عدن هي حارة اليهود والبينيان والهندوس وشارع الصومال وشارع الطليان وحافون والقلوعة عدن حافة لودر وحافة دبع وحافة القريشة عدن لم تفرق يوما بين البشر تحتضن الكل ترفض الفتن والتمايز العرقي السلالي والطائفي المذهبي. كم حاول المتآمرون على زرع هذه الآفات الاجتماعية لكنهم فشلوا حاولوا ان يجعلوا عدن ساحتهم للصراعات المدمرة والقاتلة للتعايش وقبول الأخر لكنها رفضتهم واليوم يراد لها ان تستقبل صراعات شمال الشمال بين العمامة السوداء والبيضاء لكنها أبت أن تكون كذلك لأنها عدن لم يستوعبوا بعد جبالها التي تحصنها من العوامل المناخية وتزيدها روعة ورونقاً وجمالاً وكانت متاريس لصد العدو الطامع لحماية المدينة عدن من أقدم المدن التجارية في الجزيرة بوابة جزيرة العرب كانت همزة وصل مع العالم الأخر مع أسيا وإفريقيا واستراليا ومنهما إلى بقاع الكرة الأرضية تاريخها مدون في كل كتب التاريخ وبعض الأديان السماوية تحكى عنها الحكايات على لسان أقدم ألرحالة والتجار الأوائل عدن اسما لامع في المواني العالمية منذ القدم معشوقة الطامعين من الاستعمار الأجنبي أحاكوا المؤامرات والدسائس والحروب للفوز بها كانوا يعتبرونها جوهرة الجزيرة استغلوها لما يخدم مطامعهم في المنطقة حتى اعتقها الأحرار من أبنائها الأشاوس وللأسف أهملت من قبل غيرهم وقتلها من اغتصبها بعدهم عدن يا قوم تحررت منذ زمن من عصبيات الماضي وأمراضه الاجتماعية التي لفضتها إلى الأبد و حصنت منها فلا تتقبلها ولا تستوعبها وكان غيركم اشطر فلم يستطع ان يدس سمومه وأمراضه في وسطها الاجتماعي وان ما تلاحظونه هي شوائب ومحاولات فاشلة لتلك الفئة الضالة .
ابعدوا أيديكم وأذرعكم الخبيثة أيها الأشرار عدن عصية عليكم وأهلها من الثقافة والسلوك والحضارة والرقي والأصالة ليتصدوا لكم ويدافعوا عن مدينتهم الفاضلة بإذن الله التي ستشكل النموذج الأول للمدنية في اليمن فلا تعكروا صفوتها بالفتن الطائفية والمذهبية وترسلوا أذرعكم لذلك عيشوا بصراعاتكم التي تجاوزتها الأمم لتدمركم جميعا بعيدا عن عدن فلا تسمموها لا تنزلوا من جبالكم لتتربعوا جبال عدن الشماء وتشبعوا نفوسكم المريضة بتسميم عدن لأنها رمز للنضال للتحرر من الماضي ومآسيه فلن تتقبلكم بأمراضكم الفتاكة .