لا أجافي الحقيقة مطلقاً ولا أجفف ينابيع العقل والمنطق حين أقول وبالفم المليان ان الانقلاب الحوثي الأرعن والأحمق والمشين ليس مجرد انقلاب سياسي على الثورة اليمنية المباركة والشرعية الدستورية للدولة والقوانين واللوائح والرؤى الديمقراطية والتشريعات العامة المحددة لمداميك وتلابيب أسس الحكم الشوروي للجمهورية والثورة.
بل هو العن من ذلك بكثير وكثير جداً جداً.. فهو كما يعلم الجميع انقلاب ايديولوجي وفكري وطائفي بليد ومتكلس وغير سوي بالمطلق يستهدف الأسس الدينية والمسلمات الطائفية والطبيعة الروحية والاجتماعية ومعتقدات الانسان اليمني التي اكتسبها خلال مراحل طويلة من الدين الإسلامي الحنيف.
ونعلم جيداً وبما لا يدع مجالاً للشك أن الطغاة الحوثيين وبدعم من حليفهم العسكري والايديولوجي والطائفي إيران الاسلامو سياسية تسعى إلى قلب الحكم من جمهوري ديمقراطي إلى حكم ولاية الفقيه وهو ما بات واضحاً وضوح الشمس في كبد السماء وينبغي التصدي له بكل شراسة وحزم من قبل كل الفعاليات السياسية والثقافية والفكرية والاجتماعية والدينية والأدبية والابداعية.
انه انقلاب موبوء بسموم فكرية وثقافية وعقائدية أكثر منه سياسي وعسكري أحمق وهنا تكمن الخطورة والخوف الشديد مما هو قادم وتداعياته الكارثية التي بدأت تتضح ملامح وابجديات ومدلولات واضحة وجلية ترتسم بجلاء لتؤكد صحة رؤيتي التي لا تقبل الشك.
انطلاقاً من ذلك وبناءً عليه فان الفعاليات الثقافية والفكرية والأدبية والدينية في المناطق المحررة مطالبة أكثر من أي وقت مضى بمواجهة هذه الأوبئة الفكرية الحوثية التي تستهدف وحدة الصف الوطني والوئام الاجتماعي وحتى وشائج وخصائص موروثنا الحضاري والتاريخي.