هم أولاءِ يريدون أن يزجُّوا ببِضاعاتهم البائرة والتي رفضها الناس وكرهوها زمنا طويلاً ، نقول : واجهوا الحُجَّة بالحُجَّة ، وقولوا ما عندكم بالدَّليل والبرهان ، وألا فليس هنالك ما هو أثمن من صيدٍ يضمن الجميع في أنَّه لن يحاسبه ؛ ذلك لأنه رجل مأمون الجانب ، ما لم يتخطوا حدود اللياقة السياسية، وليس بتلك العقلية التي يظهره بعض الصبية الغوغائيين في حملة الهجوم الشعواء ضده ، وحتى إن جئنا نفكر بالعقل والمنطق السليم ، فسوف نرى أنه ليس من مصلحة هادي لا من قريب ولا من بعيد ، أن يُظهر ابنه على أعتاب هذه المرحلة الحرجة والحسَّاسة ، وبالأخص لو كان له مشروع توريث كما يدعون ، ولَمَا جعله في الواجهة ، وبدلاً عن ذلك يكلِّف فرداً وما أكثرهم حين يطلب الرئيس ذلك ، ودون أن يكون لجلال ناقة ولا جمل في أي دور ، أو حتى على الأقل سيكون جلال خلف الأنظار ، هل ترون أن هادي وابنه ومستشاريه «المتخصِّصين» جميعاً أغبياء، الى درجة أنهم لن يتنبَّهوا لمثل هكذا حماقة يدركها الطفل قبل أن يكبر ، هذا لا يعقل طبعاً ..
يقولون انتقل الحج هذ الموسم من مقيل أحمد إلى مقيل جلال، وهم هنا يقومون بعمل دورٍ خطيرٍ ومنظم ايُما خطر وقد طبخ على ايدي متخصِّصين في ذلك إن لم نتنبه ، إنَّهم يعملون بلغة «الإيحاء النَّفسي» على إحراق جلال محاولين ربط هذا الإيحاء بشخص ابن الرئيس السابق ، لتتشكَّل «حالةً ذهنية» كاملة توحي بفزاعة «مشروع التوريث» ، الذي ليس له قاعدة حقيقيَّة يقوم مرتكزاً عليها ، والذي يتطلب له سنين كثيرة ، والذي لا يضمن في أصله للأب البقاء طويلاً فكيف بالابن !، الأطراف نقول وليس طرفاً واحداً من يسب ويقدح في شخصية هذا الشاب وتدخلاته في كل صغيرةٍ وكبيرةٍ حدَّ قولهم بمعرفتهم وبدون معرفة بعض الوالغين في هذا الوحل ،إنهم هنا وبهذه الطرطشة في الكلام ، إذ يحاولون تلميع شكل ابن الرئيس السابق وان بشكلٍ غير مباشر أقول لست هنا لأفند تلك الأقاويل ، التي مورست كضغوطاتٍ بحق الرئيس التوافقي وابنه ، كابتزازٍ سياسيٍ بحت له مدلولاته الواضحة ، والمعبِّرة في كلِّ الاتِّجاهات ، ولست أيضاً هنا بصدد الدفاع عنهما ، غير أن الذي دفعني هو شطحات وغباء البعض في تفريش مساميرٍ عاريةٍ وشاخصة أمام الرأي العام كله ، تحت أرجل من يقوم بحمل مهمَّات تنوء كواهل الجبال بحملها ، ولنقل في هذه الفترة على الأقل ، حتى نكون موضوعيين ، هادي أمام مرحلةٍ عصيبةٍ ومعقَّدة جداً ، وهذا ما لا يعلمه حق علمه الا السياسيون الحُذَّق ، الذين يقومون باستقراء الواقع واستبطانه من كل جنباته ، لذا نرى البعض وما أكثرهم يهرفون بما لا يعرفون، من حيث أن الرَّجل يقوم بمهمَّة إنقاذٍ لسفينة وطنٍ بأكمله ، ونحن معنيُّون بالدفاع عن البلد ، وليس لشخص الرَّئيس وابنه كما قد يصوِّر البعض حالة العداء والشَّخصنة هذه ! .
المطابخ السياسية هذه الأيام تعمل بوتيرة عالية ، إما لأنَّها تريد المساومة على شيءٍ ، أو أنَّها تريد إخفاء آلات الفساد الضخمة ، ومشاريع أخرى في الجانب الآخر تسحق البسطاء والمهمَّشين ، وهي تستشري يوماً إثر آخر ، ولكل ذي لبٍّ وعقل فهمه الخاص نحو أولئك المتحاملين والمتحاذقين على عباد الله ، أكثرهم حنقاً هم أولئك المتضرِّرون ، جرَّاء تقطيع أوردة فسادهم وعبثهم ومحاصصاتهم ، التي وقف هادي أمام مشروعها دون أدنى تنصلٍ من المسؤولية ، مغامراً بنفسه وبعائلته التي طالها من الأذى ما يكفي آخرها ما حدث لجلال ، وسيشتدُّ إيذاء المرجفين في هذا البلد المغمور بكل آفات الفساد ، المتوغِّلة والتي قطع عليها هادي موسماً لا تكرِّره الأيَّام ، وجلال ابنه طبعاً قد أصبح «فاكهة الصيف» المُشتهاة ، التي يحبُّ البعض تناولها هذه الأيام ..!!
والله من وراء القصد..