أكتب باستمرار عن ميركيور لأنني كلما شعرت بالتعب والضيق خاصة وأنني مريض والانقطاعات للكهرباء وقلة المياه في عدن تزيد من مرضي.. أقول كلما شعرت بكل ذلك وأكثر أذهب إلى ميركيور دون ميعاد وكأنني أذهب خارج اليمن.. وأعيش ساعات قلائل فيه بمعية أخي وروحي الأصغر رشدي وكأنني أعيش في بيتي وسط أهلي..
الفندق وإن كان تجاوز في خدماته المتعارف عليه بالعمل الفندقي إلى تقديم خدمات اجتماعية ونشاطات ثقافية ورياضية وكذلك نشاطات متعددة تعيد لعدن تاريخها الجميل والحضاري ولو رفض الحاقدون ذلك.. في ميركيور أنسى إنني هنا ولكن فقط أتذكر إنني في عدن خاصة وأنا أعرف عدن منذ زمن ليس بقصير حيث مولدي ومولد أبي وجدي..فأنا اليوم أقترب من العقد السادس..والأشياء الجميلة لا يمكن للأزمات وإن كبرت أن تمحوها من ذاكرتي ونفسي..
أمس كنت بمعية ابن أخي وفؤادي علي رشدي ذهبت إلى ميركيور دون موعد سابق كادت الكهرباء أن تبكيني وكان الألم شديداً في جسدي فقررت أن آخذ (علي) الصغير والذهاب إلى ميركيور لساعات وجدت أمامي الصديق المايسترو الهلالي الذي فتح ذراعيه لي ولطفلي علي وقال: « قد شرفت ميركيور» تجولت في بهو الفندق قليلاً ثم جلست أمام بركة السباحة أشاهد الأطفال وهم يسبحون وفجأة جاءت المضيفة أعتقد أنها فلبينية لتقدم لي مشروب عصير الليمون ولطفلي الآيسكريم وعرفت إنها مرسلة من الهلالي..الذي في البداية قبل أن أغادر الفندق طلب مني تناول الغداء إلا أنني اعتذرت وفضلت شراء الغداء لطفلي من خورمكسر أما أنا فلم آكل لانعدام الشهية..
عدت إلى المنزل حيث أوصلتني سيارة الفندق إليه..وفي المنزل عرفت الإجابة على أسئلة الآخرين لماذا أكتب عن ميركيور..وصلت المنزل وانقطعت الكهرباء..عرفت إنني كنت في منزلي، كنت في ميركيور شكراً لكل العاملين في هذا الفندق وإدارته.
وشكراً للاستثمار السعودي الذي تحدى الصعاب والأزمات وأصر على مواصلة استثماره في عدن.. شكراً لكل لحظة جميلة وكرم الضيافة في ميركيور.. فأنت في بيتك..
تأملات
« لا تحسبوا رقصي بينكم طرباً.. فالطير يرقص مذبوحاً من الآلم».