مع احتدام القتال... دبابات إسرائيلية تتوغل في مناطق بشمال وجنوب (غزة)
غزة / رام
الله / عواصم / 14 أكتوبر (خاص)
قال سكان
بقطاع غزة الفلسطيني إن القوات الإسرائيلية واصلت، اليوم الأحد، تقدمها في حي
الشجاعية بشمال مدينة غزة، كما واصلت توغلها في غرب ووسط مدينة رفح بجنوب القطاع،
مما أسفر عن مقتل ستة فلسطينيين على الأقل، فضلاً عن تدمير عدة منازل.
وأضاف السكان
أن الدبابات الإسرائيلية، التي عادت مجدداً إلى الشجاعية منذ أربعة أيام، أطلقت
قذائفها على عدة منازل مما جعل الأسر محاصرة داخلها وغير قادرة على المغادرة؛
وفقاً لما ذكرته وكالة (رويترز) للأنباء.
وقال الجيش
الإسرائيلي إن قواته في الشجاعية قتلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية عدداً
من المسلحين الفلسطينيين، وعثرت على أسلحة، وقصفت بنية تحتية عسكرية. وكان الجيش
أعلن، السبت، مقتل جنديين إسرائيليين بشمال قطاع غزة.
وذكرت كتائب
القسام الجناح المسلح لـ(حماس)، و(حركة الجهاد الإسلامي) أن قتالاً عنيفاً دار في
حي الشجاعية بمدينة غزة، وكذلك في مدينة رفح، وأن مقاتليهما أطلقوا الصواريخ
المضادة للدبابات وقذائف المورتر على القوات الإسرائيلية هناك.
وبعد مرور
أكثر من ثمانية أشهر على بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، لا يزال لدى المسلحين
الفلسطينيين القدرة على شن هجمات على القوات الإسرائيلية في مناطق قال الجيش
الإسرائيلي إنه سيطر عليها منذ أشهر.
ولم تفض جهود
وسطاء عرب، تدعمها الولايات المتحدة، حتى الآن إلى وقف لإطلاق النار. وتقول «حماس»
إن أي اتفاق يجب أن يتضمن إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة،
في حين تقول إسرائيل إنها لن تقبل سوى بوقف مؤقت للقتال يمكن تكراره، لكنها لن
تنهي الحرب قبل القضاء على «حماس» التي تدير قطاع غزة منذ عام 2007.
وفي رفح
القريبة من الحدود المصرية، توغلت الدبابات الإسرائيلية داخل عدة أحياء في شرق
المدينة وغربها ووسطها، وقال مسعفون إن ستة أشخاص قُتلوا في هجوم إسرائيلي على
منزل في حي الشابورة في قلب المدينة.
ونُقلت الجثث
الست لأفراد من عائلة زعرب إلى مستشفى ناصر في مدينة خان يونس القريبة. وشيع عشرات
الأشخاص الأحد جثامين أقاربهم وواروها الثرى.
وقال سكان إن
الجيش الإسرائيلي أحرق مسجد العودة في وسط رفح، وهو أحد أشهر مساجد المدينة.
وتقول إسرائيل
إن عمليات جيشها في رفح هدفها القضاء على آخر الكتائب المتبقية من حماس.
وذكر الجيش
الإسرائيلي أن قواته تواصل العمليات «الدقيقة والمستندة إلى معلومات مخابرات» في
رفح، وقتلت عدة مسلحين في مواجهات مختلفة، ودمرت أنفاقاً.
من جهتها أعلنت
وزارة الصحة في غزة حصيلة جديدة لضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ
268 يوما.
وأوضحت
الوزارة، في بيان لها اليوم الأحد، أن عدد الضحايا ارتفع إلى 37877 شهيداً و86969
مصابا منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وأشارت إلى أن
الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في القطاع خلال الـ24 ساعة
الماضية، وصل منها للمستشفيات 43 شهيداً و111 مصابا.
وأكدت الوزارة
أنه لا يزال هناك عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف
والدفاع المدني الوصول إليهم بسبب استمرار القصف الإسرائيلي المتواصل.
وكانت الوزارة
قد حذرت، في وقت سابق من الأحد، من توقف المستشفيات والمراكز الصحية ومحطات
الأكسجين خلال 48 ساعة عن العمل نتيجة نفاذ الوقود اللازم لعمل المولدات بالرغم من
الإجراءات القاسية والتقشفية التي اتخذتها الوزارة
للحفاظ على ما
تبقى من كميات الوقود لأطول فترة ممكنة في ظل عدم توريد الكميات اللازمة للتشغيل.
وناشدت
الوزارة كافة المؤسسات المعنية والأممية والإنسانية بضرورة وسرعة التدخل لإدخال
الوقود اللازم، بالإضافة إلى المولدات الكهربائية وقطع الغيار اللازمة للصيانة.
فيما قال مدير
مستشفى العودة في شمال غزة إن المستشفى بات مهددا بالتوقف الكامل عن تقديم الخدمات
بسبب نقص الوقود.
