وترجع معاناتهم وآلامهم المضاعفة إلى أن أغلبهم يعول أسراً، ومسؤول عن عائلات (نساء وأطفال وكبار سن وعجزة) فعندما يصاب أحد هؤلاء الشباب أو يجرح فإن العجز يقعده عن القيام بواجبه في توفير لقمة العيش لأسرته ورعاية أفراد عائلته وعندما لا يستطيع ذلك ينعكس كل ذلك على نفسيته وتتضاعف معاناته وآلامه الجسدية والنفسية.
ناهيك عن تجاهل الحكومة لهذه المعاناة وعدم اكتراثها بما يكابده ويتجرعه ولا يعلم بحاله إلا الله الواحد القهار الذي يلجأ إليه هذا الجريح وهذا المصاب متضرعاً بالدعاء رجاء أن يخفف عنه بعض آلامه ومحنته وأن يعينه على الصبر، وتحمل مشقة عذابات جراحه وإصابته وإشفاقه على أسرته وعائلته وأولاده الذين لا يجدون من يتكفل بإعالتهم بعد أن أقعدت المصيبة هذا العائل القائم على توفير لقمة العيش لهم. وكثير من العائلات والأسر تمنعها عزة النفس من أن تذهب إلى المساجد وتستجدي الناس وتفضل أن تموت على أن تمد أيديها للآخرين .
لقد سمعنا بأن دول الجوار قد جادت وتبرعت وتفضلت بصرف تكاليف علاج الجرحى والمصابين ولكن لا ندري من هي الجهة التي ستقوم بمهمة تلمس هموم ومعاناة الجرحى والمصابين وابتعاثهم إلى الخارج للعلاج غير حكومتنا الموقرة التي تختار وترشح جرحى ومصابين وتنسى أن هناك العشرات منهم يحتاجون لمن يتفقدهم أو يعطف عليهم أو يخفف من معاناتهم أو يبعث في أنفسهم الأمل وينسيهم الألم أو يواسي أسرهم بشيء يسد الرمق ويدعو للتفاؤل وتعود البسمة إلى أفواههم ويشعرون بأن من يهتم بهم.