نداء إلى وزير التربية والتعليم .. أين أنتم ؟!






عدن/14 أكتوبر/خاص:
- استمرار إضراب المعلمين حتى تتحقق مطالبهم
- أولياء أمور يصرخون : كفى عبثا بمستقبل أولادنا
- طلاب يرفضون التجهيل ويناشدون الحكومة بسرعة التدخل
مايزال مصير أبنائنا الطلاب لهذا العام الدراسي مجهولاً، فرغم إصدار قرار محافظ عدن الذي يلزم المعلمين والمعلمات بسرعة ايقاف الإضراب والعودة إلى المدارس إلا أن نقابة المعلمين وعبر ممثليها أصدروا بياناً يوضح أن العام الدراسي والفصل الثاني قد انتهى وأي إجراءات تعسفية ضد المعلمين سيكون لها عواقب وخيمة. وفي الوقفة الاحتجاجية التي قام بها أولياء الأمور مؤخرا رافضين التجهيل المتعمد لأبنائهم .. كانت صرخات أولياء الامور تجاه استمرار الإضراب هذه المرة هي الاقوى بعدما كانوا يقفون مع المعلم في مطالبته بحقوقه، ولكن عندما رأوا أن المعلمين لاتزال مطالبهم كما هي لم يتغير منها شيء رغم أنهم الآن وفي هذه المرحلة الحرجة التي يعاني منها جميع موظفي الدولة من عدم انتظام صرف الرواتب، وكذلك ارتفاع الأسعار التي قصمت كاهل الجميع.. وعليه استطلعت صحيفة 14 اكتوبر المشكلة من وجهة نظر بعض المعلمين واولياء الأمور في الاضراب واثره النفسي والتعليمي على طلابنا وطالباتنا في عدن.


- معلمون يحملون الدولة مسؤولية إيقاف سير العملية التعليمية
أثر اضرابات المعلمين على الطلاب في محافظة عدن
تقول ولية الأمر ام سعيد الهاشمي عن أثر الإضرابات المتكررة في المدارس الحكومية : «بسبب الإضرابات المتكررة التي ادت الى توقف الدراسة في العديد من المدارس الحكومية في مختلف المراحل الدراسية، بما في ذلك امتحانات الفصل الدراسي التي كان الطلاب يستعدون لها ولكنهم تفاجؤوا بإيقافهم عنها وهذا ما سبب لهم صدمة ويأسا حتى أن البعض منهم كان رافضاً فكرة البقاء في المنزل وخاصة الطلاب المجتهدين».
واشارت ام سعيد قائلة : «بسبب رجوع الطلاب يوم امتحانات الفصل الاول ابني دخل في حالة اكتئاب وانا كولية امر احمل الجهات المسؤولة تدهور العملية التعليمية في محافظة عدن».
وتوافقها القول ام طلال العزي قائلة : «نحن أمام خيارات عدة هل نقف مع المعلم ام نقف مع أبنائنا فتأخر المناهج الدراسية نتيجة للإضرابات، لم يتمكن الطلاب من إكمال المناهج الدراسية المقررة وخاصة طلاب الثانوية العامة لم يتمكنوا من دراسة سوى جزء بسيط من المنهج، مما يثير مخاوفهم بشأن قدرتهم على اللحاق بزملائهم في المحافظات الأخرى والامتحان في نفس الموعد.. لمن نقدم الشكوى في تجهيل الأجيال؟ الى متى ونحن نجد أنفسنا كل عام أمام مطالب المعلمين التي لا تظهر الا مع بداية الدراسة كل عام ونحن بنفس الخبر المتكرر من مكتب التربية الذي نرى قراراته لا تتم إلا على الطالب الضعيف فقط».
أمنيات للعودة إلى كرسي الفصل
من جهتها تشير ام ناصر الى ان أطفالها الثلاثة الذين يدرسون بمدرسة الجوهرة وهي مدرسة حكومية يعانون من توقف الدراسة منذ أربعة أشهر حيث قالت : «ابني الذي في الصف الرابع الاساسي ينتظر بفارغ الصبر أن تفتح المدرسة أبوابها لكي يعود إلى الدراسة».