وكان مستشفى
العودة بالتحديد قد تعرض لحصار من قبل جيش الاحتلال خلال مايو الماضي، كما أُمر
طواقمها الطبية بالإخلاء والتوجه غربا.
وقالت الأنباء
إن نقص الوقود أدى إلى توقف 3 مركبات إسعاف تابعة لمستشفى شهداء الأقصى عن الخدمة.
وأشارت إلى
أنه بعض الشاحنات دخلت القطاع خلال الـ48 ساعة الماضية، إلا أن أي منها لم يصل إلى
شمال قطاع غزة.
إلى ذلك قالت
القناة 14 الإسرائيلية بعد ظهر اليوم الأحد إن طائرة مقاتلة قصفت مبنى في مخيم نور
شمس للاجئين شرق طولكرم بالضفة الغربية، في حين قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن
الهجوم استهدف شقة راقبها الجيش لفترة طويلة زاعمة أن الشقة كان بها 4 عناصر بارزة
من كتيبة نور شمس.
في الأثناء،
أكدت وسائل إعلام فلسطينية استشهاد مواطن وإصابة آخرين بالقصف الإسرائيلي الذي
استهدف منزلا بمخيم نور شمس بمدينة طولكرم، دون ورود معلومات عن هوية الضحايا.
ومن جانبها،
قالت منظمة الهلال الأحمر الفلسطيني إنها تتعامل مع إصابتين جراء قصف المنزل،
مشيرة إلى أن طواقمها لا تستطيع الدخول إلى المنزل نتيجة النيران.
وفي وقت سابق
من اليوم الأحد، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 6 فلسطينيين في مدينتي الخليل
ونابلس بالضفة الغربية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية.
وبحسب
الوكالة، اعتقلت قوات الاحتلال 4 فلسطينيين من بلدة يطا جنوبي الخليل، و2 آخرين من
نابلس بالضفة الغربية، بعد مداهمة منازلهم، في حين يواصل الاحتلال اقتحام مدن
الضفة الغربية.
واقتحمت قوات
الاحتلال الإسرائيلي بعد ظهر السبت قرية قلقس جنوب مدينة الخليل وقرية قصرة جنوب
شرق نابلس في الضفة الغربية.
كما هاجم
مستوطنون متطرفون المزارعين الفلسطينيين في منطقة واد القطفة غرب بلدة السموع جنوب
الخليل.
وفي أعقاب
الهجوم، اقتحمت قوات الاحتلال المنطقة ونفذت عمليات تفتيش بعد أن هاجم المستوطنون
المزارعين واعتدوا عليهم، واستولوا على أغنامهم، ومنعوهم من الوصول إلى أراضيهم.
وفي سياق آخر،
عبّر المبعوث الأممي للشرق الأوسط تور وينيسلاند عن قلقه البالغ إزاء قرار الحكومة
الإسرائيلية إضفاء الشرعية على 5 مستوطنات جديدة في الضفة الغربية المحتلة.
وأكد
وينيسلاند عبر منصة "إكس" على أن هذا القرار يؤدي إلى تفاقم التوترات
ويقلل من فرص تحقيق السلام على أساس حل الدولتين.
وأشار أيضا
إلى أن المستوطنات تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
وأدانت دول
ومنظمات عربية بشكل واسع قرار إسرائيل بتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة،
محذرة من عواقب وخيمة، ومنددة بانتهاك تل أبيب للقانون الدولي.
جاء ذلك في
بيانات صادرة عن وزارات خارجية السعودية وقطر والكويت والبحرين ومصر والأردن،
إضافة إلى مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية.
كما أدان
الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط -في بيان- القرار الإسرائيلي، معتبرا
إياه "انقلابا كاملا ونهائيا على اتفاقات أوسلو، وعودة بالوضع كله إلى ما قبل
نقطة الصفر وترسيخا لمنطق الاحتلال الفج".
وجاء هذا
الرفض العربي عقب إعلان هيئة البث الإسرائيلية أن المجلس الوزاري المصغر
(الكابينت) صدّق الخميس الماضي على خطة تشمل "شرعنة 5 بؤر استيطانية في الضفة
الغربية ونشر عطاءات لبناء آلاف الوحدات السكنية في المستوطنات".
ومن جهته،
أدان الاتحاد الأوروبي إعلان وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش عزمه شرعنة
5 بؤر استعمارية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، واعتبرها محاولة متعمدة أخرى
لتقويض جهود السلام.
وأفاد المتحدث
باسم الاتحاد الأوروبي، بيتر ستانو، في بيان صحفي أمس السبت، أن زعماء الاتحاد
الأوروبي أدانوا في اجتماع المجلس الأوروبي لهذا الأسبوع قرارات الحكومة
الإسرائيلية بتوسيع المستوطنات غير القانونية في مختلف أنحاء الضفة الغربية، وحثوا
إسرائيل على التراجع عن هذه القرارات.
