره إلى تصريحات من 3 مصادر مطلعة
على المفاوضات المتعثرة، مشيراً إلى أن الصياغة الجديدة التي لم يعلن عنها من قبل،
هي تعديل للمقترح الإسرائيلي الذي وافق عليه مجلس الحرب، وأعلن عنه الرئيس
الأميركي جو بايدن في خطاب ألقاه الشهر الماضي.
وقالت المصادر الثلاثة إن الجهود الأميركية التي تتعاون
فيها واشنطن مع وسطاء قطريين ومصريين، تتركز على المادة الثامنة في المقترح
السابق، المتعلقة بالمفاوضات التي من المفترض أن تبدأ بين إسرائيل وحماس خلال
المرحلة الأولى من الصفقة، والتي تشمل تحديد شروط دقيقة للمرحلة الثانية الرامية
إلى التوصل إلى هدوء مستدام في غزة.
كما أشارت المصادر، وفق الموقع، إلى أن «حماس» ترغب في
أن تركز تلك المفاوضات «على عدد وهوية السجناء الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج
عنهم من السجون الإسرائيلية، مقابل كل جندي أو رهينة من المحتجزين في غزة».
من جهته قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن الجيش
الإسرائيلي يواصل استخدام دباباته في دهس المدنيين الفلسطينيين بشكل متعمد وهم
أحياء وسحق جثامينهم، إلى جانب استخدام المدنيين كدروع بشرية خلال عملياته البرية
في قطاع غزة، في إطار جريمة الإبادة الجماعية المستمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وأوضح المرصد الأورومتوسطي، في بيان له، أن فريقه
الميداني وثق جريمة مركبة مكتملة الأركان ضد أسرة مدنية مكونة من أم مسنة وأربعة
من أبنائها، من بينهم ثلاث فتيات وحفيدة لا تتجاوز العام والنصف.
وأشار البيان إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت المنزل في حي
الشجاعية شرق مدينة غزة، وأطلقت النار والقنابل تجاه أفراد الأسرة مباشرة مساء
الخميس 27 يونيو، ثم احتجزتهم وهم مصابون داخل وقرب دبابات إسرائيلية لأكثر من
ثلاث ساعات، في منطقة قتال خطيرة، واستخدمتهم كدروع بشرية.
وأضاف المرصد أن قوات الاحتلال دهست الأم وقتلتها بعد
إصابتها بجنازير دبابة إسرائيلية وهي لا تزال على قيد الحياة، وذلك على مرأى من
ابنها.
وقد حذّر قطاع تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة في شبكة
المنظمات الأهلية الفلسطينية، اليوم السبت من التداعيات الخطرة للعدوان الإسرائيلي
المتصاعد والمستمر في قطاع غزة على واقع الأشخاص ذوي الإعاقة وحياتهم، في ظل
الكارثة الإنسانية غير المسبوقة على المستويات كافة.
وأشار القطاع، في بيان أوردته وكالة الأنباء والمعلومات
الفلسطينية (وفا)، إلى استشهاد المئات من الأشخاص ذوي الإعاقة، وإصابة الآلاف منهم
بجروح، كذلك إصابة 10 آلاف مواطن بإعاقات مختلفة جراء العدوان الإسرائيلي، هذا
بالإضافة إلى نزوح عشرات الآلاف من الأشخاص ذوي الإعاقة وتعرضهم لظروف النزوح
الصعبة، فضلاً عن الصدمات النفسية الصعبة التي يتعرّضون لها.
وأشار قطاع التأهيل إلى الارتفاع الكبير في عدد
الإعاقات، التي سببتها الحرب، الذي يقارب 10 آلاف حالة إعاقة نصفها من الأطفال، في
وقت يمنع فيه الاحتلال دخول الأدوات المساعدة والمستلزمات الطبية، ويمنع سفرهم
للعلاج في الخارج، في ظل تدمير البنية التحتية الصحية، وتدمير معظم المرافق الصحية
والمستشفيات ومراكز التأهيل، وهو ما من شأنه أن يعرض حياتهم للخطر.