وتابعت : «توقف المدارس الحكومية واستمرار المدارس الخاصة في تدريس الطلاب والطالبات يخلق نوعاً من الحساسية والتفرقة بين أبنائنا وبناتنا فيشعرون بالتمييز بينهم وبين اقرانهم الاطفال».
واكدت ام عبدالله على أن توقف الدراسة هي كارثة كبيرة على أبنائنا فابنتي من الاوائل في الصف الرابع وستنتقل إلى الصف الخامس وهي لم تكمل دراستها بالصف الرابع بشكل صحيح وهي مرحلة انتقالية يبدأ الطفل مرحلة الاختبارات و الامتحانات فلابد من الاهتمام بأجيال المستقبل لأنهم عماد هذا الوطن وبالتعليم تبنى الاوطان .
وفي ذات السياق تقول أم احمد إن ابنها بالصف السادس وهو طالب مجتهد «ومنذ الإضراب وإغلاق المدارس الحكومية ، ابني يشعر بالإحباط لكون بعض زملائه قامت أسرهم بنقلهم لمدارس خاصة لاستمرار الدراسة فيها ، ولكوننا لانستطيع تحمل تكاليف المدارس الخاصة فأبناؤنا مهددون بالضياع من التعليم وعدم إعطاء المعلمين حقوقهم مما جعلهم يضربون عن تدريس أبنائنا وبناتنا».. مناشدة الجهات المعنية «أن تسعى إلى إعادة التعليم إلى المدارس الحكومية واعطاء المعلم حقه بالكامل لأنه يستحق منا جميعاً كل التقدير والاحترام».
وعن تدريس الابناء في المدارس الخاصة ورسومها الباهظة تقول ام هاجر: «ليس جميع اولياء الامور يستطيعون ادخال ابنائهم مدارس خاصة، والتي رفعت رسومها منذ ان اعلنت نقابة المعلمين استمرار الاضراب الى العام الدارسي القادم ؛ هذا ما يجعلنا كأولياء امور نقف امام تحدٍّ في ادخال أولادنا مدارس خاصة او تركهم الى الشارع والضياع، ورغم الوقفة الاحتجاجية التي خرجنا بها الاسبوع الماضي الا اننا ما نزال في قلق دائم على مستوى دراسة اولادنا من خلال هذه الاضرابات المتكررة كل عام ولكن هذا العام كانت الاشد».
مخاوف طلابية من استمرار الإضراب
سعاد عبدالرحمن طالبة في الثانوية العامة تقول: «تأثير الإضراب علينا - كوننا طلاب آخر سنة في الثانوية العامة- وعلى تحصيلنا الدراسي كبير جداً وخاصة عدم إكمال المناهج سيؤثر حتماً على مستوانا وتحصيلنا العلمي وقد يضعف فرصنا في الالتحاق بالجامعات والتخصصات التي نرغب فيها.».
وتواصل حديثها : «لقد اعتدنا كل عام هذا الخبر في الاضراب.. الى متى والمعلمون لا يدركون انهم يؤثرون على مستوانا العلمي نحن لا نقف ضدهم وضد مطالبهم بالعكس نحن معهم ولكن عليهم ان يرأفوا بحال اهالينا الذين لا يستطيعون ادخالنا مدارس خاصة لاكمال دراستنا».
من جانبها تقول زميلتها وجدان خالد : «لقد تملكنا شعور بالإحباط والقلق ولدينا تساؤلات كثيرة حول مستقبلنا التعليمي وإمكانية التحاقنا بالجامعة في ظل استمرار توقف التعليم».
وتابعت وجدان بخوف: «توقف التعليم واستمرار الإضراب تهديد لمستقبلنا التعليمي، وعدم إيجاد حلول جذرية لمطالب المعلمين ينذر بكارثة حقيقية تهدد مستقبل جيل كامل من الطلاب في عدن».
ووجهت وجدان رسالة الى الجهات المعنية قائلة : «من حقي ان احصل على التعليم من الدولة ومن حق المعلم ان يأخذ كامل حقوقه فهو مربي الاجيال».
