أما الآن فنشعر نفس الشعور لكن الاختلاف حسب رأيي أن الحجم كبر من الاتجاهين (الدولة كبيرة والبشر كثير) فإن قلنا هذا الشعار الآن ونخص به الدولة فهو جميل لكنه على الواقع غير موجود واللوم على هكذا حال هو أن الزمان الذي نحن فيه قد انفتح انفتاحاً ما له طرف ولا ماسك وصارت الدولة الموجودة تأخذ منك باليمين ما تعطيك بالشمال وصارت مهزوزة وفوق رأسها كل هذا الكم الهائل من المشاكل والهموم.
دخل فصل الصيف وبدأت قصة الكهرباء والمياه والعجز الحاصل فيهما وبدأ مسلسل التخريب والاعتداءات على الكهرباء من كبار المخربين وكذلك النفط وإضراب المؤسسات الحكومية المطالبة بالحقوق والمستحقات والإكراميات وتوقف العمل وتعطلت مصالح الناس والحال ما شاء الله لا يحسد عليه.
الدولة تسير بالبركة لا نرى رئيس الحكومة يظهر إلاَ نادراً عند اجتماعه بالحكومة، وما يصدر من قرارات نقرأها عبر الصحف ونشاهدها بالتلفاز، نجدهم (مستخسرين) الزيارات والنزول ليتلمسوا الهموم وما يعانيه الناس وكيف هي ظروفهم، لذلك لابد أن تكون الحكومة حكومة الشعب تخدمه وتوفر له كل سبل العيش الكريم حتى نرى أن الدولة هي خادمة الشعب ليكون الشعب خادماً لها.
يجب على الدولة أن تكون دائمة الحركة نشيطة تصدر القرارات وتتلمس الهموم وتحل المشاكل وتنفذ المشاريع وتنقذ الأرواح وتسعد الناس وترضي الجميع، وأن تسهر وكل وزرائها على كل هذه المطالب وأن يكونوا قدوة يقتدى بهم أصفياء وصادقين ومتابعين لكل شيء يخص راحة الشعب وأمنه واستقراره.
إن الكتابة عبر الصحف عن مثل هكذا أمور هي عبارة عن تنفيس وإرسال رسائل لأنه ربما يصل ما نكتبه وننتقده إلى من يهمه الأمر. لأنني وكثيراً من الناس معي نرى تفلتا شديداً في كثير من الأمور ونقص هيبة الدولة وما أخشاه أن نرى أنفسنا وكأننا نعيش في غابة ولسنا داخل دولة، صار اليمن وشعب اليمن في حالة مهزوزة تحتاج إلى عودة قوية لزرع العدالة والطمأنينة لدى كل الناس.
وفي الزمان الذي نعيشه خصوصاً في واقعنا العربي والمسلم هذه الأيام وما حدث في عدة دول عربية وسقوط حكام وهروب حكام وتسليم للسلطة من قبل حكام فإن الهزة التي حدثت لازالت تبعاتها موجودة وأثرت بشكل مباشر على الدولة والشعب، لذلك لابد من العمل لما فيه الأخذ والعطاء من الدولة للشعب ومن الشعب للدولة وينطبق ذلك قولاً وفعلاً على الجميع.
«الدولة تخدمنا ونحن يجب أن نخدم الدولة» كل ما نتمناه دولة قوية للشعب ومن الشعب ساهرة لا تنام فمتى يكون ذلك.