حسين محمد با زياد منذ أيام الطفولة والالتحاق بالتعليم الابتدائي بدأت علاقتي بمدرستنا الإعلامية (إذاعة عـدن) وتطورت شيئاً فشيئاً.هذه البداية تمثلت في الاستماع إلى النجوم ورموز الطرب العدني منذ الصباح الباكر عندما كانت السيدة الفاضلة ( والدتنا) أطال الله عمرها توقظنا للصلاة ثم الاغتسال وتناول الفطور وفي تلك الأثناء نستمع إلى الإذاعة منذ افتتاحها في السادسة صباحاً بدءاً بالقرآن الكريم فالنشرة ثم الأغاني الصباحية حتى وقت ذهابنا إلى المدرسة. منذ تلك المرحلة الأولى من العمر بدأت علاقتنا الجميلة بإذاعة عدن ورموزها الفنية الغنائية لعل أبرزهم رائد الأغنية العدنية ( خليل محمد خليل) وأفضل من يجيد أداء الألوان الغنائية اليمنية المختلفة ( محمد سعد عبدالله) والموسيقار العدني - ملك العود ( احمد بن احمد قاسم) وملك الأغنية الراقية ( اسكندر ثابت) واللحن الشجي ( محمد عبده زيدي) والفنان الرائع ( محمد صالح عزاني) طيب الله ثراهم جميعاً و (محمد مرشد ناجي) الذي فارقناه مؤخراً وغيرهم. كانت إذاعة عدن الوسيلة التي من خلالها نشنف آذاننا منذ الصباح الباكر بأصوات هؤلاء الرموز الذين لا يتكررون ومع الأيام أصبحنا نحفظ أغنياتهم الصباحية والعاطفية مثل(الزين جزع مره) و (صباح الخير من بدري)و(مابابديل)و (ياحلو يا اخضر اللون) و( المي والرمله) و(فين التقينا وشفتك فين) و(السعادة) و(ضناني الشوق) و(يابدر يا عديني ) وغيرها الكثير والكثير من الأغنيات التي اجزم أن إذاعة عدن ساهمت في رفع مستوى الذائقة الفنية لمستمعيها. لا يعني ذكر الأسماء آنفاً أنهم وحدهم الرموز والكبار بل أن ذلك جاء على سبيل المثال لا الحصر لعرض فكرة هذا الموضوع الذي يمس ويلامس ايضاً كثيرين لم نأت على ذكرهم.. ذلك أن هؤلاء وأولئك غيبوا في غياهب النسيان وصاروا ( نسياً منسيا) مع أنهم يمثلون ذاكرة أمة.. وحتى اسم الشارع الذي سمي باسم الفنان الكبير (محمد سعد عبدالله) وضعت فيه لوحة خشبية صغيرة مهترئة مكتوب عليها ( شارع الفنان محمد سعد عبدالله) مع انه كان من المفروض أن تليق باسم هذا الفنان .. هذه جزئية بسيطة فقط فما بالكم بواجبات الدولة والحكومة تجاه هذه الرموز احياءً ثم امواتاً!. آمل أن يعمل رئيس الحكومة ووزير الثقافة ومحافظ عدن وكل ذوي الصلة على إعادة الاعتبار لكل هؤلاء في خطوات عملية لن تكلفهم الكثير لكنها مهمة ومهمة جداً.
|
ثقافة
رموز عـدن الفنية لماذا يطالها النسيان ؟!
أخبار متعلقة