الماكينات تفسد رقصة التانغو وتظفر بالنجمة الرابعة
تّوج المنتخب الألماني بكأس العالم للمرة الرابعة في تاريخه بعد فوزه على نظيره الأرجنتيني بهدف نظيف في المباراة النهائية لمونديال البرازيل 2014 التي جرت مساء أمس على ملعب ماركانا، لتُعادل الماكينات رقم الطليان بالوصول للكأس الرابعة على بعد بطولة واحدة من ملوك كرة القدم «البرازيل»، فيما ظلت الأرجنتين بلقبين وتكون قد حُرمت من الكأس للمرة الثانية أمام ألمانيا في النهائي بعد نهائي روما 1990.شهدت الدقائق الأولى أفضلية نسبية للماكينات الألمانية بفضل استحواذ الثلاثي «أوزيل، شفاينشتايجر وكروس» على منطقة المناورات، في المقابل اعتمد نجوم التانجو على الهجمات المعاكسة التي شكلت خطورة بالغة على رباعي دفاع المانشافت، ومع ذلك غابت الخطورة الحقيقية على كلا المرميين في أول 15 دقيقة باستثناء بعض التصويبات والعرضيات السهلة التي أجاد الدفاع في التعامل معها.الفرصة الحقيقة الأولى في المباراة اُتيحت لمهاجم نابولي «جونزالو هيجواين» الذي تلقى هدية العمر من متوسط ميدان بايرن ميونخ «توني كروس»، على إثرها انفرد مهاجم التانجو بحامي عرين الماكينات «نوير» وجهاً لوجه، لكنه فاجأ العالم بالتسديد بجوار القايم الأيمن، ليُهدر بغرابة شديدة فرصة حصول المنتخب اللاتيني على أول الأهداف وسط حسرة المدرب سابيلا الذي انتظر الكرة في الشباك.وجاء الرد من القائد «فيليب لام» الذي هرب من الجهة اليمنى ومن ثم بعث عرضية نموذجية لهداف منتخبه «مولر» الذي حاول تغيير مسار الكرة إلى الشباك، لكنه وصل متأخراً لينقض الحارس روميرو على الكرة ويُبعدها بأطراف أصابعه بعيداً عن المناطق المحظورة، بعدها مباشرة قاد لافيتزي هجمة مرتدة من الجهة اليمنى، انتهت بعرضية ولا أروع لهيجواين -المتسلل- الذي حول الكرة في المرمى، لكن الحكم الإيطالي «ريزولي» رفض احتساب الحكم بناء على إشارة مواطنه الذي أشار بوجود تسلل على صاحب الهدف الأبيض.على الرغم من استحواذ الألمان على الكرة، إلا أن المنتخب الأرجنتيني بدا الطرف الأكثر خطورة والأقرب لخطف أولى الأهداف، فبعد الهدف الأبيض، لعب لافيتزي وميسي كرة مزدوجة في قلب الدفاع الألماني، ولولا براعة بواتينج لوصلت تمريرة ميسي لهيجواين الخالي من الرقابة والمتواجد أمام شباك الحارس نوير، ليردج مولر بهجمة معاكسة قادها بنفسه من الجهة اليمنى، ومن ثم مرر لأوزيل الذي هيأ الكرة على خط منطقة الجزاء للبديل شورله ليُسدد كرة أرضية أمسكها روميرو بصعوبة بالغة.وجاء الدور على ميسي ليُهدر هو الآخر فرصة مُحققة قبل نهاية الشوط الأول بخمس دقائق، قبل أن يقف القائم الأيسر للحارس روميو للأمان في الدقيقة الأخيرة من عمر الشوط الأول عندما بعث كروس عرضية عن طريقة ركلة ركنية للمدافع هويديس الذي حولها برأسه في المرمى، لكن من سوء طالعه تصدى القائم الأيسر للكرة ومنع منتخبه من هدف التقدم قبل الذهاب إلى غرف خلع الملابس بين الشوطين.تراجع مردود المنتخب الألماني مع بداية الشوط الثاني، والعكس بالنسبة للمنتخب الأرجنتيني الذي خلق أكثر من فرصة مُحققة على مرمى الحارس نوير، أبرزها على الإطلاق فرصة ميسي التي أهدرها وهو أمام حامي عرين المانشافت في الدقيقة 50، وبعد دقيقة واحدة أرسل روخو عرضية نموذجية للبديل أجويرو، لكنه تفنن في إهدار الفرصة وسط حراسة بواتينج الذي اكتفى بمشاهدة مهاجم السيتي وهو يُهدر الفرصة.استمر التفوق الأرجنتيني في أول 20 دقيقة من الحصة الثانية، لكن غياب التوفيق عن ميسي وهيجواين حال دون وصول التانجو لهدف قتل المباراة إكلينيكياً، ووضح ذلك من خلال غياب الدقة في اللمسة الأخيرة أمام نوير الذي تنفس الصعداء في عديد من المناسبات، أهمها فرصة ليونيل ميسي عندما سدد كرة مقوسة من على حدود منطقة الجزاء، ومن سوء طالعه مرت بجوار القائم الأيمن بقليل.وعاد المنتخب الألماني إلى أجواء المباراة في آخر دقائق الشوط، وسنحت أكثر من فرصة لرفاق أوزيل كادت تغتال حلم ميسي في الوقت الرائع، إلا أن كروس وهوفيديس فشلا في استغلال الفرص التي اتيحت لهما، وظلت المباراة مُعلقة ومشتعلة حتى الثواني الأخيرة، وفي نهاية المطاف أطلق ريزولي صافرة نهاية الوقت الأصلي بالتعادل السلبي، ليلجأ كلا الفريقين للوقت الإضافي للمرة السابعة في تاريخ نهائي كأس العالم.مع بداية الشوط الإضافي الأول أهدر شورله فرصة لا تضيع عندما لعب كرة مزدوجة مع شفاينشتياجر داخل منطقة الجزاء، على إثرها وجد نفسه أمام الحارس روميرو، ثم سدد من لمسة واحدة والحارس تصدى ببراعة، ليأتي الرد الصارم من البديل «بالاسيوس» الذي هيأ الكرة لنفسه بالصدر داخل منطقة الجزاء، وفي الأخير سدد من فوق الحارس نوير خارج الملعب، ليُهدر كلا المنتخبين فرصة مُحققة بنسبة 100 %.وفي الوقت الذي اعتقد الجميع أن المباراة في طريقها لركلات الجزاء الترجيحية، ظهر شورله في الأضواء بانطلاقة من الجهة اليسرى انتهت بعرضية لزميله ماريو جوتزه الذي هيأ الكرة لنفسه ثم سدد على يسار الحارس روميرو الذي حول إبعاد الكرة، لكن دون جدوى ليخطف الألمان هدف التتويج بالكأس الرابعة في الدقيقة 113، وسط دموع رفاق ميسي الذين تحسروا على إهدارهم للفرص السهلة أمام نوير.حاول المنتخب اللاتيني العودة في نتيجة المباراة في آخر خمس دقائق، لكن تماسك الدفاع الألماني حال دون وصول التانجو لهدف التعديل، لينتهي بعد ذلك اللقاء بفوز ألمانيا بهدف نظيف، لتحصل بلاد الماكينات على النجمة الرابعة في تواجدهم الثامن في نهائي كأس العالم -كإنجاز غير مسبوق.