جاءت زيارة الرئيس عبدربه منصور المفاجئة إلى المملكة السعودية لتؤكد تواصل وعمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، وإلى جانب الروابط الأخوية التي تربط بين اليمن والسعودية،فهناك أيضاً المصالح المشتركة التي تستند إلى ما يحقق آمال وخير الشعبين، بل وخير شعوب المنطقة..
إن هذه الزيارة ما هي إلا تجسيد لحرص البلدين على التشاور المستمر وتبادل وجهات النظر في كل القضايا المتعلقة بالبلدين الشقيقين والمنطقة العربية، أنها تعبير أيضاً عن السعي الدائم ومساندة العلاقات المصيرية في كافة المجالات، ولا شك أن الأخ رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور والملك عبدالله بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة قد تناولا في محادثاتهما أهمية القضايا المدرجة في جدول اجتماعهما.
ولا جدال أن جو المودة والأخوة الذي ساد هذه المحادثات قد قضى على كل محاولات الدس والوقيعة بين البلدين الجارين التي تقوم بها عناصر متآمرة من الداخل والخارج تحركها الأحقاد والمصالح الشخصية وعدم الإدراك الواعي لانعكاسات ممارساتها على المصالح الوطنية والقومية.
حقاً لم نكن نتوقع هذه الزيارة المفاجئة وأنا كنت على ثقة بإمكانية القيام بها في أي وقت وبلا أي إعداد مسبق تماشياً مع طبيعة العلاقات بين اليمن والسعودية.. ولكن ما يجب قوله هو أن توقيتها جاء مناسباً جداً لإجهاض موجة الإشاعات والافتراءات التي استهدفت ضرب المصالح المشتركة للبلدين.
من المؤكد أن مصالح الملايين من أبناء الجالية اليمنية التي قدمت جهدها وعرقها لمشروعات التنمية والتقدم في السعودية، كانت المستهدفة من وراء عمليات الترويج للأكاذيب والأقاويل بواسطة الذين لا يحبون الخير لا لليمن ولا للسعودية، بالإضافة إلى بعض الصحف المشبوهة.
هذه القضية لا شك بأنها كانت موضع اهتمام الرئيس دائماً وهوالذي لا يألو جهداً في العمل من أجل الحفاظ على مصالح المواطنين في الداخل والخارج.
إن خصوصية العلاقات اليمنية السعودية تتحطم على صخرتها مؤامرات تعكيرها.. ولم يدر بفكري أبداً قيام الرئيس بمبادرة الزيارة بهذه السرعة لأداء العمرة والتباحث مع القادة السعوديين حول كل ما يهم البلدين.. وشيء جيد أن العلاقات اليمنية السعودية قوية وممتازة وأنه لن يؤثر عليها تلفيق أو اختلاق للروايات والوقائع حيث إنه حسب فهمنا أن التضامن اليمني السعودي يستند إلى أسس إستراتيجية تتعلق بالأمن القومي العربي وخاصة منه اليمني السعودي والبعد التاريخي .. إنها حقيقة لا خلاف عليها مهما حدث .
ورغم الأقلام التي تسيء إلى العلاقات الأخوية والمتميزة بين الشعبين اليمني والسعودي فإن الحقيقة التي ينبغي التأكيد عليها هي ان العلاقات الأزلية بين البلدين والشعبين الشقيقين الجارين وما يربط بينهما من وشائج القربى والدم وحسن الجوار هي أقوى وامتن من أن تنال منها تلك الأقلام والكتابات الصحفية التي لا تبدي أي حرص على تلك العلاقات المتميزة والمصالح المشتركة للشعبين الشقيقين في الحاضر والمستقبل .
إن العلاقات اليمنية السعودية المتطورة قد عكست نفسها إيجابياً من خلال كثير من المصالح التي أتت بها هذه العلاقة للشعبين اليمني والسعودي، ولو أخذنا الأمر بحساب المصالح الاقتصادية مثلاً فإن السعودية كدولة منتجة للسلع والخدمات سوف تجد في الأسواق اليمنية اكبر مستهلك لمنتجاتها وتحتل السعودية رأس قائمة أهم عشرين دولة مصدرة لليمن .. كما تحظى العلاقات اليمنية- السعودية باهتمام واسع في أوساط الشعبين اليمني والسعودي وفي أوساط الرأي العام العربي والدولي وذلك نتيجة التطور الكبير الذي شهدته هذه العلاقات في الفترة الراهنة ما بعد ثورة يناير المجيدة حتى أصبحت نموذجاً متميزاً لما يجب أن تكون عليه - بصدق ونوايا صادقة مخلصة لا يكتنفها الغموض و( !!)-علاقات الإخاء والجوار بين الدول بحق وحقيق.
يسود كل لقاء بين القيادتين اليمنية والسعودية الصراحة والوضوح وحسن النوايا والإخلاص والرغبة الأكيدة والقوية في حل القضايا بينهما بروح أخوية صادقة والدفع بالعلاقات الأخوية الحميمة بين البلدين بالاتجاه الذي يلبي تطلعات الشعبين الشقيقين الجارين ويحقق لهما الخير والازدهار ويخدم مسيرة الأمن والاستقرار والسلام في منطقة الجزيرة العربية والمنطقة عموماً.
اليمن والسعودية.. علاقات تعاون وتكامل
أخبار متعلقة