الحكمة هي كيف تكون قادرا على معالجة الأمور بدراية ودراسة وتأنٍ لتعرف الأسباب وتبدأ الحلول وتعرف فيما بعد النتائج، الحكمة إنقاذ وبناء ورسوخ ومسؤولية وأفعال وأقوال قال الله تعالى: "ومن يؤتَ الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً".. الحكمة عنوان جميل نتمنى أن تكون في كل العقول لينهض الوطن ويستقر ويزهر ويتجدد.. الحكمة أملنا في تغيير حالنا وإنقاذ اقتصادنا وعافية لبلادنا وكل أمورنا.. الحكمة أوقفت الفوضى وفتحت باب المبادرة وجاءت بحكومة الوفاق وجمعت شرائح وفئات مختلفة إلى طاولة الحوار ومخرجاته ومازالت تسري لاكمال المشوار وإرساء سفينة الوطن إلى بر الأمان.. الحكمة تجمع ولا تفرق تنصح ولا تحرض.. الحكمة وصفة ثابتة وشهادة لنا من لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم "والحكمة يمانية" والنزاهة رديف يتبعها وهي كذلك عنوان النفوس والقلوب النظيفة والأيادي البيضاء العفيفة وتنطبق على من لا يتعالى ويرى نفسه بسيطاً وهو في قمة النعمة والمسؤولية.
لقد تذكرت كل ما سمعناه عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كيف كانت خلافته وعدالته ونزاهته وزهده وكيف حرم بناته وزوجاته من أكل الحلوى ورفض هرية اللحم وجعل زوجاته بدون كساء وسهر من أجل مصالح الرعية ورقَّع قميصه بسبع عشرة رقعة وأشياء كثيرة. هو عنوان ذاك الزمان ويوجد بإذن الله من يعمل بقدر ما يستطيع في هذا الزمان مثله.. النزاهة لابد أن يتحلى بها كل غني ومسؤول وحاكم لابد لها من عودة ووجود عند هؤلاء لابد لهم أن يهربوا من السيارات الفارهة والحراسات المشددة والنوم الكثير والسفر الكثير والغياب الكثير.. لابد لكل مسؤول أن يسلم إقرار الذمة.. لابد أن يطمئن الناس يجب ان يشعر أنه واحد من الناس ويسهر على مصالحهم وما يحتاجونه، يرفع يده عن المال العام والعبث به.. النزاهة لابد لها أن تعود وترى ويعلو صوتها ويثبت لها مكان في نفوس وقلوب وعيون وعقول وأيدي كل مسؤول لابد أن يزرع خوف الله في قلبه ويتقي الله في عمله.. النزاهة رضى يحمله الإنسان في قلبه ويتقي به الله في كل ما يعمله وهو المستفيد والناجح دائماً.
لقد كتبت عن هاتين الصفتين لأني أراهما غائبتين عند الكثيرين وخصوصاً ممن تبوأوا مناصب كانوا يحلمون بها وما نقرأه هنا وهناك عن صفقات وإيرادات ومبيعات ومشتريات ومناقصات في أموال عامة قد نهبت وضاعت ولو وجدت هذه الأموال ولم يعبث بها لفتحت الأمل والحب والهدوء ولم يجد أصحاب الشائعات رواجاً لأكاذيبهم هنا وهناك، لست متحاملاً على أحد فيما كتبت ولا ملمحاً انما كتبت كلاماً عاماً مفهوماً خرج من قلبي وخطه قلمي ليكون الظل مستقيما وليس أعوج واشكر أصحاب القلوب والعقول الحكيمة والنفوس النزيهة لتقبلهم كلامي وكتاباتي ونسأل الله أن يرزقنا الحكمة والنزاهة ويجعلنا من عباده المحبوبين عنده وعند خلقه.