
مع ذلك تمكنت قيادة المؤسسة من السير قدما لتقديم أقصى مايمكن لاستمرار الخدمة للجمهور في ظل عدم انتظام الوقود وجعل الفارق بين كل دفعة للوقود وأخرى لمحطات توليد الكهرباء كبيرا جدا قد يستمر احيانا اسابيع.
قيادة كهرباء عدن تغزل برجل حمار في ظل وراثتها للكم الهائل من الموظفين، ومع ذلك تمكنت من الوصول معهم إلى حالة من الاستقرار الوظيفي وتمكنت من الاستمرار في دفع كافة الاستحقاقات الملتزمة بها تجاه موظفيها في ظل عزوف شبه كلي عن دفع فواتير الاستهلاك الشهرية واعتمادها فقط على قيمة الاستهلاك التجاري وشيء من الاستهلاك المنزلي .
ذلك العزوف الذي أصاب المؤسسة بعوار واضح وأثر تأثيرا مباشرا على الأداء العام للمؤسسة وخاصة في أعمال الصيانة واستبدال قطع الغيار والزيوت وأجور العمالة وصيانة الخطوط والمحولات كل تلك تحتاج إلى أموال طائلة لاتتوفر من ذاك العائد .
مع أن حكومة الدكتور أحمد عوض بن مبارك تمكنت من استبدال قيمة الطن المتري للوقود وخفضته إلى النصف تقريبا وقد كان ذلك إنجازاً اغضب الكثيرين ، وسهل على الحكومة مسألة تنفيذ مناقصات منتظمة لوقود توليد الكهرباء .
مع ذلك نجد الحكومة عاجزة حاليا عن إنجاز مناقصات لشراء الوقود الخاص بتوليد الكهرباء وانتظام تدفقات الوقود إلى محطات التوليد لتجاوز أزمات توقف الخدمة ، وتعلم الحكومة أن صيف عدن حار بل شديد الحرارة وذلك يتطلب استعدادات مسبقة و كبيرة وتخصيص مبالغ لاستقرار هذه الخدمة الإستراتيجية .
هي أيام فقط لاتتجاوز الأسبوع وينفد الوقود من محطة المنصورة وسيليها بعد ذلك نفاد الوقود من المحطات الأخرى ، ويعلم الجميع بذلك، ولاشك أن قيادة مؤسسة كهرباء عدن قد أبلغت اصحاب القرار بمستوى المخزونات لديها وتوقيت النفاذد. ولم تعلن الحكومة حتى الآن ممثلة بلجنة المناقصات عن شراء دفعة جديدة من الوقود ونحن ندلف صيفاً شديد الحرارة .
قيادة كهرباء عدن تقدم ما يمكن تقديمه من توليد، وهو متواضع جدا نسبة إلى الاحمال وحاجة عدن والمناطق المرتبطة بها فنيا حيث قد تتجاوز الأحمال لهذا الصيف 750 ميجا أو أقل قليلاً وتضطر قيادة مؤسسة كهرباء عدن إلى تشغيل كل المولدات المتاحة حتى تلك التي تحتاج إلى صيانة دورية وصيانة عمرية للاستفادة من كل ميجا ، وذلك يتسبب بإنهاك لمحطات التوليد ونتائجه لا تحمد عقباها .
ويظل عدم القدرة على تشغيل محطة الرئيس ( عدن الجديدة) بطاقتها القصوى بسبب عدم توفر الوقود الكافي والذي يقدر بعشرين سيارة نقل وقود (بوزة) يوميا من النفط الخام مسألة مقلقة بسبب الاستمرار بالاكتفاء بتشغيل توربين واحد فقط بقدرة لاتتجاوز 90 ميجا.
القرار في يد مجلس القيادة الرئاسي و يد الحكومة وهما الوحيدان المخولان الآن بتوفير دفعات من الوقود لتنظيم اعمال التوليد وبيدهما أيضا رفع مخصصات الوقود من النفط الخام إلى حدود عشرين بوزة يوميا بمقدار 73000لتر للبوزة الواحدة لمحطة الرئيس ( عدن الجديدة) ليتم رفع كفاءة التوليد وتشغيل التوربينين فيها بقدرة 264/240 ميجا .
قرار إيقاف محطات تأجير الطاقة قرارامطلوب ومنذ مدة طويلة بسبب تفاصيل العقود المجحفة على المال العام ، ولكن هل هناك استعدادات لتعويض 100ميجا ، أم سيظل القرار قرارا شعبويا متسرعا ( رفعا وإقرارا) .