وبالتزامن مع
الحرب على قطاع غزة، صعّدت قوات الاحتلال اعتداءاتها في الضفة الغربية، بما في ذلك
القدس المحتلة، حيث أسفرت هذه الاعتداءات عن استشهاد 553 فلسطينيا، من بينهم 133
طفلا، وإصابة نحو 5300 آخرين، وفقا لما أعلنته وزارة الصحة.
إلى ذلك نفى
مصدر مصري، اليوم الاحد، موافقة مصر على نقل معبر رفح أو بناء معبر جديد.
وقال المصدر
إنه «لا صحة تماما لوجود أي موافقة مصرية على نقل منفذ رفح، أو بناء منفذ جديد
بالقرب من كرم أبو سالم».
وأضاف المصدر
أن «مصر تتمسك بانسحاب جيش الاحتلال بشكل كامل من الجانب الفلسطيني من منفذ رفح».
وكان مصدر
مصري قد قال، الإثنين الماضي، إن القاهرة جددت رفضها تشغيل معبر رفح، في وجود قوات
الاحتلال على الجانب الفلسطيني.
وأضاف المصدر
بأن مصر نسقت مع الأمم المتحدة، لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر
كرم أبو سالم بشكل مؤقت.
وفي مطلع شهر
يونيو الحالي، قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إن بلاده واضحة بشأن رفضها
للوجود الإسرائيلي في معبر رفح الحدودي بين شبه جزيرة سيناء المصرية وقطاع غزة.
وأضاف الوزير
شكري، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإسباني في مدريد، أن من الصعب أن يستمر معبر رفح
في العمل من دون إدارة فلسطينية.
جاء ذلك في
وقت استضافت فيه القاهرة اجتماعا أمنيا ضم إسرائيل والولايات المتحدة، لبحث سبل
إعادة تشغيل معبر رفح، ووقف العدوان على غزة.
وأكد مصدر
مصري أن القاهرة تمسكت بموقفها الثابت، نحو ضرورة الانسحاب الإسرائيلي من الجانب الفلسطيني
لمعبر رفح حتى يتم استئناف تشغيله مرة أخرى.
ونفى مصدر
مصري، ما ذكرته بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية، حول اعتزام مصر بناء حاجز جديد على
الحدود مع قطاع غزة.
وقبل نحو
أسبوعين، أقدم جيش الاحتلال على إحراق
مبنى المغادرة ومنشآت أخرى داخل معبر رفح.
وأدانت حركتا
حماس وفتح إقدام الاحتلال على إحراق مبنى الاستقبال والمغادرة ومنشآت أخرى داخل
معبر رفح، ما أدى لخروجه تماما من الخدمة، ووصفتا ذلك بأنه عمل إجرامي وسلوك همجي
يأتي في إطار حرب الإبادة المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني، ودليل واضح على نوايا
الاحتلال فصل القطاع عن العالم الخارجي والسيطرة الأمنية عليه.
وفي بيان لها،
قالت حركة حماس: «إن إقدام جيش الاحتلال الصهيوني المجرم على إحراق مبنى المغادرة
ومنشآت أخرى داخل معبر رفح والتسبب في خروجه تماما من الخدمة هو عمل إجرامي وسلوك
همجي يأتي في إطار حرب الإبادة المتواصلة ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة».
ووصفت حماس
هذا السلوك بالنازي، والذي يُعد جريمة حرب واضحة الأركان، يستدعي إدانة دولية
واسعة، واتخاذ ما يلزم من إجراءات لمحاسبة قادة الاحتلال على تدميرهم منشأة مدنية،
دون مبرر سوى التعطش للتدمير وزيادة معاناة الفلسطينيين.
وأكدت الحركة
أن الاحتلال الصهيوني المجرم يتحمل تبعات هذه الجريمة التي تتسبب في قطع تواصل
الفلسطينيين مع العالم الخارجي، وحرمان آلاف المرضى والجرحى من السفر لتلقي العلاج
في الخارج، ما يتطلب كذلك، تحركا دوليا فاعلا لفتح المعبر وتسهيل السفر لمواطنينا،
وتسهيل دخول المساعدات الغذائية والإغاثية الطارئة للقطاع الذي يتعرض لحرب تجويع
صهيونية بشكل متعمد.
من جانبه، قال
المتحدث باسم حركة فتح، منذر الحايك: «إن حرق مبنى الاستقبال والمغادرة في معبر
رفح دليل واضح على نوايا الاحتلال فصل غزة عن العالم الخارجي والسيطرة الأمنية على
كامل القطاع».
وأشار إلى أن
الاحتلال يرتكب جرائم الحرب ويغلق المنافذ البرية ويمنع دخول المساعدات الإنسانية
ويمنع خروج المرضى.
وطالب الحايك
العالم بالتحرك الفوري لإنقاذ المواطنين الفلسطينيين من الجوع وفتح المعبر لخروج
المرضى.