وكانت عدن هادئة في كل صيف مطمئنة حتى جاءت الأزمة والربيع والانفلات وماتت المصداقية حتى ظهرت الانقطاعات والضعف وقلة القوة الكهربائية وزيادة في الاحمال وزيادة الاستهلاك واختلط كل شيء وانفتحت أبواب جديدة وأرزاق وجيوب وحرف وعانى الناس ما عانوا من شراء المواطير والشواحن والتسليك والبترول والديزل والبيئة تلوثت والرؤوس تصدعت من الازعاج الجديد الذي جاء ضيفاً أمام منازلهم ومحلاتهم ومرافق عملهم والجميع- الناس والسلطة والمحلية- عنوان واحد ومعاناة واحدة وانطبق عليهم المثل القائل «العين بصيرة واليد قصيرة» ومشكلتنا أن المؤسستين كان فيهما حيتان كبار أكلوا ما أكلوا وتذكرت قول الشاعر: "متى يبلغ البنيان يوما تمامه.. اذا كنت تبنيه وغيرك يهدم ُ وكم اضحكني قانون إقرار الذمة المالية وأي قوانين تطبق أذا لم تكن القلوب والأيادي نظيفة.
المهمم اريد أن افسر عنوان مقالتي "استعداد من الجانبين" ومقصدي السلطة والناس فلن يستقيم حال مؤسستي المياه والكهرباء الا بشفافية في كل ما يدور وكل ما يصرف. وحقيقة اقول عندما كنت في حفل لصندوق النظافة وتحسين المدينة وحضر الحفل المحافظ وحيد رشيد قال بالحرف الواضح أمام جميع موظفي وعمال النظافة: لابد على الادارة المالية لصندوق النظافة ان تعمل بشفافية الحسابات اسبوعيا او شهريا، واريد ذلك من مؤسستي المياه والكهرباء .. على السلطة ان تأخذ وعلى المواطن ان يعطي والكل يراقب الآخر ويكون اللعب على المكشوف كم فواتير ماء في عدن وفواتير كهرباء وكم المستفيدون وكم المتهربون وما يقع شيء ببلاش. لابد من الاستعداد من الجانبين والحزم من الجانبين فكما تعمل تجد وبقدر ما تعطي يعطى لك حتى الماكينات والمحطات التي في عدن تحتاج الديزل والكادر البشري الذي يسهر على تشغيلها. لابد من الاستعداد بدون مبررات فعدن مليئة بالخيرات وواعدة رغم الفتور الذي اصابها وقلة الحركة في دخول الوافدين لكنها مازالت تدافع عن نفسها والحياة فيها لن تموت الا بارادة الله لذلك اقول اسندوها تنهض وسددوا فواتيركم ايها المتخلفون وخصوصا الذين يرون انفسهم أقوياء وكباراً من مؤسسات وشركات فلن يتحسن حال الكهرباء والمياه وخزينتهما فاضية.
وكما ذكرت مدوا ايديكم لها تمد خدماتها لكم وارجو ان لا يتفرج احد على احد فعدن تخصنا وتهمنا جميعا فهي لنا ونحن لها.. لابد من الاستعداد من الآن حتى ننعم بصيف هادئ في عقولنا ونفوسنا وجيوبنا وتهدأ فيه اعصابنا ويتقبل الله فيه صيامنا.. فلنستعد لراحتنا وسلامتنا من الجانبين ويا سلطة محلية ارجوك تسمعي وبالمواطن ارحمي.