إن سنوات عمري هذه وأنا الآن في العقد الرابع من عمري قد مرت من أمامي فيها حكايات وذكريات عاشها وطن بكامله وشعب كبير في داخل هذا الوطن، وحياة الجنوب تحتاج إلى كتب ومؤلفات ومجلدات وكتاب ومحللين يشرحون ويكتبون عن كل مراحل الحياة ، وخصوصاً في محافظات الجنوب منذ الاستقلال في 67م ، وهذا طلع وهذا عزل وهذا قتل وهذا أعدم وهذا أطيح به ،وهذا خرج عن مبادئ الثورة ومبادئ الحزب ، وكل هذه الصراعات أثرت على الجنوب وعلى ثبات حاله وحال كل الذين عاشوا فيه فحدث لهم ما حدث وما حدث معروف جملة وتفصيلا دولة بكاملها دون أساسات قوية تدعمها وتثبتها انهارت وجاءت وحدة أخذت الجنوب إلى الشمال والشمال إلى الجنوب وكانت بدايتها طيبة ولكنها شوهت منا نحن بني البشر فالنهضة يتحملها الجميع ولقد تذكرت ما حدث لرجلين أيام الخليفة عمر رضي الله عنه عندما أرسلهما ليصلحا بين زوجين متخاصمين فلم يوفقا في الصلح فضربهما عمر وقال لهما لو كان في نيتكما أن تصلحا بينهما لأصلح الله بينهما ، تلخبطت دولة كاملة بعد الدمج بين الشطرين ، هذا يقول نحن كنا قليلين ومرتاحين وهؤلاء يقولون نحن من خلقنا الروح والحياة فيكم والحمد لله تمت الوحدة وأخذت كل هذه السنين وهي ثابتة بين من أحبها ومن كرهها لكن السلبيات هي التي برزت وأحدثت شروخاً وانقسامات بين شرائح الناس، وظهر جيل كامل في عمرها لم ير مستقبلا منشودا أمامه بل رأى فراغاً قد أخذ عقله وأخذ العقول مصيبة خصوصاً لمن هم في سن صغيرة وطائشة ، لذلك ومن خلال مقالتي هذه وعنوانها ،آمل أن يكون الحوار هو انتصار للجنوب في حل كل مطالبه حتى ترضى الناس ويهدأ بالهم ، لأنه لا يخفى على أحد ما هو حاصل الآن من غليان كبير موجود في كل المحافظات الجنوبية .
تفاؤلي الكبير في كل أعضاء مؤتمر الحوار أن يصلوا إلى دراسة الواقع بشكل كبير ويتفقوا على رفع كل أسباب المشاكل ويرسموا صورة مطمئنة لأبناء الجنوب ، الذين هم في الحقيقة شعب مسالم فقد الكثير والكثير حتى شعر بالإرهاق وهو يشعر أنه شعب صغير .. البحث والتشخيص الدقيق النابع من القلوب الصادقة الصافية التي تعرف الله ويكون عملها خالصاً لوجهه دون تحقير أحد في مطالبة والدنيا لا تدوم إلا لله ونحن بني البشر زائلون.
فليكن الحوار انتصاراً لقضايا الجنوب كما كانت المبادرة الخليجية انتصاراً لأزمة اليمن.
وأسأل الله أن يجمعنا على حبه وحب عباده آمين.