استمرار إضراب المعلمين
ام سالم معلمة بمدرسة حكومية : «لن نخضع لأي ابتزار من أي جهة لأجل أن نستأنف الدراسة الا بعد أن يتم تحقيق مطالبنا كاملة وهي:
1 -انتظام صرف الرواتب نهاية كل شهر .
2 -تنفيذ التسويات الموقوفة منذ عام2013.
3 -منح العلاوات والبدلات الوظيفية لمستحقيها منذ ايقافها.
4 -صرف بدل غلاء المعيشة بما يتناسب مع ارتفاع الاسعار...
ونحمل بذلك الحكومة مسؤولية ارتفاع الاسعار وتدهور العملية التعليمية جراء ذلك» .
وتشاركها الحديث هدى صالح تعمل مدرسة والتي اتهمت بعض أولياء الأمور بعدم تقدير حقوق المعلم حيث قالت : «اول ما ذهب المعلم ليطالب بحقوقه وجه له اتهام التقصير من قبل أولياء الأمور الذين لا يدركون أننا في صالح أولادهم ولسنا ضدهم ونحن مثلهم لدينا اولادنا يدرسون في مدارس حكومية لكننا لا نملك لهم أي حل سوى أن يتم تحقيق مطالب المعلمين».
هناك رؤية مغايرة لما قالته المعلمة هدى ؛ اذ تقول الأستاذة خديجة احمد : «تجهيل الجيل أصبح متعمدا لم نعد نفهم اي مطالب تريدها نقابة المعلمين التي كل يوم تطلع بمطلب جديد.. لا احد يصدق أن جميع المعلمين مع توقف التعليم نحن مع استمرار التعليم وحقيقة نحن بنفس المركب ليس هناك موظف دولة مرتاح في هذا الوضع الذي نعيشه جميعنا».
وعلى الصعيد ذاته اشارت الاستاذة ايمان زبيدي مديرة مدرسة الروضة للتعليم الأساسي وعضو مجلس الآباء بالمحافظة، إلى أن الطلاب والطالبات بمحافظة عدن اذكياء ويحتاجون إلى مذاكرة تنشيطية للوحدات الدراسية للمنهج المتبقي ، وفي ظل وجود التعليم الالكتروني عمل على تسهيل التعلم من خلاله.
واكدت ايمان زبيدي أن الامتحانات الوزارية ستدشن بتاريخ ٤/٥/٢٠٢٥، بينما الصفوف الأولى من الصف الاول إلى الصف الثالث فقد تم تدريسهم كتاب نهج القراءة المبكرة وهو منهج مكثف تم تدريسهم أياه .
وتواصل قائلة : ( إن طلاب الصف الرابع إلى الصف الثامن في المدارس الحكومية قد تم تدريسهم الفصل الاول والآن نحن بصدد مناقشة الحلول لعودتهم إلى المدارس مع مكتب التربية والتعليم بمحافظة عدن وذلك من خلال إعطائهم اختبارين ) .
وأشارت إلى أن المدارس الحكومية في معظم المديريات فتحت باستثناء بعض المدارس التي فيها عدد من العاملين بنقابة المعلمين، فأكثر المدارس فتحت بمنتصف شهر أغسطس واستمرت حتى نهاية شهر نوفمبر وتوقفت شهرين وشهر رمضان فالدراسة لم تتوقف بشكل كامل ولكن ظروف المعلم هي من تسببت بهذا التوقف» .
واضافت : إن توقف الطلاب عن الدراسة في المدارس الحكومية يعتبر كارثة وعلى الحكومة وجهة الاختصاص وضع حد والعمل على الاهتمام بوضع المعلمين والمعلمات والطلاب والطالبات بمحافظة عدن لأن التعليم هو أساس المستقبل لهم .
ختاما
استمرار هذه الإضرابات يأتي في ظل ظروف اقتصادية صعبة يعيشها المعلمون نتيجة لتأخر صرف الرواتب وتدهور الأوضاع المعيشية، مما يجعلهم يلجؤون إلى الإضراب للمطالبة بحقوقهم. وفي الوقت نفسه، يرى الطلاب وأولياء الأمور أن من حق الطلاب الحصول على التعليم بشكل كامل، مما يستدعي إيجاد حلول عاجلة تضمن حقوق المعلمين واستمرار العملية التعليمية.
