عقولهم متحجرة وأشد من الحجارة لا يفهمون إلاَّ ما يريدونه حتى لو كان فهمهم عمره مليون سنة فائتة.. متى يدعون إلى المعروف وينهون عن المنكر؟ لا تدري متى.
قرأت يوم الجمعة خبراً في صحيفة عن علماء في مصر يدعون إلى الجهاد في سوريا. ومن هي سوريا? هي سوريا الأسد الذي هو عندهم بعثي علوي ناصري والشعب والجيش عندهم كذلك لا غير.
هذا هو فهمهم واعتقد لو كان يوجد علماء لكانوا قد دعوا إلى إرسال علماء مسلمين إلى الفئتين المتناحرتين ليسألوهما ماذا تريدون يا هؤلاء؟ وماذا تريد يا أسد؟، لكن لم يتم ذلك لان العلماء علماء آخر زمن نستغفر الله ونتوب إليه من أفعالهم وأقوالهم وقلوبهم وضمائرهم بل وعلمهم الذي تعلموه، حقيقة أقولها ولو أخذت هذه المقالة نفسي وروحي لكنها الحقيقة.
دول الثراء تضخ المال والدولارات للمجاهدين الذين لا يعرفون الرحمة ولا يعرفون إلاَّ الجهاد وسفك الدماء وتشريد الناس وإرهاب الأهالي وتخريب المدن والمحافظات والدول ونشر الجوع وإعدام الحياة وتعطيل المصالح ولا يعرفون قول الله عز وجل «من قتل نفساً فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا». لا يعرفون علماً إنما يعرفون دماراً وقتلاً.
سوريا الدولة العربية المسلمة الجميلة التي فيها قبور للصحابة والتابعين وأحفاد النبي، سوريا الصناعات والاكتفاء الذاتي والاقتصاد القوي المتعافي، سوريا المواقف العربية الأصيلة، سوريا حب العرب لا تميز بينهم كلهم ناسها وأهلها، سوريا الشام التي دعا لها النبي صلى الله عليه وسلم. ماذا تريدون منها؟. انظروا إلى ليبيا والجماعات العبثية المسلحة التي لا تقيم للإنسانية أي اعتبار تتفاهم بالسلاح والقوة والقتل.
يا علماء المسلمين ادعوا إلى الجهاد ولكن بعد أن تستوفوا شروط الجهاد، قوتكم خاوية ودولكم مفككة وشعوبكم فقيرة وأحوالكم في الحضيض ودول الثراء في جنات الدنيا لا يعرفون جنات الآخرة، آراؤكم مشتتة وخلافاتكم كبيرة وأنتم في أسفل سافلين تريدون جهاداً على جماجم أطفال وشيوخ ومساجد تدمرونها وعلماء قتلتموهم ويرحم الله الشيخ البوطي.
أوقفوا عبثكم, أوقفوا ناركم وفتاواكم.. اعلموا أن الأمر لله من قبل ومن بعد هو الذي يقول للشيء كن فيكون. الله وحده هو القادر على كل شيء ولستم أنتم, اتركوا سوريا تنهض وتحل مشاكلها بنفسها وتواجه ما حل بها من دمار, وحسبنا الله ونعم الوكيل في فتاوى الشيطان وأهل الدمار والخراب.