في الوقت الذي كنا ننتظر اتخاذ الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية بزعامة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مواقف أكثر ايجابية تجاه اليمن وشعبه الذي يكن مشاعر الامتنان لقيادة وشعب هذا البلد الجار والشقيق لما أبدته من حرص على وحدته وأمنه واستقراره التي تعرضت لتهديد غير مسبوق سياسي واقتصادي وأمني كان يمكن أن يؤدي به إلى كارثة الاحتراب والصراع وما يرتبط بهما من دمار وفوضى يتطاير لهيبها ليشمل استقرار منطقة الجزيرة والخليج والتي تواجه مخاطر وتحديات, كان وسيبقى اليمن العمق الاستراتيجي لأشقائه في المملكة ودول الخليج في عملية المواجهة معها, إلاَّ أننا تفاجأنا بمواقف تتعارض مع ما عهدناه خصوصاً في العامين الأخيرين تجلت في القرارات والإجراءات التي تضيق على اليمنيين الذين كانوا في عهودٍ سابقة يشعرون أنهم لا في دولة شقيقة فحسب وإنما في وطنهم طالما شاركوا إخوانهم أبناء المملكة بناء نهضتهم, لكنهم وفي الوقت الذي كانوا ينتظرون إنهاء ما اتخذ سابقاً في هذا المنحى خاصةً وأن الأسباب والعوامل التي أدت إلى ذلك قد تم تجاوزها بحكم مرور الزمن والمتغيرات التي شهدها البلدان والمشرق العربي, وباتت الأوضاع تحتاج منا إلى تمتين جسور أواصر الإخاء والمحبة من خلال تعميق مداميك مصالح حقيقية تولد المزيد من الحرص المتبادل على استقرار وازدهار البلدين, لكن أخذت الرياح في اتجاهات مغايرة لمسارات إبحار البلدين نحو مستقبل تعيه ضرورات إيجاده المملكة واليمن ليدخلنا هذا التوجه لأشقائنا في حيرة تجسدت عشرات الأسئلة التي لا إجابات لها, خاصة وأن الوقائع خارج مسار التفسير المنطقي الذي يؤكد أهمية أن ترتقي العلاقات الأخوية الحميمية بين البلدين والشعبين إلى مستويات أرقى لتلبي متطلبات مجابهات الأخطار التي تحيط بمنطقة الجزيرة والخليج في هذه الفترة المعقدة والدقيقة والحساسة من تاريخنا المعاصر.