ودعا إلى الإسراع في توفير الاحتياجات الخاصة بالأشخاص
ذوي الإعاقة، بما في ذلك الأدوات المساعدة، ودعم المؤسسات التي تعمل في مجال تأهيل
الأشخاص ذوي الإعاقة، وتعزيز قدرتها على الاستجابة لاحتياجاتهم.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم السبت
ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 37 ألفاً و834 قتيلاً، و86 ألفاً و858
مصاباً منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وقالت الوزارة، في بيان صحافي: «ارتكب الاحتلال
الإسرائيلي 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، ووصل منها للمستشفيات 40 شهيداً و224
إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية".
سياسيا بحث الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي مع رئيسة
المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، اليوم السبت، تطورات الأوضاع في قطاع
غزة.
ووفقًا للرئاسة المصرية، تطرق اللقاء الذي جاء على هامش
مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي المنعقد بالقاهرة، إلى سبل مواجهة التحديات
الإقليمية المتزايدة، خاصة فيما يتعلق بتطورات قطاع غزة وتأثيرها على أمن واستقرار
المنطقة.
وأكد السيسي على ضرورة تكاتف الجهود الدولية للتوصل إلى
وقف فوري لإطلاق النار وإيصال المساعدات الإغاثية إلى القطاع بشكل عاجل ومكثف،
لتفادي الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في غزة.
وجدد الريس المصري تحذير بلاده من احتمالات توسع الصراع
الذي يتزايد حالياً بشكل خطير.
وطالب الرئيس المصري المجتمع الدولي باتخاذ خطوات جادة
وسريعة لتفادي انزلاق المنطقة إلى دائرة جديدة وغير مسبوقة من الصراع.
واتفق الجانبان على أن التوصل إلى حل شامل وعادل للقضية
الفلسطينية، على أساس حل الدولتين ووفقاً لقرارات الشرعية الدولية، يبقى السبيل
الأمثل لضمان الاستقرار المستدام في المنطقة.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، المستشار
أحمد فهمي أن اللقاء شهد تأكيد عمق وقوة العلاقات المصرية الأوروبية، التي توجت
مؤخراً برفعها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية والشاملة، بما يعكس الأهمية التي
توليها مصر والاتحاد الأوروبي لتعزيز تعاونهما بوصفه ركيزة للتكامل والاستقرار
الإقليمي.
وأشارت رئيسة المفوضية الأوروبية إلى أن انعقاد المؤتمر
يعكس المصالح المشتركة بين الجانبين، وحرص الاتحاد الأوروبي على دعم مسار التنمية
والإصلاح الاقتصادي الذي تشهده مصر.
من جهته أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد
أبو الغيط، بأشد العبارات القرارات التي اتخذها مجلس الوزراء الإسرائيلي حول سحب
صلاحيات السلطة الفلسطينية في مناطق «ب»، ومعاقبة بعض مسئولي السلطة بتقييد
تحركاتهم، وإطلاق البناء الإسرائيلي الاستيطاني في مناطق مختلفة بالضفة.
واعتبر أبو الغيط هذه القرارات كلها تُمثل «انقلاباً
كاملاً ونهائياً على اتفاقات أوسلو، وعودة بالوضع كله إلى ما قبل نقطة الصفر
وترسيخاً لمنطق الاحتلال الفج».
وأوضح المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، جمال رشدي، أن
أبو الغيط دعا المجتمع الدولي إلى رؤية الحكومة الإسرائيلية على حقيقتها بوصفها
حكومة عنصرية يمينية غير معنية بالسلام تسعى لتفكيك أي مظهر للسلطة الفلسطينية،
وترسيخ واقع الاحتلال في كافة مناطق الضفة ونزع لأي سيطرة يمارسها
الفلسطينيون على حياتهم، بما في ذلك في المناطق (ب) التي
تخضع وفق اتفاق أوسلو لسيطرة مدنية فلسطينية.
وأضاف أن القرارات الأخيرة تعكس خضوع الحكومة
الإسرائيلية بالكامل لليمين المتطرف الذي يمثله وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش،
وأنها تستهدف إحراج – بل وإهانة- المجتمع الدولي الذي أظهر توجهاً معاكساً
بالاتجاه نحو توسيع الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وذلك عبر تقويض كل مقومات حل
الدولتين.
وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أن مثل هذه
القرارات والإجراءات تزيد من اشتعال الموقف في الضفة الغربية، وتُعيد عقارب الساعة
إلى ما قبل اتفاقات أوسلو، وتسعى لإخضاع الفلسطينيين تحت نظام احتلال مباشر لا
يُمكن وصفه سوى بالفصل العنصري.