وكيف بصاحب سيارة الأجرة وما عليه من التزامات لغيره ونفسه وكيف وكيف بالكثيرين الذين يعانون ويحرصون على أن لا تتراكم عليهم الالتزامات ومن ثم يدخلون في هموم ولقد أصاب الكثير من الناس ما أصابهم ومن خلال قراءتي لكثير من الصحف والنشرات الاقتصادية والمعلومات التي تكتب عن تراجع الدخل وبطء الحالة الاقتصادية وزيادة في المشاكل وتعقيدات الأمور أقول إن اقتصاد بلدنا حاله غير مرتب وغير مضبوط كله عشوائية كبرى، الدخل في الجيب قليل والخرج والمصاريف كثيرة.
إنها بلاد عجيبة وإلا لماذا زادت السرقات وهذا الانفلات الكبير الذي أصاب كل شيء وصارت الحياة اليومية تمشي بحال مفجع الالتزام موجود والعمل مفقود ومما يؤلمني إن حال التقشف في حياتنا غير موجود لا عند الكبير ولا الصغير الكل يبحر في بحور الترف والاستعلاء لا لجان متخصصة تعمل ولا خبراء يتدخلون لتصحيح الأمور كل ما يصلنا هو شيء مؤسف (جابوا الراتب أخروا الراتب نقصوا الراتب عملوا التسوية زيدوا الفارق) حياة واقتصاد عشوائيان لم يجعلا مجالاً للحياة الصحيحة ولقد تذكرت عبارة قرأتها قديماً تقول (من يعمل يأكل ومن لا يعمل لا يأكل) وكانت المراقبة موجودة تنقذ البلاد والعباد والعدل والعدالة تشعر بوجودها رغم وجود أشياء في ذاك الوقت دخلت علينا فخلقت صراعاً هنا وهناك لكن حال الاقتصاد كان مضبوطاً لأنه كان بيد دولة وليس بيد ثعابين لدغاتها سامة لا ترحم أحداً فصار الناس في هذه الأيام حالهم أشبه بمن مسه مس خفيف وكل ما أريد أن أصل إليه هو أنه لا بد للوطن أولاً أن يتعافى من كل هذه المطارق القوية التي تضربه صباحاً مساءً على رأسه (اعتداء على الكهرباء والنفط والقتل والجرح وإخافة الناس والتحريض والكراهية) فلن يتعافى الاقتصاد وهذا الخراب كله فيه وعليه فلنكن مثل سلطنة عمان الجارة ريالها بثلاثة دولاران لا تسمع طلقة رصاص ولا تفجيرات ولا اعتداءات على كهرباء ونفط أسرعوا بإعادة الاقتصاد إلى يد الوطن وأسرعوا بتكاتفنا جميعاً من أجل إنقاذه لينقذنا انتزعوا الاقتصاد العشوائي من أيدي الأفاعي ومصاصي دم وجهد وأعمار وصحة المواطن توحدوا ولا تتفرقوا وقولوا كلمة الحق عند كل سارق وجائر فكل شيء معروف وأحوال الناس في المعاناة متشابهة.
اللهم أنقذنا وأنقذ اقتصادنا واكتب لنا سعادة لنا ولشعبنا ووطننا.